المشرفين القدامى
تاريخ التسجيل: October-2022
الجنس: ذكر
المشاركات: 36,472 المواضيع: 26,311
آخر نشاط: 1/November/2023
مظاهرات بفرنسا ضد إصلاح نظام التقاعد: "لو كان الرئيس ماكرون يحب الشعب ويشعر بآلامه لا
مظاهرات بفرنسا ضد إصلاح نظام التقاعد: "لو كان الرئيس ماكرون يحب الشعب ويشعر بآلامه لاستجاب لمطلبه"
نشرت في: 23/03/2023
فرانس24
مئات الآلاف من الفرنسيين (800 ألف حسب الكونفيدرالية العامة للعمال) شاركوا في المظاهرة الشعبية التاسعة بباريس، والتي انطلقت من ساحة "باستيل"، لمطالبة الحكومة والرئيس إيمانيول ماكرون بسحب قانون التقاعد الجديد الذي تم تمريره بواسطة المادة 49.3 من الدستور. فيما رفعوا شعارات مناهضة للرئيس الفرنسي متهما إياه ب"عدم الإصغاء للفرنسيين" والعيش في "برج عاجي". وتخللت المظاهرة بعض أعمال العنف فيما أصيب رجل أمن بالحجارة في وجهه.
"نحن عصافير العاصفة التي تنذر في الأفق". هكذا كتب بعض طلاب ثانوية "إلين بوشيه" بالدائرة العشرين بباريس صباح الخميس على اللافتة التي غطت مدخل هذه المؤسسة التعليمية، مانعين زملائهم بالالتحاق بالأقسام.
وبينما كانت قوات الأمن تحاول فتح الطريق للذين يريدون الدخول إلى الثانوية، تعالت أصوات الطلبة المضربين، داعية الجميع للالتحاق بساحة "باستيل" وسط باريس حيث نقطة تلاقي كل المحتجين.
عشرات الآلاف توافدوا إلى هذه الساحة في الساعات الأولى، للمشاركة في المظاهرة الاحتجاجية التاسعة منذ عرض مشروع إصلاح نظام التقاعد على البرلمان في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
تأتي هذه المظاهرة غداة تمرير قانون اصلاح نظام التقاعد بواسطة استخدام المادة الدستورية 49.3 التي تسمح للحكومة تمرير بعض القوانين دون تصويت البرلمان.
كما جاءت أيضا هذه التعبئة الشعبية بعد يوم من الخطاب الذي ألقاه الرئيس ماكرون، ورفض فيه التراجع عن مشروعه بحجة أن "اصلاح نظام التقاعد أمر ضروري".
"مشروع إصلاح نظام التقاعد هي الشرارة التي أشعلت نار الغضب"
وما ميز مظاهرة الخميس هو المشاركة الواسعة للطلاب والشبان، أمثال طلبة جامعة "سيرجي بونتواز" الذين رفعوا لافتة كتب عليها "ماكرون أنت استخدمت المادة 49.3 نحن سنستخدم المادة 68". في إشارة إلى الاحتجاجات التاريخية التي وقعت في مايو/أيار 1968 بباريس والتي أرغمت الجنرال شارل ديغول آنذاك على حل الجمعية الوطنية الفرنسية وتنظيم انتخابات برلمانية جديدة في 23 و30 يونيو/تموز من نفس العام.
وتخشى أغات (58 عاما) أن يتكرر نفس السيناريو. وقالت لفرانس24: "في الحقيقة فرنسا في وضع سيء جدا. مشروع إصلاح نظام التقاعد هي الشرارة التي أشعلت نار الغضب.. رواتب الفرنسيين ضعيفة جدا.. الأمن غير موجود.. فرنسا لم تعد فرنسا التي كنت أعرفها في صغري. يجب أن نواصل التعبئة وأن يخرج عدد أكبر من الفرنسيين إلى الشارع للتظاهر".
"ماذا سنفعل عندما تنهي الشركات التي نعمل فيها عقودنا"
وأضافت: "أتظاهر للمرة الأولى، لكن أعتقد أنها لن تكون الأخيرة. 90 بالمائة من الموظفين والعاملين في فرنسا ضد مشروع ماكرون. عليهم إذن أن يخرجوا إلى الشارع ويسمعوا أصواتهم لعل الحكومة ستتراجع عن قرارها".
وانتقدت هذه المحاسبة الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي الأربعاء واصفة إياه ب"المتغطرس والسيئ".
وقالت: "ماكرون لا يستمع لأحد ولا يرى أحدا. يتبع فقط الاستراتيجية التي رسمها هو بمفرده، لكنه في نفس الوقت نسي بأنه انتخب لأن الناخب قطع الطريق على شخص آخر (تقصد مارين لوبان) وليس بسبب برنامجه".
وأنهت: "مشروع إصلاح نظام التقاعد لم يكن مشروعا عادلا، خاصة بالنسبة لنا كمسنين. ماذا سنفعل عندما تنهي الشركات التي نعمل فيها عقودنا.. هل يمكن أن أغير الوظيفة أو أجد وظيفة جديدة بينما عمري تجاوز 58 عاما. هذا ليس ممكنا وغير منطقي".
