النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

أسباب سقوط الدولة العباسية

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 165 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 82,268 المواضيع: 78,935
    التقييم: 20697
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة

    أسباب سقوط الدولة العباسية

    أسباب سقوط الدولة العباسية

    كيف انتهت الدولة العباسية؟
    مرّت الدولة العباسيّة ببعض المشكلات التي تطوّرت تدريجيًّا لتنتهي بها إلى السقوط نهائيًّا، فمن أسباب سقوط دولة بني العباس ما يأتي.
    ضعف الخلفاء العباسيين
    متى بدأ عصر الخلفاء الضعفاء في الدولة العباسية؟
    يُعدّ محمّد بن علي بن عبد الله بن العباس المؤسس الحقيقي للدولة العباسية وعلى يديه بدأت الدعوة ليحكم أبناء العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، فعندما قامت دولة بني العباس قامت قويّة وشديدة وبقيتْ تتمتّع بالقوّة والثّبات حتّى عهد المتوكّل على الله، فما إن تولّى ابنه المنتصر بالله الحكم حتى بدأ الضّعف والوهن يتسلّل إلى أركان الدّولة العباسيّة ومفاصلها؛ فقد كان خلفاء هذه المرحلة -منذ عهد المنتصر وحتى نهايتها- يحكمهم التّرف واللّهو والملذّات، وذلك عكس ما نشأ عليه الخلفاء السّابقون الذين شغلتهم الدّعوة إلى الدّين قبل أمور الخلافة والنفوذ.
    كان الاهتمام في عهد الخلفاء الأقوياء منصبًّا على تنشئة أولياء العهد من أبناءٍ وأقاربٍ تنشئةً صالحةً ليتمكّنوا من حمل زمام أمور الحكم، ذلك الأمر الذي بات يفقد تدريجيًّا منذ بدء حكم الخلفاء الضعفاء للدّولة العباسيّة، فبعد وفاة المتوكّل على الله أرسل المنتصر بالله لأخويه المعتز والمؤيّد ليبايعاه، فامتثلا لأمره وتمّ له ذلك
    لمّا علم الناس بأمر مقتل المتوكّل على الله بالإضافة إلى شيوع خبر تولّي المنتصر الحكم حدثتْ بعض أعمال الشّغب في الصّباح الأوّل لتولّيه الخلافة أمام القصر، ولم يستطع الجند إيقاف ذلك الاعتداء، فما كان من المنتصر إلّا أن أمر بعض الجند بإيقاف ذلك الشّغب بالقوّة، فحقق الجند ذلك بعد معركةٍ مات إثرها نحو ثلاثين رجلًا[٢]، وممّا زاد نقمة الشّعب عليه أنّه ولّى المظالم لأبي عمرة أحمد بن سعيد من الموالي، وترك المتوكّليّة واتّجه إلى سامرّاء وجعلها عاصمةً له، ولم يتعامل مع العلويين مثلما تعامل أبوه معهم من قبل، بل أمّنهم وسمح لهم بزيارة قبر علي والحسين -عليهما السّلام-
    في عهد المنتصر قامتْ مجموعة من الحركات الدّاخليّة والخارجيّة التي تريد الانفصال أو احتلال أراضي الدولة، وكان آخر ما فعله قبل وفاته أنّه أجبر أخويه المعتز والمؤيّد على التنازل عن الحكم من بعده بحجّة خوفه عليهما، وقد كان ذلك لصالح الأتراك الذين لم يريدوا لأحد من أبناء المتوكّل أن يستلم الحكم لأنه كان يحاربهم، ولأنهم يدركون كره أبناء المتوكّل لهم، وقد استمرّ حكم المنتصر ستة أشهر مات بعدها بمرض.
