الوسواس القهري مرض قابل للشفاء
من الخطأ أن يترك الشخص الذي يطلق عليه «الموسوس» دون علاج طبي، فيظل يؤدي أعمالا ليس لها معنى على الإطلاق بشكل زائد عن الحد المعقول وتكرار القيام بها عددا معينا من المرات، كأن يستغرق في غسل يديه عدة ساعات، أو أن يكرر عدد مرات الاستحمام أو الاغتسال من الجنابة، الخوف الزائد عن الحد من العدوى أو الخوف من لمس الأشياء العادية بسبب أنها متسخة وقد تحوي جراثيم، التأكد من إغلاق الأبواب والأقفال والمواقد وإعادة المرور عليها للتأكد منها عدة مرات وكذلك ترتيب الأشياء بشكل منظم ودقيق إلى درجة الوسوسة. وإذا استمرت هذه الأعراض دون علاج فقد تتطور إلى درجة أنها تستغرق جميع ساعات اليوم وتؤثر على حياة الشخص وعمله وتسبب له ضغطا عصبيا يحول دون أدائه للواجبات المنوطة به، وتؤثر في حياته الاجتماعية وفي علاقاته مع الآخرين.
إنه مرض الوسواس القهري، وهو مرض قابل للشفاء، وهو يصيب الأشخاص في جميع الأعمار ومن الجنسين. ولكن للأسف لا يتم تشخيص الحالة في وقت مبكر، حيث يذهب المريض إلى المشعوذين ويقضي معهم سنوات من عمره محروما من العلاج الطبي المناسب لحالته.
والصواب في هذه الحالة أن يتم استشارة الطبيب النفسي ليقوم بتشخيص الحالة مبكرا، والبدء في العلاج السلوكي أولا حيث ثبت جدواه في التخلص من هذا الوسواس.
أما الحالات المزمنة والمستعصية فإنها تحتاج إلى علاج دوائي مثل «مثبطات إعادة سحب السيروتونين الاختيارية» مثل دواء بروزاك وأقراص انافرانيل، حيث ثبتت فعاليتها.
ومن المستجدات في العلاج، وفقا لما نشر مؤخرا في المجلة الأميركية لعلم النفس، اكتشاف مادة الإنوسيتول (Inositol)، وهي من مجموعة فيتامينات بي، حيث ثبتت فعاليتها في علاج مرض الوسواس القهري ودون أي أعراض، وكذلك قدرتها على إعادة الحساسية والعمل إلى مستقبلات السيروتونين في المخ.
الشرق الاوسط