الاستراتيجية الاميركية:: حروب — تدخلات واحتلال الدول المستقلة – العراق انموذجا
نجم الدليمي

( بمناسبة الذكرى ال 20 لغزو العراق في 20\ اذار \ 2003– 20\ اذار \ 2023).
المطلب الثاني :: بعض اهم سمات الاستراتيجية الاميركية.
المطلب الثالث :: غزو غير مبرر واهداف غير حقيقية.

المطلب الثاني:: بعض اهم سمات الاستراتيجية الاميركية: الدليل والبرهان.

يلاحظ ان الغالبية العظمى من الرؤساء الاميركان قد شنوا حروبا غير عادلة واحتلال دول وتدخلات في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وخلافا للقانون الدولي، ابادة الهنود الحمر انموذجا حيا وملموسا على ذلك. يلاحظ بعد الحرب العالمية الثانية تدخلت اميركا اكثر من 42 حرباً، تدخلاً، ضد الدول المستقلة نذكر بعضاً منها على سبيل المثال: في عام1950 الحرب ضد كوريا، في عام1959 الحرب ضد كوبا والحصار الاقتصادي عليها ولغاية الان ، في عام1961 الحرب ضد فيتنام، وفي عام1980 ضد ايران، وفي 1983 ضد غرينادا، وفي عام 1991 ضد العراق، وفي عام 2001ضد افغانستان، وفي عام 2011 ضد ليبيا، وفي عام 2014 ضد سورياً وفي عام 2014 ضد اوكرانيا ولغاية اليوم ضد شعب الدونباس والشعب الروسي.

كما يلاحظ ان اميركا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة بدليل، في المكسيك تدخلت 14 مرة، في كوبا 11 مرة ، بنما 11 مرة، نيكاراغوا 10 مرات، الصين 14 مرة، الدومينكان 6 مرات، اليابان 5 مرات منها تدخل بالسلاح الذري كوريا 4 مرات، فيتنام عدة مرات، منها حروبها القذرة ضد الشعب الفيتنامي، لبنان 3 مرات، ليبيا، 5 مرات، وغيرها من التدخلات الاخرى للدول المستقلة. يشير معالي عبد الحميد حمودة ان (( من الإحصائية السابقة يتضح ان الولايات المتحدة الأمريكية مارست ارهاب الدولة (ارهاب،عدوان، استخدام قنابل نووية حرب شاملة، اسقاط حكومات شرعية، مساندة منظمات معارضة للحكومات الشرعية الخ..)ضد 29 دولة وقدرت الاحصائيات ان عدد الجنود الذين استخدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية في ممارسة ارهاب الدولة، بما يزيد عن 32 مليون جندي…، ان اميركا تمارس ارهاب الدولة علنا، وهذا الارهاب هو الوجه الحقيقي لها، وهو سياستها على النطاق الدولي، وان الولايات المتحدة الأمريكية التي تتشدق دائماً بانها حامية حقوق الإنسان في العالم…..،اما ( اصدقاء) الولايات المتحدة الأمريكية في وطننا العربي، وفي اي مكان آخر في العالم، فنذكرهم بان الولايات المتحدة الأمريكية لا تعرف شيئاً اسمه الصداقة، بل تؤمن ب العمالة فقط…. هذه المعادلة الغائبة عن عقول صناع القرار في امتنا العربية)) ( 4).ان نهج وسياسة اميركا في اعلانها للحروب غير العادلة والتدخلات في الشؤون الداخلية للدول المستقلة ليس له اي مبرر اصلاً بل تنطلق الإدارة الأمريكية من (( مبدأ)) من ليس معنا فهو ضدنا، انه نهج عصر الجاهلية، نهج القرون الوسطى كما يلاحظ من بعض السمات الاخرى لنهج اميركا هو القيام بالانقلابات العسكرية الفاشية، عام 1963 في العراق، عام 1965 في اندونيسيا عام 1973 في شيلي…… عام 2014 في اوكرانيا، الاغتيالات السياسية للقادة السياسين المعارضين لنهج اميركا، تشكيل ما يسمى بالمعارضة السياسية ودعمها مادياً..،شراء ذمم المسؤولين بدليل كان ثمن ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها نحو 5 ترليون دولار وثمن الانقلاب الفاشي الاسود عام 2014 في اوكرانيا بنحو 5 مليار دولار وتشير التقديرات المختلفة ان ثمن شراء كبار المسؤولين في زمن النظام الديكتاتوري السابق في العراق ما بين 600 مليون الى مليار دولار حصة الاسد للقادة العسكريين.

