مشهد من فيلم "بلادي الضائعة" (موقع imdb)

نجحت أفلام عربية في اقتناص جوائز بمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ24، والتي اختتمت أمس الاثنين بقصر الثقافة في محافظة الإسماعيلية، وجاءت النتائج لمصلحة الأفلام العربية المحملة بقضايا وقصص مختلفة.
جائزتان للفيلم العراقي "بلادي الضائعة"
نال الفيلم العراقي "بلادي الضائعة" (My lost country) للمخرجة عشتار ياسين جائزتين، فقد اختارته لجنة تحكيم الـ"فيبريسي" (الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين) كأفضل فيلم، وحصل أيضا على الجائزة الثانية كأفضل فيلم في المسابقة الرسمية للفيلم التسجيلي الطويل، وقيمتها ألفا دولار.
ونجحت المخرجة ياسين في نقل تجربتها، التي تكاد تكون شخصية، من خلال تأثرها برحيل والدها المخرج المسرحي العراقي محسن سعدون ياسين، لكنها وسّعت الفكرة إلى رصد واقع معهد الفنون الجميلة في بغداد وبالتحديد في فصوله الخاوية.
الفكرة بدت قاسية إلى حد كبير، إذ بدت الفصول خاوية من الطلاب والأساتذة، لكنها نقلت جانبا من حالة الحنين الذي تشعر به عشتار التي عاشت حياتها مع والدها في لندن وقررت النزول إلى بغداد بعد وفاته والتصوير هناك من أجل أن تتذكره وتتذكر بغداد.
ولكي يعيش المتلقي معها حالة الحنين ذاتها، مزجت عشتار بين تصوير المعهد وبين الصور والتسجيلات الصوتية التي جمعتها بوالدها.
وقالت المخرجة العراقية خلال ندوتها عقب عرض الفيلم ضمن فعاليات المهرجان، إنها بدأت الفكرة في عام 2003 بعد حرب العراق. وزارت مسرح والدها هذه المرة بدافع الحب والذكريات، ومن أجل إحياء ذكراه وكل الفنانين الذين تأثرت بهم، ما دفعها إلى إنتاج الفيلم على حسابها الخاص، مع بعض المشاركات من أكثر من دولة، مثل السعودية وكوستاريكا، والمنتجة المصرية هالة لطفي.




ورفضت اعتبار أن العراق ضائع، وقالت إن والدها وجيله هم من ضاعوا لأنهم ماتوا في المنفى بعيدا من وطنهم.

"ملاحظات على النزوح".. تنويه خاص
حصل فيلم "ملاحظات على النزوح" (Notes on displacement) للمخرج خالد جرار (فلسطين-ألمانيا) على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة الفيلم التسجيلي الطويل.
ويتناول الفيلم قضية اللاجئين وما يتعرضون له من أزمات، ويطرح تساؤلا حول فرص الوصول إلى حلول للمشكلات التي يقعون فيها.
واستطاع جرّار أن يقدم تجربة مختلفة عن اللاجئين، إذ قدم مقارنة بين لاجئين قدامى وآخرين جدد، وكيف يتفاعل كل منهم مع المشكلات والأزمات اليومية، من خلال عائلة سورية قرّرت اللجوء إلى ألمانيا.
وحرص جرار، أيضا، على مزج عدد من صور القوارب وخيام اللاجئين، إلى جانب التصوير بالفيديو لنقل الواقع كما هو.
"طحطوح" الجزائر
أما فى مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، فحصد الجائزة الثانية فيلم "طحطوح" (Tahtouh) من الجزائر، للمخرج محمد والي، وقيمتها ألفا دولار.




يتناول الفيلم قضية الهجرة التي تشغل الكثير من صانعي السينما، خصوصا التسجيلية والوثائقية، إذ يوثّق المخرج والي ما حدث في العشرية السوداء في تسعينيات القرن الماضي، حين هاجر سكان قرية أفيغو في أعالي جبال برج بوعريريج قريتهم بسبب الانفلات الأمني، لكن العم حسان (95 عاما) -المعروف باسم طحطوح- رفض مغادرة قريته والتخلي عن ذكرياته فيها.
"كينوبسيا" مصر
في مسابقة أفلام الرسوم المتحركة، فاز بالجائزة الأولى (3 آلاف دولار) فيلم "بيت القلب" من فرنسا للمخرجة سارة سعيدان، والجائزة الثانية حصل عليها فيلم "كينوبسيا" (Kenopsia) من مصر للمخرج محمد عمر، وقيمتها ألفا دولار.
وقدم المخرج قصة كهل يعود إلى حيّه المهجور في القاهرة حتى يصل إلى بيته القديم الذي يعيد إليه ذكريات الطفولة، ليعبّر عن فكرته عن تغير المدن والأماكن التي قد يتركها أهلها فجأة وتصبح فارغة تماما، وهو المعنى الحرفي للكلمة الحديثة نسبيا "كينوبسيا"، أي شعور الإنسان بفراغ الأماكن بشكل مفاجئ.
وعبر الأنيميشن واستخدام الألوان والتقطيعات، نجح المخرج في صناعة العالم الذي أراد التعبير عنه، وهو ما عزز من قوة الفيلم.