"الأزهار بدل الغاز المسيل للدموع"
وخلافا عن سابقتها، عدد قياسي من المتظاهرين شاركوا في المسيرة الاحتجاجية التي انطلقت من ساحة "باستيل" وجابت شوارع عديدة، على غرار جادة "بومارشي"، وسط انتشار أمني كثيف (حوالي 5000 عنصر أمن في العاصمة باريس فقط) وبحضور جميع زعماء النقابات العمالية وأحزاب المعارضة، على غرار حزب "الخضر" بقيادة ينيك جادوا الذي اتجه مع زملائه نحو مجموعة من رجال الأمن وقدم لهم أزهارا رافعين شعار "الأزهار بدل الغاز المسيل للدموع".
من جهتها، وبالرغم من أنها متقاعدة، إلا أن السيدة باربارا جاءت من الضاحية إلى باريس للمشاركة في المظاهرة. وانتقدت الطريقة التي مرر بها ماكرون قانون اصلاح التقاعد، قائلة: "لا أدري لماذا نواصل الحديث عن القوانين والشرعية في فرنسا. تارة يصادقون عليها (تقصد البرلمانيون) وتارة أخرى يقومون بتغييرها أو سحبها. لم أفهم النظام الديمقراطي الذي نعيش فيه. الشعب يشعر أن شخصا واحدا فقط قام باغتصاب الجمهورية".
"لو كان ماكرون يحب حقيقة الشعب لاستجاب لمطلبه"
ووصفت باربارا خطاب ماكرون الأربعاء على أنه خطاب لشخص يلعب بالروليت الروسي"، مضيفة: "أن كل الاحتمالات واردة، لأن المستقبل أسود".
وفي سؤال لماذا جاء للتظاهر، رغم أن قانون التقاعد الجديد قد تمت المصادقة عليه، أجاب فريدريك الذي يعمل كمدرس في ثانوية بالضاحية الباريسية قائلا: "أعتقد أن الشعب هو المحق وليست الحكومة. الديمقراطية هي إرادة الشعب وليست إرادة شخص واحد. أشعر بأن ماكرون ليس في خدمة الشعب لكن في خدمة دوائر أخرى. لأنه لو كان يحب الشعب حقيقة ويشعر بآلامه لاستجاب لمطلبه الوحيد، ألا وهو سحب قانون التقاعد".
"لدينا في فرنسا نموذجا اجتماعيا، يجب الحفاظ عليه"
وتابع: "لا أدري الجهة الخارجية التي فرضت هذا القانون على ماكرون، لكن ما أعرفه أن الشعب الفرنسي استيقظ ليقول كفى لمثل هذه التصرفات"، معترفا بوجود "مواجهة صعبة بين الرئيس والشعب الفرنسي"، ومتمنيا أن يخرج هذا الأخير "منتصرا".
وأضاف هذا المدرس، أن "المظاهرات ستستمر بشكل أو بآخر، مع التمني ألا تقود إلى حرب أهلية، لأن الحكومة تستعين بذراعها القوي أي الشرطة وقوات الأمن لتخويف الناس العاديين الذين يتظاهرون بطريقة سلمية. لدينا في فرنسا نموذجا اجتماعيا يجب أن نحافظ عليه".
وأنهى: "كيف يمكن أن نعلم للتلاميذ مبادئ الديمقراطية والحرية ومنافع الانتخابات والتصويت، في وقت لا تحترم فيه الحكومة الفرنسية وماكرون هذه المبادئ. في الحقيقة بدأت أشكك أنا كأستاذ في نجاعة هذه المبادئ. لماذا إذن أعلمها لطلبتي؟".
"الشركات العالمية تجني أرباحا هائلة على ظهر العامل الفرنسي البسيط"
أما الطالبتان إيمان (21 عاما) وناستا (22 عاما) فلقد شاركتا للمرة الأولى في المسيرة الاحتجاجية. وعبرتا عن عزمهن الاستمرار في الاحتجاج لغاية أن "يسحب ماكرون قانونه".
وقالت إيمان: "لا يوجد صوت يعلو على صوت الشعب. عندما يرى الرئيس الفرنسي بأن أعداد المتظاهرين يزداد من يوم إلى آخر سيكون عندئذ مجبرا على سحب القانون، وإلا سيفقد طيلة السنوات الأربعة المتبقية شعبيته ومصداقيته".
وأنهت ناستا: "أبلغ من العمر 22 عاما. لا أتخيل أن أعمل لغاية 64 عاما. من المستحيل. أريد أن أنعم بالحياة وأسافر وأكتشف الدنيا بعدما ما عانيت من جائحة كورونا ومن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية"، داعية إلى أخذ "الأموال من الأغنياء والشركات العالمية التي تجني أرباحا هائلة على ظهر العامل الفرنسي البسيط".