عشگ نعيمه
يسولفون اهلنا عن واحد من العرب أسمه نعيمه من قبيلة البدور / ربع الزويد .
انعيمه مر بظروف مادية صعبة وبسبب عسر الحال اقترض من بعض تجار الناصرية مبلغ كبير في بداية العهد الملكي في العراق، وماگدر یسدد
راحو التجار قدمو شكوى عند ( الدوك) اومتصرف الناصرية ( بمثابة محافظ وقائد شرطة) وكلمة الدوك جاءت من الكلمة الانكليزية ( الدوق وتعني الرجل النبيل) وبس المتصرف ماسوالهم شي ، لجأ التجار الى حكومة بغداد وأشتكوا واجه كتاب شديد الحرج للمتصرف يأمره الأهتمام بقضية التجار والقاء القبض على نعيمه،
نعيمه مايملك شي غير صهوة خيمة وبيها بساط ومخده، هذا كل أثاث بيت نعيمة. وجان يسكن قريب من أحدى العشائر وكان يحب بنت من هذه العشيرة ، ذلك الحب العذري النقي ، ومحبوبته سارة كانت غاية بالجمال طويلة العيون دعج وتلبس خلخال حجل
وكانت سارة تجي من الجهة الخلفية لبيت نعيمه ويسمع صوت الخلخال ويستقبلها ويكعدون يسولفون مصير حبهم.
بيوم من الايام وقبل مغيب الشمس تطوق بيت نعيمة برجال الشرطة الخيالة ومعهم المتصرف ذاته، نهره المتصرف وقال له بصوت عالٍ: أنته نعيمه؟؟ قال له نعيمه : أي أنا نعيمه. رد عليه المتصرف راح ادبغ جلدك وأرسلك الى هيت وعانه (كان هناك سجن مشهور في العهد الملكي سيء الصيت بعانه بالرمادي). وأكد له انه مطلوب وأن أمر القاء القبض عليه وإرساله الى بغداد ثم سجن عانه جاء من حكومة بغداد. ماكان لنعيمه أي حيله للدفاع عن نفسه أو الهروب
والشمس بدت تغيب فكال المتصرف لنعيمه راح نبات ليلتنا هنا والصبح ناخذك للناصرية ومنها الى المگير ( محطة القطار). نام المتصرف على البساط مستعملاً المخده الوحيدة في بيت نعيمه والشرطة ناموا بالقرب من خيولهم. أما نعيمة كاعد يفكر بمصيره ويدخن ( الجگارة) بعد الاخرى.
واذا نعيمه يسمع صوت الخلخال ينذر بقدوم سارة لنعيمه. وكف نعيمه من مكانه وجعل فتحة في الرواق وبدأ يؤشر بيده لساره حتى ترجع منين مااجت
لكنها مااهتمت واستمرت بالتقدم نحو البيت حتى كعدت فكلها نعيمه انه حان وقت الفراك الفراق وراح ياخذونه للسجن بهيت وعانه ، ردت عليه وأنا جبت خبر خبر مايسرك ، اكو واحد خطبني وابوي كال راح اوافق عليه لان حالته ميسوره ووضعه زين ،
بچت سارة بحسرة بچي بسكته والعبره متكسرة بصدرها ورجعت لبيت ابوها
رجع نعيمه مهموم ويفكر بمصيره وحبيبته الي راح تروح من ايده ومشكلته الي مايحلها الا رب العالمين ، نفخ نعيمة نفخة قوية تلك النفخة المليئة بالدخان والحسرات فأنشد هذه الابوذية:
يا دوك اسمع دوي الخلخال والدن
انا نعيمه وعليا البيض ودن
تلاگه العسر وي الدين والدان
ثلاثتهن حياده والفخر ليه.
كانت نفخة نعيمة القوية سببا في استيقاض المتصرف ( الدوك) وقد سمع شعر نعيمه كما أن المتصرف كان يحب الشعر، فقال لنعيمه عيد عليه شكلت ؟ رد عليه نعيمه : طال عمرك ما گلت شي!! قال المتصرف آنه سمعتك تگول شعر، أعد الشعر لي حتى لا انادي الشرطة يضربوك. أنشد نعيمه شعره مرة اخرى :
-يا دوك اسمع دوي الخلخال والدن
قال المتصرف: هيه لابسه خلخال برجلها؟ قال نعيمه نعم طال عمرك.
-انا نعيمه وعليا البيض ودن
قال المتصرف: الله... طويلة وبيضه ، قال نعيمه نعم
- تلاگه العسر وي الدين والدان /ثلاثتهن حيادة والفخر ليه.
قال المتصرف: العسر هو السجن، والدين هو ٦٠ دينار لكن الدان ( المدفع) شنو؟ اكو خبر جابته مثل الدان؟
قال نعيمة: مخطوبه لواحد غيري يا طويل العمر.
صاح المتصرف بوجه نعيمه : نام ولا تثرثر كثير. سكت نعيمه ولم ينم حتى الصباح الباكر.
نهض المتصرف صباحاً فصاح بالشرطه ، اعطوني اوراق القبض التي اجت من بغداد فجلبوا الاوراق وكتب عليها عباره: ارتحل نعيمه الى جهة غير معلومة ولم يتم تحديد محل سكناه كونه بدوي . فقال لهم هذا الرد ترسلونه الي بغداد.
فقال لنعيمه أين ( جماعة الخلخال وهو مبتسم) أشر نعيمه بيده على عشيرة قريبة منه دون أن يتلفظ بكلمة واحده لانه غير مستوعب ما الذي يحدث !!!.
ذهب المتصرف وحراسه ومعهم نعيمه رث الثياب الى بيت والد ساره فتجمعوا افراد العشيرة لان القادم لهم هو المتصرف ، بدأ الحديث المتصرف وطلب يد ساره لنعيمة فقال والد سارة: كيف اعطيه ابنتي لشخص مايملك شيء من وين يجيب مهرها وكيف يصرف عليها؟ قال له المتصرف هذا شي لا يعنيك ونعيمه لديه ما يكفيه دفع المهر وما يتعلق بزفافه، طلب والد سارة سبعة دنانير ، صاح المتصرف بأحد افراد الشرطة فأتى له بالخرجية ( وهو كيس جلد لحفظ الفلوس) فدفع المهر لوالد سارة واعطى خمسة دنانير لنعيمة ، رجع المتصرف الى الناصرية وتزوج نعيمه سارة بسبب بيت ابوذية،،،،
وتغير حال نعيمه من حال إلى حال