وزير الخارجية السوري يزور مصر للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات
نشرت في: 01/04/2023
وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى مصر السبت لإجراء محادثات مع نظيره المصري سامح شكري، في خطوة جديدة تؤشر لاستعادة العلاقات بين بعض الدول العربية ونظام الرئيس بشار الأسد. وحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، فإن الوزيرين اتفقا -خلال هذه الزيارة الأولى لمسؤول سوري على هذا المستوى منذ أكثر من عشر سنوات- على "تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الأصعدة خلال المرحلة القادمة بهدف تناول القضايا والموضوعات التي تمس مصالح البلدين".
لأول مرة منذ نحو عشر سنوات، وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى القاهرة السبت حيث استقبله نظيره المصري سامح شكري، في زيارة تمثل مؤشرا على إصلاح العلاقات بين عدد من الدول العربية والرئيس السوري بشار الأسد.
وامتنعت دول غربية وعربية كثيرة عن التعامل مع الأسد بسبب الحرب السورية التي أحدثت انقساما في البلاد وخلفت مئات آلاف الضحايا.
ونشرت الخارجية المصرية صورا لشكري وهو يرحب بالمقداد بحرارة في مقر وزارة الخارجية، وكذلك خلال اجتماع مغلق لهما قبل إجراء مناقشات أوسع.
وحسب المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد فإن محادثات الوزيرين "تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها وتعزيزها، بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
في هذا السياق، أكد المتحدث باسم الخارجية أنه "على ضوء ما يربط بين البلدين من صلات أخوة وروابط تاريخية، وما تقتضيه المصلحة العربية المشتركة من تضامن وتكاتف الأشقاء في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، فقد تناولت المباحثات سبل مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه"، فضلا عن "جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية".
ووفق مصدر أمني مصري طلب عدم ذكر اسمه فإن الزيارة الرسمية التي تعد الأولى منذ ما قبل الانتفاضة والصراع الذي اندلع في سوريا عام 2011 تهدف إلى إرساء خطوات لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية عبر وساطة مصرية وسعودية.
وكانت الجامعة العربية، التي تتخذ من القاهرة مقرا لها، علقت عضوية سوريا عام 2011 وسحبت دول عربية كثيرة مبعوثيها من دمشق.
ورغم معارضة بعض الدول مثل الولايات المتحدة وقطر إعادة بناء الروابط مع الأسد بسبب "وحشية حكومته خلال الصراع والحاجة لتحقيق تقدم تجاه حل سياسي في سوريا"، فإن قوى إقليمية مهمة مثل الإمارات والسعودية بعثت برسائل تنم عن انفتاح أكبر تجاه دمشق في الآونة الأخيرة.
تعقب الزيارة اتصالا أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره السوري بشار الأسد إثر الزلزال، كان الأول بين الرجلين منذ تولي السيسي السلطة في مصر عام 2014.
وبخلاف دول عربية عدة، أبقت مصر سفارتها مفتوحة في دمشق طيلة سنوات النزاع، لكنها خفضت مستوى التمثيل الدبلوماسي وعدد أفراد بعثتها.
وزار مدير إدارة المخابرات العامة في سوريا اللواء علي المملوك القاهرة عام 2016، في أول زيارة معلن عنها أجراها إلى الخارج منذ اندلاع الحرب في بلاده.
إثر اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، قطعت دول عربية عدة خصوصا الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها في دمشق، كما علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا.
ويرى محللون أن الأسد قد يجد في التضامن الواسع معه إثر الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا مؤخرا، "فرصة" لتسريع تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي، خاصة في أعقاب إعلان إيران، الداعمة لدمشق، الشهر الماضي الاتفاق على استئناف العلاقات مع السعودية بعد قطيعة استمرت سبع سنوات.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز