كمِ استخرتُ لأن ترسُوَ سفُني
وما برِحَت تغرق،
غير أنِّي لا أُنكرُ
استمتاعِيَ بخَوضِ معركةِ الإبحار،
مقابِل أن أجدَ تيهَ نفسي،
وأُلملمَ شعثَ أُنسي،
وأستريحَ على شطآنِ الرِّضى.
هَبني اكتفاءَ الإختِيار،
وكمالَ القناعة،
لأنَّني سُبحانك،
ترَّاكةُ أمكنةٍ إذا لم أرضَها.
امنحنِيَ انتماء الأماكنِ والأرواحِ والأفئدة،
ولا تجعلني أوافقُ على ما لا يليقُ بي،
ولا أليقُ به،
فقط استجابةً لواقعِ الاضطِرار.
تبارَكت،
شريدٌ مَن لم تكُن أُنسَه،
القويُّ أَحَبُّ إليكَ من الضَّعيف،
قوِّني على الوجهِ الَّذي ترضى بهِ عنِّي،
كي أنتصرَ على نفسي،
من نفسي.
وكي لا أُقَيَّدَ بالوهمِ فأُسجَنَ فيه،
ولا أخرجُ إلَّا وقد فاتَ الأوان.
هذا ما أخافه
أن تأتينيَ الأشياءُ بعد أن أستغني عنها،
أو أن أُقبلَ نحوَها
بعد أن تغلقَ بابَها في وجهي
أن أختارَ دائمًا،
التَّوقيتَ الخطأ.
عابدة أحمد كدور|