تطوير بدلات الفضاء من الجيل التالي بواسطة "أكسيوم سبيس" يعد إنجازا مهما في استكشاف الفضاء ويتيح فهما أعمق للنظام الشمسي وما وراءه.
جيم شتاين مهندس الفضاء لدى أكسيوم يرتدي النموذج الأولي للبدلة الفضائية الجديدة (الفرنسية)
في احتفالية "موون تو مارس" (Moon 2 Mars) التي أقيمت في مركز "جونسون" للفضاء في "هيوستن" قدمت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) وشركة "أكسيوم سبيس المحدودة" (Axiom Space Inc) عرضا أوليا جزئيا على البدلات الجديدة التي سيرتديها رواد الفضاء مستقبلا للهبوط على القمر.
ولم يتم الكشف عن أي معلومات خاصة بالتصميم الصناعي للبدلة، واقتصر العرض على وحدة الحركة خارج مركبة الفضاء "أكسيوم" (AxEMU) التي سيتم ارتداؤها لمهمات "أرتميس" (Artemis) التي تهدف إلى هبوط أول امرأة وأول شخص من غير أصحاب البشرة البيضاء على سطح القمر، ومن المقرر أن تهبط مهمة أرتميس الثالثة بالقرب من القطب الجنوبي للقمر عام 2025.
بدلة فضائية بتصميم متطور
وفي بيان صحفي نشر على موقع شركة "أكسيوم سبيس" المحدودة، قال الرئيس والمدير التنفيذي للشركة مايكل تي سوفريديني "إننا نواصل إرث ناسا من خلال تصميم بدلة متقدمة تسمح لرواد الفضاء بالعمل بأمان وفعالية على القمر".
وأضاف سوفريديني أن البدلة "ستكون جاهزة للاستخدام في مهمة أرتميس الثالثة لمواجهة التحديات المعقدة في القطب الجنوبي للقمر، والمساعدة في تعزيز فهمنا لهذا الكوكب، ومن أجل تمكين وجود طويل الأمد هناك".
وعلى عكس بدلات ناسا السابقة، فإن البدلة الجديدة عبارة عن قطعة واحدة مع "فتحة" من الخلف، سيدخل منها رواد الفضاء، ولها جذع صلب وذراعان وأرجل مزودة بمجموعة متنوعة من مفاصل الحركة بحيث يمكن تغيير الذراعين والساقين حسب الطلب. وتوفر حقيبة الظهر الموجودة بالجزء الخلفي من البدلة أنظمة ضمان الحياة التي تشمل تأمين التدفئة والتبريد والهواء للتنفس وحتى الطعام والماء.
ويتم تثبيت الخوذة على الجذع العلوي الصلب، وفي الأعلى توجد مجموعة القناع، التي تتضمن أضواء للسماح لرواد الفضاء بالرؤية في مناطق الظل المعتمة أو أثناء فترة الليل القمري. وستكون هناك كاميرات فيديو عالية الدقة لتسجيل ونقل النشاطات خارج المركبة حتى يتمكن العاملون في الأرض من متابعتها.
وقال راسل رالستون نائب مدير برنامج النشاط خارج المركبة في "أكسيوم سبيس" إن "القفازات الجديدة جزء مهم من التصميم لأن العمل لساعات طويلة على سطح القمر يتطلب المرونة والمتانة. كما أن الأحذية الجديدة معزولة تماما لتسهيل العمل في الحفر الباردة التي تقع بمناطق لا ترى الشمس على القطب الجنوبي للقمر".
مع البدلة الجديدة سيكون رواد الفضاء في مهمة "أرتميس" أكثر راحة وسيكون لديهم وقت أسهل في المناورة (الفرنسية)
بقاء طويل الأمد
وقالت فانيسا ويتشي مديرة مركز "جونسون" للفضاء التابع لوكالة "ناسا" في حديثها خلال الفعالية "لم نمتلك بدلة جديدة منذ 40 عاما منذ أن تم تصميم البدلات لبرنامج مكوك الفضاء" مضيفة أن شركة "أكسيوم سبيس" اعتمدت على البيانات والأبحاث التي قدمتها وكالة ناسا و"ابتكرت بدلة متعددة الوظائف، وسنواصل العمل معهم للتأكد من أنها بدلة آمنة".
وقد ارتدى مهندس الفضاء في أكسيوم "جيم شتاين" نموذجا أوليا للبدلة الجديدة، حيث كان يتجول ويجلس القرفصاء ويندفع وينحني، إلى غير ذلك من حركات أخرى تظهر مدى المرونة التي توفرها أذرع البدلة الجديدة.
وقال نائب مدير برنامج النشاط خارج المركبة في "أكسيوم سبيس" إن هذا يمثل تحسنا كبيرا مقارنة ببدلات أبولو "وسيكون رواد فضاء أرتميس أكثر راحة وسيكون لديهم وقت أسهل في المناورة مثل القدرة على الانحناء لالتقاط الصخور".
وذكر البيان الصحفي أنه "نظرا لأن بدلة الفضاء التي يتم ارتداؤها على القمر يجب أن تكون بيضاء لتعكس الحرارة ولتحمي رواد الفضاء من درجات الحرارة المرتفعة جدا، فإن طبقة الغلاف الموجودة حاليا لأغراض العرض فقط، وذلك لحماية حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالتصميم الصناعي للبدلة".
وأخيرا، صرحت ناسا بأن البدلة الفضائية الجديدة تعتمد على تطوير النموذج الأولي للوكالة ليتضمن أحدث التقنيات، وليؤمن تنقلا أحسن وحماية إضافية من المخاطر على القمر.
وقالت الوكالة أيضا إن تطوير بدلات الفضاء من الجيل التالي بواسطة "أكسيوم سبيس" يعد إنجازا مهما في استكشاف الفضاء ويتيح فهما أعمق للنظام الشمسي وما وراءه.