الفيلم الوثائقي "طحطوح" حصد الجائزة الثانية في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة (الجزيرة)
جوائز
وإلى جانب الأفلام العربية، حصل فيلم "حياة مثل غيرها" (A life like any other)، وهو إنتاج بلغاري-فرنسي، على الجائزة الأولى لأفضل فيلم تسجيلي طويل، وقيمتها 3 آلاف دولار.
وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، نال الفيلم الهولندي "جاري عبدي" (Neighbour Abdi) للمخرج دووي ديسكترا على الجائزة الأولى، ومقدارها 3 آلاف دولار.




وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، حصل الفيلم الماليزي "رجاءً الانتظار على الخط" (Please hold the line) للمخرج تان سي دينغ على الجائزة الأولى، وقيمتها 3 آلاف دولار. وكانت الجائزة الثانية لفيلم "الثلج في سبتمبر" (Snow in Septmber) للمخرجة لوكا جيفادولام بيوريف، وهو إنتاج فرنسي-منغولي مشترك، في حين نال الفيلم الصيني "هل تنظر إلي" (Will you look at me) للمخرج شولي هوانغ تنويها خاصا من لجنة التحكيم.
أما في مسابقة الرسوم المتحركة، فقد فاز بالجائزة الأولى، ومقدارها 3 آلاف دولار، الفيلم الفرنسي "بيت القلب" (Home of the heart) للمخرجة سارة سعيدان، وحصل الفيلم السويدي "فكر في شيء جيد" (Think something nice) من إخراج كلاديوس جينتينيتس على تنويه خاص.
منافسة عربية قوية بـ16 فيلما
تأتي هذه الجوائز من بين 16 فيلما عربيا شارك في المسابقات والبرامج المختلفة للدورة الـ24 من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة.
ففي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، إلى جانب الفيلم العراقي الفائز "بلادي الضائعة"، شارك أيضا الفيلم السوداني "أجساد بطولية" (Heroic bodies) من إخراج ميشيل بانديلا، ومن مصر "حكاية شادية وأختها سحر" (The life of Shadia and her sister Sahar) للمخرج أحمد فوزي صالح.
وفي مسابقة الفيلم التسجيلي القصير، شارك إلى جانب الفيلم الجزائري الفائز "طحطوح" للمخرج محمد والي، الفيلم المصري "غرق سمكة" (Drowing Fish) للمخرج أمير الشناوي.




وفي فئة الفيلم الروائي القصير، شارك فيلم "التمساح" (Crocodile) للمخرج المصري خالد معيط، والفيلم المغربي "السائقة" (The driver) من إخراج مهدي عيوش، والفيلم السعودي "رقم هاتف قديم" (Old phone number) من إخراج علي سعيد.

وفي المسابقة ذاتها، أيضا، شارك الفيلم العراقي "ترانزيت" (Transit) من إخراج باقر الربيع، والفيلم السوري "الخروج إلى الداخل" من إخراج لوتس مسعود.
وفي مسابقة أفلام التحريك، إلى جانب الفيلم المصري الفائز "كينوسبيا"، شارك الفيلم الأردني "حديقة الحيوان" (Zoo) للمخرج طارق الريماوي.
‏وفي برنامج أفلام البورتريه، شارك كل من الفيلم اللبناني الكويتي "بيروت برهان" (Beirut Borhan) للمخرجة فرح الهاشم، وفيلم "رقصة لا تنسى" (An unforgettable dance) من إخراج أدهم الصفتي، والفيلم السوري "صول" (sol) للمخرجة زهرة البودي.
وفي برنامج أفلام "الهايبرد"، شارك فيلم "اصطياد الأشباح" (Ghost Hunting) من إخراج رائد أناضولي، وفيلم "ثمانية وعشرون ليلا وبيت من الشعر" (Twenty eight night and poem) من إخراج أكرم زعتري، وفيلم "وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم" (The wise of a wise man in village affairs and education) من إخراج داود عبد السيد، وفيلم "الدجاج" (The chickens) من إخراج عمر أميرلاي.