لا تزال الكثير من القطع الأثرية بعد أحداث عام 2003 موضوعة في خانة المجهول نتيجة تعرضها للسرقة ما يشكل غصة في قلوب الكثير من المهتمين بالتراث والآثار رغم استرداد العراق قسم منها.
خبيرة بالاثار والتراث فوزية المهدي تقول لشبكة رووداو الإعلامية: "وصل عدد تسجيل الآثار إلى أكثر من مليون قطعة أثرية ولازالت المواقع الأثرية تزخر بالاثار تحت الارض، وما تم احصاءه من آثار مسروقة سنة 2004 حوالي اكثر من 14 الف قطعة اثرية، وماتم استرداده نحو 7 الاف قطعة اثرية".
أكثر من 100 الف قطعة أثرية يحتضنها المتحف العراقي في بغداد، بقاعاته الأربع والعشرين، وهناك أضعاف هذه الاعداد ما تزال مخزونة، فيما تسعى هيئة الآثار إلى افتتاح متاحف أخرى في المحافظات العراقية.
معاون مدير عام دائرة المتاحف العامة، عباس عبد، يوضح لشبكة رووداو الإعلامية أنه "يوجد مع المتحف العراقي 14 متحفاً موزعة بواقع متحف واحد في كل محافظة، المفتح منها 4 متاحف و10 متاحف تحت التأهيل، وحقيقة بعض المتاحف سويت بالأرض مثل متحف تكريت، أما متحفي الديوانية والكوت فهي آيلة للسقوط".
100 عام مضت على إنشاء المتحف الوطني العراقي، أغلق وأعيد افتتاحه مرات عدة لأسباب أمنية، وكان قبل عام 2003، أحد المتاحف الأغنى بالقطع الأثرية على مستوى العالم.
يشار إلى ان العراق تمكن عام 2021 من استعادة آلاف القطع الأثرية، بينها 17899 قطعة أعادتها الولايات المتحدة.
وأعلنت السلطات في شهر كانون الأول من العام الماضي استرداد "لوح كلكامش" الذي يقدر عمره بـ3500 عام بمساعدة الولايات المتحدة.
يذكر ان المتحف الوطني العراقي في بغداد أعاد فتح أبوابه لاستقبال الزوار من السياح والعراقيين بعد إغلاق استمر ثلاث سنوات بسبب جائحة كوفيد-19 والاضطرابات السياسية و الامنية.
ويتوافد سياح أتراك وغربيون ومواطنون عراقيون لزيارة المتحف الذي يضم أثاراً تعود إلى نحو 2500 عام، بينها ما ينتمي إلى عصر الامبراطورية الأشورية، إضافة إلى أبواب وصناديق خشبية وأثار إسلامية اخرى من القرن التاسع.
تأسس المتحف الوطني العراقي الواقع في منطقة القشلة وسط بغداد عام 1926، وانتقل عام 1966 الى منطقة العلاوي بعد توسيعه وزيادة محتوياته التي تعكس تاريخ بلاد ما بين النهرين.
تتميز قاعته الاشورية بضخامة معروضاتها التي تحول دون سرقتها او اخفائها ومن أبرزها الثوران المجنحان برأسين بشريين وعليهما كتابات مسمارية من عصر الملك اشور ناصر بال الثاني (883-859 قبل الميلاد)، وقد اكتُشفا عند احد مداخل قاعة العرش في القصر الغربي في نمرود.
وكان افتتاح رسمي للمتحف أقيم عام 2015 بعد نحو عشر سنوات على تعرضه لأعمال نهب وسرقة خلال الفوضى التي عاشها العراق بعد غزوه بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.
يحتوي المتحف اليوم على آلاف القطع، بعدما كان قبل عام 2003 أحد المتاحف الأغنى بالقطع الأثرية على مستوى العالم.