إن مشروبات «الدايت صودا» الغازية أحد أنواع المشروبات الصناعية الحديثة، التي بدأت بالانتشار نظرا لاحتوائها على الطعم الحلو، وخلوها من السكريات الحلوة الطعم، إلا أن المواد المحلية لطعم هذه المشروبات الغازية هي مواد صناعية ومكونة من بروتينات حلوة الطعم وليس سكريات. ولم تثبت أي أضرار صحية لدى تناول كمية معتدلة بشكل يومي من عبوات هذه المشروبات، أي في حدود عبوة أو عبوتين. ويتبنى هذا الرأي الكثير من المصادر الطبية مثل نشرات أطباء «مايوكلينك» وغيرها. وهنا نتحدث عن البالغين وليس عن الأطفال أو المراهقين. وتعتبر مواد المحليات الصناعية فيها، وبالكميات الموجودة في عبواتها، آمنة ولا توجد أدلة علمية على تسببها بأضرار صحية، وخصوصا التسبب بالإصابات السرطانية ضمن تناول كميات معتدلة من تلك المشروبات.
ويظل الأفضل هو تناول المشروبات الطبيعية، والتي أفضلها على الإطلاق الماء العذب، أو عصير ثمار الفواكه الطبيعية أو مزيج اللبن قليل الدسم مع الماء.
وهناك نقطة مهمة تثير الإشكالية على البعض، وهي أن مشروبات «الدايت صودا» ليست وسيلة لتخفيف الوزن وليست مشروبا صحيا ينصح بتناوله لتخفيف الوزن. ولكن بالمقارنة مع مشروبات «الصودا» (المشروبات الغازية كما يتداول تسميتها الأميركيون) العادية والمضاف إليها السكر للتحلية، فإن مشروبات الدايت صودا أفضل من مشروبات الصودا العادية. وبالمقارنة بين أنواع مشروبات «الدايت صودا» فإن التي تكون خالية من الكافيين بلا شك أفضل من تلك المحتوية على الكافيين. وبعض الناس تعود على تناول مشروب غازي، ويشعر أن له تأثيرا محببا في تسهيل الهضم وتخفيف الشعور بالتخمة، وهذا صحيح لأن الأصل التاريخي في بدايات القرن الماضي، للمشروبات الغازية الكربونية هو أنها كانت تباع في الصيدليات كشراب لتسهيل الهضم وتخفيف الشعور بالتخمة. وأولئك الذين تعودوا على شربها ويفضلون الاستمرار فيها هم مخيرون بين تقليل تناول كميات الأنواع السكرية منها لتقليل تناول السكريات أو تناول كميات معتدلة من أنواع مشروبات الدايت منها.
ولاحظ معي أن الأنواع الشائعة من مشروبات الصودا الغازية العادية والمحلاة بالسكر تحتوي على 8 ملاعق شاي من السكر، أي ما يعطي نحو 130 كالوري من السعرات الحرارية. وبالتالي فإن الذي يتناولها كأنه تناول كمية الكالوري في شريحة من خبز التوست الكبيرة الحجم. وهناك من يتناول أربع أو خمس عبوات في اليوم، وهي كمية كبيرة يصعب حرق طاقة السعرات الحرارية فيها، أي بالمجموع تصبح وجبة طعام إضافية. والتحول نحو أنواع الدايت منها يقلل من كمية السكريات هذه والسعرات الحرارية التي تحملها. كما أن مرضى السكري يجدون فيها وسيلة سهلة وبسيطة لتعويض تناول المشروبات الحلوة الطعم، وإن كان الأفضل تناول العصير الطبيعي والصحي.
الشرق الاوسط