سَيفٌ بأُفقِ السَّما
يا أيُّها الغيمُ إرحَلْ ما هنا هَجَعُ
انّي ارتِقابٌ لشهرِ اللهِ بي طمَعُ
طالَ انتظاريْ بصبرٍ في الَمَدى سنةً
حتى جفانيَ نومي هَزَّني الجَشَعُ
سيفٌ بأُفْقِ السَّما ارنو له ألِقًا
أبهى من البدرِ شمسٌ فيهِ تَخْتَشِعُ
يا غُرّةَ الشهرِ في رَمْضانَ يا أملي
لَأنتَ مِحوَرُنا والأشهُرُ التَّبَعُ
أعطَشتُ نفسيَ كـي أمحو مساوئها
والرّوحُ تَنهَلُ فَيضَ اللهِ تَتَّرِعُ
ظامٍ وأرشفُ مِنْ صَومي بهِ نَهَلٌ
طاوٍ ولَعتُ بحبِّ الله بي شَبَعُ
الجوعُ يُلهمني والرَّبَّ أتبعُهُ
في شهرهِ بابهُ في شَهرِهِ تَسَعُ
فلا سَغَبتَ ولا كابدتَّ يا كَبِدي
الصَّومُ في الشّهرِ أنهارٌ ومُنتَجَعُ
فكيفَ جنّتُهُ في الحشرِ تشهدُها
ما أبصَروا جَنَّةً أَوْ مِثلَها سمِعوا
فانهَلْ منَ الغُلِّ ماءً سلسَلا عذِبًا
ونَكِّسِ النفسَ للخَلَّاقِ ترتَفِعُ
وفُزْ بآلائهِ يا اصبَرًا غَرَثًا
مَنْ أتخَموا البَطْنَ في الإصباحِ ما شَبِعوا
ما أنهَلَ الشَّهْرَ رَوّاءً لأنفُسِنا
كأنَّهُ الرّاحُ في الفِردَوسِ يُرتَضَعُ
انظرْ الى هَلِّهِ يَزهو بطلعتهِ
يُلَوِّنُ الأفقَ حِنَّاءً ويَلتَمِعُ
لؤي عبدالامير