في رحاب الإمام المهدي المنتظر عليه السلام ...
يا شاغلَ الدنيا بفيضِ وجودهِ
هذا بهاؤكَ باذخٌ نَوّارُ
ما الشمسٌ ؟ ماالأجرامُ ؟ ما الأقمارُ
يتساءَلونَ عليكَ في خَلَواتِهمْ
وعليكَ ضَجَّتْ كلُّها الأخبارُ
ويُقالُ عنكَ : غداً سَتولَدُ ربّما
ويُقالُ : تلكَ خُرافةٌ وغِرارُ
يكفي حضوركَ أنتَ تَشغلُ بالَهُمْ
يكفي سَذاجتهُمْ ؛ همو الأغرارُ
يا شاغلَ الدنيا بفيضِ وجودهِ
هذي البَصيرةُ فيكَ والأبصارُ
يا نورَ ضوءِ الشمسِ خَلْفَ سحائبٍ
يا أيُّها المأمولُ والمُختارُ
أنا لا أقولُ : متى حضوركَ؟ أنتَ لي
هذا الحضورُ ، وهذهِ الأنوارُ
تَعِبَتْ مِنَ السَفَرِ الطويلِ مَراكبي
وتكدَّستْ في رحلتي الآثارُ
ورهنتُ عمري في طرِيقِكَ زهرةً
بِيَدَيْكَ تَكبرُ هذهِ الأزهارُ
ورفاقُ دربي قدْ تناهى جهدُهُمْ
فتبعثَروا ومَشَتْ بهمْ أخطارُ
ما بينَ مكسورِ الجناحِ مطوَّقٍ
أو بينَ مَن لَعِبتْ بهِ الأشرارُ
وبَقيتُ وحْدي حاملاً زوّادتي
ويَدِي على قلبي، ودربيَ نارُ
قدْ أنْحَني للعاصفاتِ مُدارياً
قدْ تَحتويني ذِلَّةٌ وصَغارُ
وأرى انحنائي في طريقكَ مَكْسَباً
فَضريبةً قدْ يَدفع الأحرارُ
يا أيّها المخبوءُ بينَ ضلوعِنا
أنتَ الربيعُ وجُنْدُكَ الأبرارُ
إطْرِقْ ديارَ العاشقينَ فإنّهمْ
لاذوا بحبِّكَ وابْتَدا المشوارُ
لا زالَ غَيْثُكَ نازلاً بحقولِنا
وإليهِ ، شوقاً ، تنظرُ الأنهارُ
وحكايةُ العشّاقِ حولَكَ قصّةٌ
لاتنتهي ، دَعْ ما رَوَتْ أشعارُ
بعضُ الحكايا حينَ تُرْوى يبتدي
عشقٌ ، ومنها تُورقُ الأشجارُ
هلْ جَرَّبَ العشّاقُ مِثْلَ عشيقنا
تَزهو بِطلعةِ وجههِ الأخبارُ
ونَراهُ أحياناً ويَصْعَبُ وَصْفَهُ
هو والصباحُ ؛ الحبُّ والإيثارُ
يا طَلْعةً عَجَزَ الرُّواةُ بوصْفِها
ماذاسَتُوصِفُ هذهِ الأشعارُ ؟!
محسن حسن الموسوي