خصائص العصر العباسي



خصائص العصر العبّاسي
قامت الدولةُ العباسيّة إبّان سقوط الدولةِ الأمويّة الناتج عن التوارث الّذي أدّى إلى سقوط آخر الخلفاء لبني أُميّة في معركة (الزّاب) التي وقعت شمالي العراق عام مئة واثنين وثلاثين للهجرة.
تُنسب الدولة العبّاسيّة لـ (العبّاس بن المطلب)، وقد امتدّ عُمر الدولة خمسة قرون، وكان سقوطها على يد المغول عام ستمئةٍ وستةٍ وخمسين للهجرة، وقد تميّز العصر العباسي عن غيره من العصور في العديد من الخصائص في كافة جوانب الحياة، والتي سنذكر كلاً منها على حدة في سياق الحديث عن تلك الخصائص في هذا العصر.
خصائص الحياة السياسيّة في العصر العبّاسي

  • أصبَحت مدينة بغداد عاصمةً للدولة عوضاً عن مدينة دمشق، لتتحوّل بغداد بعدها إلى وجهة جميع النّاس من جميع أنحاء المعمورة.
  • كان الطابع الفارسي هو الغالب على مدينة بغداد، والعصر العبّاسي بشكلٍ عام، على عكس الطابع الّذي كان سائداً في العصر الأموي، والّذي كان عربيّاً خالصاً.
  • نقل العباسيّون في هذا العصر عن الفُرس النظام الوزاري، وقلّدوهم في نظام الحُكْم والمَلبس والزي.
  • ساد التفكّك والانقسام العصر العبّاسي الثاني، وأدّى هذا الأمر إلى تَجزئة الدولة لعددٍ من الدويلات، كالدولة الحمدانيّة التي نشأت في مدينة دمشق، والدولة الفاطميّة في مصر، والسامانيّة في فارس، والبويهيّة في العِراق.
  • ظهرت في هذا العصر العديد من الفتن والثورات، كفتنة (القرامطة) التي راح ضحيتها أعدادٌ كبيرة من البشر.
  • بروز العُنصر التُركي، وعلى وجه الخصوص بعد تولّي المعتصِم الخلافة عام مئتين وثمانيةَ عشرة للهجرة، وقد أطلق على تلك الفترة اصطلاحاً (العصر العبّاسي الثاني)، الذي كان البداية الأولى لضعف الدولة والتي انتهت بانهيارها.

خصائص الحياة الاجتماعيّة في العصر العبّاسي
تَميّزت الحياة الاجتماعيّة في العصر العباسي بشكلٍ عام بالحياة المُترفة، والنعيم الذّي طغى في تلك الفترة، وهي بالتفصيل كالتالي:

  • الطبقة الحاكمة: وقد توافرت لهذه الطبقة كافة وسائل المُتعةِ والترفيه، فكان أصحاب هذه الطبقة يُجزلون العطاء للأدباء والعُلماء، وقد أدّى هذا الأمر إلى ازدهار الحركةِ العلميّة في تلك الفترة.
  • الطبقة العامة: عاشت هذه الطبقة حياة شقاءٍ وبؤسٍ في سبيل تحمّل أعباء الحياة الصعبة، وكان شكل الرفاهيّة التي ساد هذه الطبقة في تلك الفترة من خلال الاستماع إلى الحكايا والأساطير وتداول الأخبار، ومشاهدة القرّادين، ومن تلك المجالس تولّدت السير الشعبيّة وحكايا ألف ليلةٍ وليلة.

أهمّ المظاهر الاجتماعيّة التي برزت في هذا العصر
  • الازدياد الكبير في الحركة العمرانيّة الناتجة عن التوسّع في بناء وتشييد القصور الفاخرة والمساجد الفخْمة، وزخرفة العاصمة بغداد بزينة لا يوجد لها مثيل في سائر البلاد.
  • ظهور طبقتين متباينتين إلى حدٍ كبير؛ الطبقة الأولى تنعم بسعة العيش والرخاء، والطبقة الثانية وهي الطبقة الكادحة.
  • بروز وازدهار الفنون، وعلى وجه الخصوص فنّ الغِناء.
  • اشتعال نيران الشعوبيّة الّتي لم تكُن تقتصر على المفاضلةِ بين العرب والفرس وحسب؛ بل تجاوزتها إلى المُفاضلة بين العرب وأبناء الشعوبِ الأُخرى.
  • انتشار الانحِلال والمُجون والزندقةِ الناتج عن اختلاط العرب بعددٍ من الشعوب الأُخرى في ذلك الوقت.

خصائص الحياة الثقافيّة في العصر العبّاسي
نشطت العلوم في العصر العبّاسي، وعلى وجه الخصوص اللغة العربيّة على اعتبار أنها لغة القرآن والدّين، وكانَ الفرس المسلمين من أشدّ الناس اهتماماً باللغة العربيّة، وقد نبغ منهم العديدين الّذين تبوؤا مَناصب عالية لا يصل إليها سوى كلّ عالمٍ متمكّن من اللغة، ومنهم (عبد الحميد الكاتب).