في ذكرى وفاة مؤمن قريش وشيخها أبي طالب رضوان الله عليه
الإيمانُ فيهِ تمامُ
أرضَ الحُجُونِ تحيةٌ وسلامُ
أكبرتُ قبراً في ذُراكِ يُقامُ
ذاكَ الذي حامى وكان مؤيِّداً
للمصطفى ، وسبيلهُ الإقدامُ
ولقدْ رأى عندَ الرسولِ معاجزاً
هيهات يأتي ساحها الأوهامُ
عَرَفَ الحقائقَ منذُ أوّلِ فجرها
فتباعدتْ عن فكرهِ الأصنامُ
كمْ ذادَ عن دربِ الرسولِ مكائداً
كمْ ازْعَجَتْهُ في الدروبِ طغامُ
حتى تَحامَتْهُ قريشٌ كلُّها
وبِشِعْبهِ قدْ باتتْ الأيتامُ
منعوهُ من كلِّ الرغائبِ عنوةً
بؤساً لفعلٍ جَرَّبَتْهُ لئامُ
شِعْبٌ كَسِجْنِ الظالمينَ قساوةً
قدْ عزَّ فيهِ على الجميعِ طعامُ
أرأيتَ كيفَ اللؤمَ أعلنَ فعلهُ ؟!
أرأيتَ كيفَ تُطارَدُ الأعلامُ ؟!
ويُقالُ : لمْ يَكُ مُسْلماً في دينهِ !
للهِ ماذا تفعلُ الأوهامُ
هذي الحقائقُ كالشموسِ نصاعةً
هو أمةٌ ، هو مؤمنٌ وهُمامُ
وسواهُ يَرتعُ في الجهالةِ والعمى
وعليهِ من سُوْرِ الظلامِ قَتامُ
كم ساوموهُ لقتلِ خيرِبَني الورى!
لكنْ فداهُ ، و أُتْعِسَتْ أحلامُ
هذا أبو الكرارِ ، تلكَ جريرةٌ
في نهجهمْ ، وعليهِ دارَ ملامُ
جعلوهُ في( الضحضاحِ ) ويلَ عقولهمْ
والنورُ منهُ يشعُّ والإلهامُ
سبحانكَ اللهمَّ ! كيفَ تجمّعتْ
أحقادُهم ؟ وعليهِ دارَ مَذامُ
لكنَّ شمس الحقِّ أعلى رتبةً
مهما توهمَّ في الكلامِ كلامُ
في حزنِ أحمدَ شاهدٌ ومُبَرهِنٌ
يكفيهِ ، فالإيمانُ فيهِ تمامُ
فسلامُ للقبرِ الذي ضمَّ التقى
والجودَ ، فهوَ على الزمانِ وسامُ
محسن حسن الموسوي