بهدف تقويض النظام الديكتاتوري ،التجسس على اعدائها و حلفائها في ان واحد، صناعة السيناريوهات السوداء والهدامة ضد الشعوب العربية مثالاً، الربيع العربي انموذجا حيا وملموسا على ذلك، امتلاك سجون سرية وعلنية لها والقيام بعمليات التعذيب وبكل اشكاله وفضائح سجن ابو غريب واغتصاب شابة وحرق بيتها مع اهلها في قضاء المحمودية دليل ملموس على ذلك.

المطلب الثالث :: غزو غير مبرر واهداف غير حقيقية

ان الحروب العبثية التي اقدم عليها النظام الديكتاتوري السابق في العراق والتي سميت بحرب الخليج الاولى للمدة 1980 -1988 وحرب الخليج الثانية عام 1991 والحصار الاقتصادي الظالم على الشعب العراقي وغزو واحتلال العراق في عام 2003 كانت تقف وراء كل هذه الحروب اميركا وحلفائها في المنطقة العربية وكذلك غرور وعنجهية صدام حسين الذي لم يستطيع قراءة الواقع الموضوعي واللوحة السياسية داخلياً وإقليمياً ودولياً وبشكل سليم وطيشه وطموحه اللامشروع لقيادة البلدان العربية وحتى البلدان النامية واوقعت القوى الدولية والاقليمية راس النظام الحاكم في بغداد باكثر من فخ وهو لم يتعض لامن الفخ الاول ولا من الفخ الثاني ولا من الفخ الثالث ويعود سبب ذلك الى غروره وديكتاتوريته وفرديته المفرطة في قيادة الدولة وحزبه الحاكم.

لقد كانت نتائج هذه الحروب العبثية كارثية على الشعب العراقي ولغاية الان. ان هذه الحروب العبثية والغزو الغير قانوني للعراق وتحت كذبة لن يصدقها احد وهي تصفية اسلحة الدمار الشامل وان الاميركان وحلفائهم يدركون جيداً ان النظام الحاكم في بغداد لم يملك اسلحة الدمار الشامل فهم جائوا به عام 1968 و هم اطاحوا به عام 2003، ناهيك عن الانقلاب الدموي في عام 1963، فهم جائوا بقطار اميركي – بريطاني. ان من يتحمل ما الت اليه من كوارث انسانية واقتصادية واجتماعية ومالية… يتحملها راس النظام الحاكم في بغداد والقوى الاقليمية حليفة اميركا وكذلك الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها.

ان كذبة غزو واحتلال العراق من قبل اميركا وفق معيارهم لما يسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان…، اذ اعلنوا انهم يهدفون الى تحرير الشعب العراقي من الديكتاتورية ونزع اسلحة الدمار الشامل وبناء العراق كنموذج يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط من حيث الازدهار والتطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي اي خلق يابان ثانية في منطقة الشرق الأوسط والدفاع عن العالم من خطر اسلحة الدمار الشامل ومساعدة العراقيين على بناء دولة ديمقراطية حرة ومستقلة وغير ذلك من الاوهام الفارغة والكاذبة اصلاً. ان الشعب العراقي قد حصل على العكس تماماً، فوضى وخراب للاقتصاد والمجتمع العراقي.

ان غزو واحتلال العراق من قبل اميركا وحلفائها لم يكن له اي سند شرعي او قانوني او حتى اخلاقي، فهو سيناريو كان قائم على الكذب والحجح الواهية اصلاً بدليل (( وفقاً لريتشارد كلارك مستشار مكافحة الإرهاب السابق في الولايات المتحدة الأمريكية وفي اليوم التالي لهجمات 11\ايلول \ 2001 الارهابية، اقترب منه الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش و طلب منه اقامة صلة بين الهجمات مع دولة العراق…، كلارك عارض ذلك قائلاً ان العراق لا علاقة له بذلك)) لقد (( ابتكرت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية كذبة جديدة لتبرير غزو العراق، زعموا فيها الى جانب حكومة توني بلير، ان العراق يمتلك اسلحة الدمار الشامل ويمكن أن تصل إلى مواقع الناتو في شرق البحر المتوسط في غضون 45 دقيقة وبدوره نشر وزير الخارجية الأميركي كولن باول هذه الكذبة في الامم المتحدة)).( 5).

تشير الدفاع الروسية، ان الوضع الاشعاعي بسبب اليورانيوم المنضب في الفلوجة كان اسوأ بكثير مما كان في مدينتي هيروشيما وناغازاكي…، اميركا استخدمت نحو 300 طن من اليورانيوم المنضب خلال غزو العراق…، وان الولايات المتحدة الأمريكية قصفت باليورانيوم عام 2003، 2004، بغداد، العمارة، البصرة، الفلوجة، كربلاء. ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان؟!.

يتبع
موسكو/2023