مصاب بالتوحد في طريقه إلى كلية الطب



تغلب مراهق بريطاني طموح مصاب بـ«التوحد عالي الأداء» على أكبر عائق أمامه عبر الحصول على مكان لدراسة الطب في الجامعة. وتعد حالته بين الذين «أعلى أداء» ضمن طيف التوحد، إذ حاصل الذكاء لديهم نحو 70 أو أكثر.
وتم تشخيص، هارفي سميث، البالغ من العمر 18 عاماً باضطراب طيف التوحد قبل عامين فقط، وهذا أدى من مزاح صديق له بأن حلمه أن يصبح طبيباً ليس في المتناول. ولكن الطالب الموهوب أخذ التشجيع من مسلسل درامي أمريكي عن جراح مصاب بالتوحد ومتلازمة الموهوب «ذا غوود دكتور».
وأوضح الشاب الذي يعيش مع والديه في تشيلمسفورد اسيكس: «كان أصدقائي يمزحون معي فقط ولكن في ذلك الوقت أخذت الأمر على محمل الجد».
وكان على الشاب التغلب أيضاً على عوائق أخرى. قال إن: «الالتحاق بكلية الطب أمر صعب للغاية لأي شخص، ولكن بصفتي مصاباً بالتوحد ومن خلفية فرص منخفضة في مدرسة تتلقى دعماً من السلطات المحلية، فكرت في ما هو احتمال أن أكون ضمن أعلى 10% ليتم قبولي».
ولكن شخصية الطبيب الخيالية في المسلسل التلفزيوني أعطته سبباً للتغلب على الصعاب، ولا سيما أن ذاكرته الفوتوغرافية قوية مثله. وهو يحب التعرف إلى جسم الإنسان وكيف يتم اختراق أنظمته ثم إصلاحها.
الطبيب الطموح الذي شارك قصته في اليوم العالمي للتوعية بالتوحد واحد من ثلاثة طلاب في مدرسة «غريت بادو» الثانوية والذين تقدموا لدراسة الطب.
وكان عليه اجتياز اختبار القبول ولم يكن لدى أساتذته ومدرسته الخبرة، ولكنهم قدموا له الكثير من الدعم العاطفي والمساعدة.
يذكر أنه كافح في الشهادة الثانوية العامة ولم يكن يعلم أنه مصاب بالتوحد وقتها، موضحاً: «لا يفهم الناس الطريقة التي أتصرف بها وهذا يمكن أن يؤثر في علاقاتي معهم»، ولذلك لم يكن واثقاً بطلب المساعدة من المعلمين، ولم يكلف نفسه عناء المحاولة.
وجاء الدعم من مشروع زيرو غرافيتي للانتقال الاجتماعي، والذي جمعه مع طالب في السنة الخامسة في كلية الطب في جامعة سانت جورج بلندن وانخرطا مع طلاب طب آخرين في مجتمع المنصة فتحسنت قدرات تواصله وثقته.
وأتت جهود هارفي ثمارها فأحرز درجات عالية في امتحان يوكات في أغسطس الماضي وتلقى عرضاً لدراسة الطب في جامعة إيست أنجليا ما يقربه من هدفه أن يكون جراحاً.