شهر رمضان والإمام الحسن المجتبى
علي ال غراش
تعيش البشرية خلال هذه الأيام الطيبة من شهر رمضان الفضيل، البهجة والفرح والسرور.. بالذكرى السنوية المباركة السعيدة لمولد أول حفيد للرسول الأعظم سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الإمام الحسن المجتبى (ع) المولود في النصف من شهر رمضان الكريم.
مناسبة عظيمة وحدث مهم، لشخصية قيادية عظيمة مؤثرة في التاريخ البشري؛ انها شخصية السبط الأكبر الإمام الحسن، الذي تغذى وتربى في أحضان سيد الخلق، جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي اعده للإمامة والقيادة الرسالية، وطلب من الأمة طاعة أوامره في القيام والقعود حيث قال جده رسول الله (ص): *(الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)*.
الثائر الإصلاحي
الإمام الحسن المجتبى(ع) هو إمام وقائد وعالم وحكيم ونور وهداية ورحمة وقدوة وأسوة حسنة، كلامهم نور، من أقوال الإمام الحسن (ع) حول إستثمار شهر رمضان المبارك والتسابق فيه للطاعات والخيرات، ما روي عنه (ع) بقوله: "ان الله عزوجل خلق شهر رمضان مضمارا لخلقه، يستبقون فيه بطاعته ورضوانه، فسبق فيه قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا،..".
والإمام الحسن المجتبى قائد وإمام وسيد في كل مكان وزمان وفي كل الساحات، وهو الثائر الإصلاحي لتحقيق الإصلاح وتعرية وإسقاط النظام الظالم الفاسد، بالطرق المتاحة السلمية عبر الإتفاقية الواضحة والمحددة، في سبيل تحقيق الإصلاح والسلام والاستقرار دون تنازل عن الحق ودون الإستسلام أو مدح وتمجيد النظام الإستبدادي.
شجاعة الإمام الحسن
الإمام الحسن (ع) بطل شجاع في ساحة المعركة وفي كل الساحات، فبعد ما بذل ما يستطيع في المواجهة العسكرية ونتيجة ظروف منها ضعف الوعي والإيمان الحقيقي، وغياب الطاعة للقائد من قبل جنود معسكره، فقد استطاع القائد الحكيم التفاوض وتوقيع إتفاقية إصلاحية واضحة ومحددة البنود مع مؤسس الحكم الأموي تأكد على: إنتقال السلطة السلمي بعد معاوية، ووقف حملات الشتم والإساءة والتشويه لـ الإمام علي وشيعته، الأهداف:
إعطاء الأمن والكرامة والحرية الفكرية والعبادية لمحبي اهل البيت عليهم السلام، وتحسين وضعهم الاقتصادي، وتعرية النظام أمام الرأي العام المخدوع إذا لم يلتزم بالإتفاقية من باب "المؤمنون عند شروطهم".
مظلومية الإمام الحسن
القائد الكبير الإمام الحسن المجتبى أبن الإمام علي ابن أبي طالب (ع)، والسبط والحفيد الأول للرسول الأعظم محمد (ص) من أشهر الشخصيات والقيادات العظيمة الشجاعة التي تعرضت للمظلومية وللتشويه من قبل الإعداء المناوئين الذين استخدموا كافة الأساليب للنيل من شخصيته في حياته وبعد شهادته حيث تم ضرب نعشه بالسهام والنبال ومنع دفنه بجوار جده رسول الله (ص)، ولغاية اليوم يوجد ممن يحاربون إحياء ذكرى مناسبة مولده في النصف من شهر رمضان المبارك ومشاركة فرحة جده الرسول الأعظم (ص) بولادة أول حفيد له عبر إقامة مهرجان القرقيعان.
السلام عليك يا معز المؤمنين ورائد الإصلاح الثائر ضد الظلم والطغاة، السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد الحسن المجتبى المسموم الشهيد، والسلام على جدك سيد الكائنات وخاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة العالمين سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى أبيك حيدر الكرار أمير المؤمنين، واخ رسول رب العالمين (ص)، وعلى أمك فاطمة الزهراء بضعة الرسول (ص) سيدة نساء العالمين، وعلى أخيك الثائر الحسين الشهيد (ع)، والأئمة المعصومين عليهم السلام.