    لمّا تولّى المستعين بالله الحكم بقي الحال كما كان عليه سابقًا، فالكاتب هو الوزير أحمد بن الخصيب، وصار الوزير هو القائد التّركي أتّامش ودفع إليه تربية ابنه "العبّاس" وعندما توفّي "بغا الكبير" وكّل المستعين بالله أعماله لابنه، وكان ما تركه "بغا الكبير" له دلالة واضحة لما وصل إليه الأتراك آنذاك، وفي عهد المستعين حدثتْ كثيرٌ من الاضطرابات؛ فقد أدرك الناس أنّ الحكم أصبح بيد الأتراك، فبدأتْ ثورات من حمص راح ضحيّتها أعدادٌ كبيرةٌ، ثمّ حصلت انتفاضةٌ أخرى في بغداد وامتدّت إلى سامرّاء وفشل الأتراك في البداية بإيقافها ثمّ جهّزوا لذلك جيشًا بقيادة بغا الصّغير وأتّامش فتمكّنوا من إخمادها.
    كان الأتراك يتصرّفون بحريّة في أموال الدّولة، وعلى رأسهم أتّامش الذي كان يأخذ من خزائنها بحجّة تربية ابن المستعين بالله، ممّا أثار الغيرة حوله وجعل الأتراك ينهون حياته وينهبون أمواله، وكان آخر ما زاد الأمور سوءًا مقتل القائدين عمر بن عبيد الله الأقطع وعلي بن يحيى الأرمني على جبهة الروم، وذلك تبعًا للضعف الذي حلّ في الدّولة العباسيّة، مما زاد الناس غضبًا على الحكّام فحصلت بعد ذلك كثير من محاولات التّمرد المتتابعة.
    يعتبر تولّي الخلفاء الضعفاء للحكم عاملًا من عوامل ضعف الدولة العباسية ونهايتها، فبعد المستعين تولّى الحكم -بعد معاناةٍ طويلة- المعتز بالله ابن المتوكل على الله، فظنّ به الناس خيرًا وأنّه سيخلّصهم من الأتراك فهو ابن المتوكّل الذي حاربهم وقُتل على يدهم، لكنّ المعتز بالله لم يكن أفضل ممّن سبقه، فقد حاول بداية الأمر أن يحدّ من النفوذ التّركي، لكن ما هي إلّا أيّام حتى أحكمَ الأتراك قبضتهم على البلاد وتمكّنوا من الحصول على بعض المناصب المهمّة في الدّولة
    استمرّت الصّراعات الدّاخليّة في الدّولة في عهده أيضًا، سواء الصّراعات التي كانت بين الأتراك أم الصّراعات التي كانت بين العباسيين أنفسهم على أمور الحكم، فتأسّست في عهده الدّولة الطولونيّة في مصر بقيادة القائد التّركي أحمد بن طولون، كما ظهرتْ بدايات الدولة الصّفارية في سجستان التّابعة لخراسان بقيادة "يعقوب بن الليث الصفار"، وبعده تسلّم الحكم المهتدي بالله فحاول أن يعيد أمور الدّولة إلى سابق عهدها، فأحيا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وطبّق أحكام الدّين، وحاول أن يفرّق جموع الأتراك ليضعف قوّتهم، لكنّ ذلك لم يستمر طويلًا إذ انتهى الأمر بمقتله بعد أقلّ من عام على توليه الخلافة، كما حصلت في عهده ثورة الزّنج فلم يتمكّن من التصدّي لها
    تولّى الحكم بعد المعتز بالله المعتمد على الله، وقد كانت الخلافة في عهده في حال يرثى لها بسبب الخلافات التّركية، فلم يكن للخليفة أيّ دور أو أهميّة، فالأتراك قتلوا المتوكّل وخلعوا المستعين وعذّبوا المعتز وإلى ما هنالك من الممارسات الوحشيّة، واستمرّت الخلافات الدّاخليّة في الدّولة في عهد المعتمد، فحدثت مذابح الزنج ومذبحة البصرة، وظهرت في عهده الدّولة السّامانيّة، وقد كان الوقت الممتد ما بين "247هـ - 256هـ" وقتَ محنة كبيرة أصابت الحكم العباسي، لكن دولة الخلافة خرجت من هذه المحنة بنصر مؤقّت بسبب ما تمتّعت به الخلافة من صفات كثيرة جعلت الكفة ترجح في ذلك الوقت ولو مؤقتًا.
