سأموتُ بعدَ قليلِفانتظروا
لكيْ أبكِي عليّا

وقِفوا جِواري هادئِينَ
دعوا الحروفَ تُحيطُ بي
ولسوفَ آخذُها إلى ربّي
أقولُ لهُ : إلهي
العفوَ هذا ما لديّا

سأموتُ بعدَ قليلِ
فاحتشدوا عليَّ
فرُبّما سأكونُ أفضلَ
ربّما أُنهِي قراءةَ كلِّ أسماءِ الغيابِ
وأكتفي بصلاةِ هذا الشعرِ فِيَّا

أو رُبّما أنجو من القلقِ الذي أعتادُ رؤيتَهُ عليكم
رُبّما أُغري بهِ قبري
وأمضي عنهُ حينَ يقولُ هيّا

سأموتُ بعدَ قليلِ
لا داعي لأن تتَذكّروا ما كانَ من حُزني
ولا تخشوا على ما ضاعَ مِنّي
إنَّ مَن هرعوا لكي يَستقبلونيَ في البعيدِ
يُهمُّهُم أن يُصبحَ الصلصالُ أكثرَ قدرةً
في الكشفِ عن سِرِّ الحياةِ
تفقَّدُوني في ابنةٍ خلَّفتُها في النصِّ
ذاتَ سكينةٍ
لأكونَ أقوى حينَ يسألُني الإله
وحينَ أرجعُ من جلالتِهِ إليَّا

سأموتُ بعدَ قليلِ
يا امرأةً تُرتّبُ غُرفتي
انتبِهيْ
فخلفَ البابِ ثمّةُ مشجبٌ
علَّقتُ أخطائي عليهِ
ولستُ أدري هل سأحملُهُ معي ؟
ما زلتُ مُختنقاً بحبّةِ إسبرينٍ في فمي
غصَّتْ برِيقٍ لم أجدْهُ
ورُبّما غصَّتْ بحُلمِ فتىً على أعصابِهِ
تقِفُ الثُريا

الحقُّ أنَّ المشيَ فوقَ الماءِ رغبتيَ الوحيدةُ
لم أعشْ أبداً لأشربَ مِلءَ كأسي
رُبّما في الموتِ
أخرجُ عن سِياقي
ربّما سأصيرُ حيَّا

سأموتُ بعدَ قليل
وانكشفَ الغطاءُ
دمٌ يَخافُ كتابةَ النبأِ الأخيرِ
محاولاتٌ لاستعادةِ لحظةٍ للجريِ في عرصاتِ مشوارٍ طويلٍ
كانَ فيهِ الوقتُ عاديّاً
تناهى الآنَ صمتاً مُطبِقَ العينينِ
يفرضُ نفسَهُ
ويغوصُ في أنفاسِنا
شيئاً فشيّئا

سأموتُ بعدَ الآنِ
لا تتوَقّعُوا أنّ المسافةَ بينَ ميلادي ونعشي
خُطوةٌ ما بينَ هوّةْ
أو حديثٌ
سوفَ نرسِمُهُ على جُدرانِ مَن رحلوا
سَويّا

هيَ لحظةُ الإفصاحِ
أنكى من جوابٍ فاشلٍ
ما زلتُ أهجُرُهُ ملِيَّا

الآنَ
معذرةً رِفاقي
إنّ نظرتيَ الأخيرةَ
كلّما أخفيتُها عنكم
ترنَّحَ في يدي عُمرِي
وهرولَ في ضلوعي
ذلكَ الطفلُ المُشاغبُ
صارَ يلفِظُني على سطرِ النهايةِ
فاستعدِّوا للوقوفِ
على المشارفِ
لوُّحِوا للفقدِ بالأيدي
فقد أضحى جليِّا






ياسين محمد البكالي