هندي يبني أعشاشاً للعصافير
تشكل العصافير بالنسبة إلى الهندي رايش خاتري، المعروف بـ «رجل الأعشاش في الهند»، مصدراً لـ «فرح عامر»، وفي سبيل التأكد من أن تجد تلك الكائنات الصغيرة منزلاً لها في دلهي، عمد خاتري إلى بناء أعشاش للعصافير من قشور جوز الهند والقطن والجوت والقش، وغيرها من المواد، وتعليم الشباب الهندي كيفية صنعها لجذب العصافير التي كانت تخسر موائلها في المدينة، مستضيفاً ورش عمل في 3500 مدرسة في أنحاء الهند، ضمت أكثر من 100 ألف تلميذ.
ووفقاً لموقع «غوود نيوز» الكندي، في ثمانينيات القرن الماضي، وقبل الازدهار الصناعي في دلهي، كان منزل خاتري بالقرب من سوق مزدحم يعج بالعصافير. وكان لشرفة منزل عائلته عدة أعشاش، وكانت عائلته تستيقظ على زقزقة العصافير اللطيفة كل صباح.
ثم أكثر فأكثر، بدأت الزوايا الصغيرة والشقوق في المباني القديمة، حيث كانت تعشش العصافير تختفي، فسعى خاتري لضمان بقائهم موضع ترحيب في دلهي، من خلال إنشاء مؤسسة «إيكو روتس»، أو «الجذور البيئية»، وتعليم أطفال المدارس بناء الأعشاش.
ينقل موقع «غوود نيوز» الهندي عن خاتري قوله: «تمنحني الطيور شعوراً بالفرح الكبير، وأذكر أنني في أحد الأيام شاهدت رجلين يثبتان الثقوب في الأنابيب التي لجأت إليها الطيور، فأخبرتهم أنني سأقدم شكوى، فتوقفوا على الفور».
أسفرت جهوده، وفقاً لتقرير «ذا بتر إنديا»، عما يقرب من نصف مليون عش مصنوع بالكامل من مواد طبيعية معاد تدويرها، أو قابلة للتحلل.
يقول الرجل: «لا توجد نعمة أعظم من بناء منزل لعصفور انتزع الإنسان منزله» مضيفاً: «نحن بحاجة إلى الطبيعة، لكن الطبيعية ليست بحاجة إلينا. فإذا كنا نرغب في أن نعيش ونحافظ على سعادتنا، فنحن بحاجة إلى العمل مع الطبيعة، لأنها تدعمنا».