    بعد وفاة الخليفة المُعتمد نُصّبَ ابنه أبو العباس للحكم من بعده، فسمّى نفسه المعتضد بالله، وأهم ملمح في عهده تلاشي نفوذ الطبقة العسكرية، فقد سجن كبير التّرك، وحارب الخرافات، وقد نشطت حركة العمران في عهده، وأقام العدل، ورفق بالرعيّة في الأموال، فلمّا توفّي المعتضد تولّى ابنه المكتفي بالله الحكم بعده، وكان في حكمه مستسلمًا للدسائس، ولم يحدّد خليفةً له مما أفسح المجال لتدخل الآخرين، وتولّى بعده الخلافة ابنه المقتدر بالله "جعفر بن المعتضد" وعادت في عهده الخلافة العباسيّة إلى حكم الأتراك وتدخّلهم مرّة أخرى، وبذلك أضاع ما بنى والده من إنجازات
    ثمّ تولّى بعده القاهر بالله وقد كان أحد قادة الانقلاب على الحاكم العباسي المقتدر بالله، ومن أهم ما حصل في عهده ظهور البويهيين. تولّى الحكم بعده الراضي بالله، ثمّ المتّقي لله، ثمّ المستكفي بالله، وإلى هنا كانت الخلافة العباسيّة تحت نفوذ الترك، ومع بداية تولّي المطيع لله للحكم بدأت السيطرة البويهية بالظهور، وعند دخول البويهيين بغداد هرب الجند الأتراككي لا يتبعون حكمهم، وتوالى في هذا العهد الخلفاء، وقد كانوا مجرّد أداة لتحقيق مصالح البويهيين، واستمرّ هذا الأمر إلى أن ضعف البويهيون في عهد القادر بالله، فكانت نهايتهم على يد السّلاجقة.
    بهذا يكون قد دخل عنصر تركي آخر إلى الدّولة العباسيّة، واستمرّ الأمر هكذا إلى أن سقطت الدّولة العباسيّة على يد المغول في عهد الخليفة المستعصم بالله، وهكذا فقد كانت مدة الحكم التي تولّاها الخلفاء الضّعفاء مليئة بالحركات السّياسيّة الدّاخليّة، بالإضافة إلى ما عانته البلاد من تدخّلٍ خارجي وقيام دويلات مستقلة عن الخلافة العباسية، فلم تكن مهمّة الخليفة إلّا تنفيذ الأوامر التي تلقى عليه
    الغزو المغولي
    من أين جاء المغول؟
    كان المغول مجموعة من القبائل الرحّل الذين يقطنون في هضبة منغوليا الواقعة شمال صحراء غوبي، وقد تجمّعتْ هذه القبائل تحت إمرة القائد تيموجين، الذي كان نابغًا بينهم فاختاروه قائدًا، وقد أطلق على نفسه لقب جنكيز خان، ومعنى هذا اللّقب "قاهر العالم"، وضمّ إمبراطوريّة واسعة تحت لوائه امتدّت من الصين شرقًا حتّى حدود العراق وبحر الخرز وبلاد الروس غربًا والهند جنوبًا، ومع مطلع القرن السّابع الهجري بدأت الجيوش المغوليّة تندفع نحو العالم الإسلامي.
    حينما أخذ الخوارزميون مكان السّلاجقة في حكم المناطق الشّرقيّة أصبحوا يتحكّمون ويتدخّلون في شؤون الخلافة العباسيّة، كما همّوا بالسيطرة على بغداد، فخاف الخليفة العباسي مِن خسارة العراق فأرسل إلى جنكيز خان لإلهاء السّلطان الخوارزمي بتشجيعه على العبور إلى البلاد العربيّة الإسلاميّة، وبالرغم من ذلك إلا أنّ غزوه للدولة الخوارزميّة لم يكن امتثالًا لطلب الخليفة؛ لأنّ جنكيز خان كان قد وصل بحروبه إلى حدود الدّولة الخوارزميّة، وقد عقد اتفاقاتٍ تجاريةٍ معها، فلم يُعر كلام الخليفة أيّ اهتمام
    لكنّ السّبب المباشر للغزو أنّه أرسل إحدى القوافل التّجاريّة باتّجاه الدّولة الخوارزميّة، فلمّا وصلت إلى مدينة أوترار قضى حاكم المدينة "أينال خان" على جميع أفراد القافلة التّجاريّة وسلبهم البضاعة، فطلب جنكيز خان من السّلطان أن يسلّمه الحاكم أينال، فلمّا قوبل طلبه بالرفض جهّز جيشًا ودخل إلى الدولة الخوارزميّة وسيطر على إقليم ما وراء النهر عام "617هـ - 1220م"، وهكذا سقطت العاصمة الخوارزميّة في يد المغول
