هوَ ذا العراقُ بأمّهِ وأبيهِ
ونخيلهِ وفُراتهِ وبنيهِ
هوَ عندَ فتقِ الأرض أسرجَ خيلَهُ
فأتتْ خطوبُ الدهرِ كي تُرضيهِ
وقفتْ على بابِ الجدارِ وطأطأت
رأساً لتُظهرَ كلَّ ما تُخفيهِ
وَسَعتْ إليهِ لكي تفوزَ بودّهِ
وتردَّ بعضَ ديونِها لتَفيهِ
كانت إذا صدحَ العراقُ تناثرتْ
وكأنَّ إعصاراً أتى من فيهِ
ما بالُهُ نسيَ المآثرَ والعُلا..!
يُقصيهِ موجٌ؛ موجةٌ تدنيهِ..!!
ويذوبُ إنْ صاحت عليهِ صوائحٌ
أيكونُ صوتُ كلابِهِ يرديهِ؟
تبَّ الزمانُ إذا تعاظمَ نابُهُ
يُدني الوضيعَ وذا الإبا يُقصيهِ
إنْ رامَ شرّاً بالكريمِ تشعّبتْ
منهُ الخطوبُ تحزُّ كي تدميهِ
سَلِمَ العراقُ وعاشَ طوداً شامخاً
وتحطّمتْ أحلامُ مَنْ يُؤذيهِ
طالب الفريجي