    بعد وفاة جنكيز خان استمرّ المغول بزحفهم نحو مناطق غربي آسيا، وكان قد تسلّم الزعامة حينها منكوخان، وقد أرسل أخاه هولاكو بحملة إلى بلاد فارس، وأمر بببسط السّيطرة المغوليّة على البلاد التي تمتدّ من العراق حتى مصر، وقد أمر بإعطاء الأمان للحاكم العبّاسي إن أعلن الطّاعة ولم يعترض وإلا فيقضى عليه؛ وذلك كي لا يكون عائقًا في وجه الامتداد المغولي
    أمّا عن هولاكو فقد بدأ بالتّخلّص من الإسماعيليّة، ثم انتقل إلى غزو المناطق الغربيّة وصولًا إلى مصر، فقد كانت بغداد آنذاك تُعاني ما تعانيه من اختلافاتٍ وتفككٍ نتيجة الخلافات السّياسيّة والمذهبيّة، وحينما اشتدّت هذه الخلافات على كرسيّ الحكم أرسل الوزير ابن العلقمي يطمع المغول في بغداد، لكن رسالته لم تكن صاحبة الأثر الأكبر في ذلك؛ لأنّ المغول أرادوا السّيطرة على بغداد مسبقًا، فأرسل هولاكو إلى الخليفة العبّاسي المستعصم يطلب منه جيشًا للقضاء على الإسماعيليّة، فلم يلبِّ طلبه، فقضى هولاكو على الإسماعيليّة
    بعد ذلك أرسل هولاكو رسالة عتابٍ وتهديدٍ للخليفة العباسي لأنّه لم يساعده، وطلب منه في الرسالة أمرين
    أن يهدم الحصون ويسلّم البلاد لابنه.
    أن يأتي إليه أو يرسل إليه وزيره.
    رفض الخليفة العبّاسي وأرسل بالتّهديد والوعيد للمغول، ظنًّا منه أنّه سيتمكّن من ردّ المغول أو التقليل من عزيمتهم، وقد كان طامعًا بالإمدادات والمساعدات من القوى المحيطة بهم، لكنّ حالت دون ذلك الأوضاع التي كان يعيشها المسلمون آنذاك من ضعف وتفكّك وانقسام في الدولة واتباع الفرق الأخرى للمغول، ولمّا بلغ هولاكو رسل المستعصم قام بإرسال رسالة نهائيّة تهديدية له،ما دفع المعتصم لاستشارة من حوله فأشار عليه الوزير ابن العلقمي بأن يرسل إلى هولاكو الهدايا والعطايا مرفقةً باعتذار موصولٍ له، لكنّ مجاهد بن أيبك الصغير الذي كان يستند على قوّة الجيش رفض رأي الوزير واختار المقاومة.
    وافق الخليفة العباسي رأي الوزير وتبنّاه، ولمّا شعر هولاكو أنّه جاهزٌ لخوض الحرب اتّجه إلى بغداد عاصمة الدولة العباسية وضرب حصارًا شديدًا عليها في الثالث عشر من شهر محرّم عام "656هـ - 1258م"، فلمّا أدرك الخليفة العباسي خطورة الموقف أرسل الهدايا والاعتذرات إلى هولاكو لكنّه رفض، وبدأ ينفّذ خطّته التي أعدّها مسبقًا، وتقضي الخطة بإفراغ بغداد من المدافعين قبل أن يدخل إليها جنود المغول، فطلب من الخليفة العباسي أن يرسل له القادة بحجّة أنّه يريد نفيهم إلى الشّام ومصر.
    فامتثل الخليفة العباسي لأمره، ولمّا رآهم طلب منهم أن يعودوا إلى بغداد ويصطحبوا الجند معهم، فخرجوا برفقة بعض أهلهم، وعندها أمر هولاكو بقتلهم جميعًا، فلمّا أدرك الخليفة أن المغول سيدخلون بغداد جنح إلى السلم، وقد كان للوزير ابن العلقمي أثرٌ في ذلك القرار، وفي يوم الأحد الرابع من صفر عام "656 هـ - 1258م" خرج الخليفة من بغداد وسلّم نفسه وعاصمته للمغول، فدخلوا بغداد وبطشوا فيها ودمّروا مساجدها وقتلوا قاطنيها، وانتهت هذه الأحداث بمقتل الخليفة العباسي المستعصم وولديه وأسر ابنه الأصغر المبارك وأخواته الثّلاث فاطمة وخديجة ومريم.
    مع مقتل الخليفة العباسي المستعصم آخر الخلفاء العباسيين سقطت بغداد، وبسقوط بغداد سقطت الدولة العباسية على يد المغول وانتهى حكما استمرّ أكثر من خمسة قرون
    دخول العنصر الأجنبي للحكم
    كيف تحكّم الأجانب بالحكم العباسي؟
    عانت الدّولة العباسيّة منذ بداية عهد الضّعف من التدخل الأجنبي في أمور الحكم، وقد بدأ ذلك التّدخّل بالأتراك، فبعد أن توفّي الخليفة الواثق نصّب الأتراك المتوكّل للحكم، لكنّه لم يكن كما أملوا فأصبح يستعين بقواتٍ غير تركيّة، فقتلوه وولّوا بعده ابنه المنتصر وبذلك بدأ حكم الأتراك الفعلي للدّولة العباسيّة؛ فتحكموا في أمور الدّولة ووجهوا أمور الحكم والحكّام حسب رغباتهم، فلم يعد الحاكم هو من يباشر أمور الحكم بل كان الأتراك هم من يصدرون الأوامر ويحرّكون الدّولة العباسيّة، وبقيت السيطرة التركيّة قائمة إلى أن حلّ العصر البويهي في بغداد سنة "333هـ - 944م".
    وذلك في عصر الخليفة المستكفي بالله، وتعود تسمية البويهيين إلى نسبتهم لأبيهم بويه، وقد كانت هذه الأسرة فقيرة تُمارس حرفة صيد السّمك أو الاحتطاب، واتّسعت مناطق نفوذ البويهيين منذ دخولهم إلى عمق الدولة العباسية، فما إن مرّ وقت قصير حتّى سيطر البويهيون على العراق ثمّ أزالوا الخليفة ونصّبوا الفضل بن المقتدر بالله خليفة الذي لُقّب بالمطيع لله، وفي تلك المرحلة أصبح الأمير البويهي هو نقطة الارتكاز في الدّولة العباسيّة لا الخليفة
    ظهر بعد ذلك السلاجقة
    وهم الترك الذين أقاموا في الصّحراء التي تمتدّ من حدود الصّين إلى بحر قزوين، وقد انشغلوا بالفتوحات والغارات والصّيد، فلم يهتموا بالزراعة أو الصّناعة أو الاقتصاد، فقد كانوا يعمدون إلى بسط النفوذ دائمًا، ولمّا بلغ الدولة العباسيّة ما بلغها بسبب سيطرة البويهيين عليها أرسل السّلطان العباسي إلى السلاجقة طالبًا منهم أن يدخلوا إلى بغداد
    فدعا حاكمهم طغرل بك بن ميكائيل بن سلجوق إلى ذلك، وقد كانت سيطرة السّلاجقة حينها قد امتدّت إلى مساحاتٍ واسعة، فلمّا دخلوا بغداد وتمكّنوا من القضاء على البويهيين كسبوا ثقة الناس بالإضافة إلى ما كان منهم من محاربة الروم؛ إذ استطاعوا بذلك تحقيق ما عجزت عنه الدّولة العباسيّة، وقد ازداد نفوذهم في الدّولة العباسيّة بحصولهم على المناصب الإداريّة وتولّيهم الحكم وأمور السلطة أيضًا، وبقي السلاجقة حكاما حقيقيين حتى انقضاء أجل الخلافة العباسية إلى الأبد وقيام دولة نشأت في أحضان السلاجقة لتحكم العالم بعدها عدّة قرون وهي الدولة العثمانية

  2. #2
    صديق مشارك
    تاريخ التسجيل: April-2023
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 56 المواضيع: 0
    التقييم: 41
    آخر نشاط: 28/April/2024
    طرح جميل وقيم سلمت يمنااك

  3. #3
    المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسان
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 20,313 المواضيع: 6,722
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 18470
    مزاجي: متقلب
    أكلتي المفضلة: كل شي من نفس طيبه
    آخر نشاط: 20/September/2024
    مقالات المدونة: 3
    شكرا ع النشر المميز ورد

  4. #4
    من أهل الدار



تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال