تعجبُني هذهِ الشتيمة الشعبيّة الّتي تقال دائماً 《مع احترامي الك بس اکل تبن》قد يرى فيها البعض مجرّد شتيمة والبعضُ مُزحة ولكنَّي لا أرى فيها إلّا الحكمة السوداء نعم إنها كذلك ،
"مع إحترامي الك بس اكل تبن" رغم أنَّي لم أتفوَّه بها قط ولكنَّها مضحكة فعلاً ، مضحكة ومعبّرة في آنٍ واحد فكم وكم بيننا وحولنا من نريد أن نقول لهم بصوتٍ مسموع 《مع احترامي الك بس اكل تبن》ولكنّا لا نستطيع لأنَّنا مقيَّدونَ بسلاسِل عظيمة من الأخلاق ..
هل سبق وأن مررتَ بموقف أن يتكلَّم أمامك أحدهم براحة و قلّة معرفة وانعدام في الأدب والفهم فتقول لهُ في نفسك 《اكل تبن》لكنَّكَ لا تستطيع أن تلقيها على مسامعه لا خوفاً منهُ وإنَّما احتراماً لسريرتَك وحفاظاً على نفسيَّته فقد يثور هذا الضبع الجائع المتجسَّد في أرسطو ويشتمك بشتائم غير أخلاقية مع أنَّهُ يستحق أن تقول له هذهِ العبارة يالَها من مهزلة لقد مرَرتُ بهذا الموقف كثيراً
قد تقول لماذا بدلاً من استخدام هذهِ الحكمة لا تلقمهُ الحجر بالدليل والبرهان؟
أقول لك ؛ إنَّهُ أرسطو لابساً ثوب أفلاطون بحكمةِ سقراط هكذا ينظر إلى نفسه ولكنَّك لو فحصتَ رأسه بالأشعّة السينية لوجدتَ حذاءً بدلاً من العقل!
لأنَّ العقول أصبحَت ثمينة في الآونة الأخيرة وقلّة قليلة يستطيعون أن يمسحوا الغبارَ عنها
بنفسي ذلك الرجل الَّذي نطقَ ما كان في قلوبنا عندما كان شخصاً ما يعربد في الشارع ويصرخ ويدّعي ما لا يدّعيه الأنبياء فقال لهُ صاحبنا《مع احترامي الك بس اكل تبن》
ومعَ مرور الأيَّام أدركتُ أنَّ البشر نوعان
نوعٌ يخرجُ(جزء من النص مفقود) من مؤخراتهم وهذا لا يؤخذون عليه
ونوعٌ يخرج من أفواههم لأنَّهُ إستبدَلَ فمَهُ بمؤخرته
خطَرت هذي المقولة المتوارثة ببالي عندما رأيتُ رئيسنا يتحدّث عن الظلم الَّذي تتخذهُ الدول الظالمة ضد شعوبها وشعبهُ ينامُ في المزابل فقلتُ في سريرتي خشيةَ أن تكون هناك أجهزة موصولة بخلايا أدمغتنا ؛
《مع احترامي لك بس اكل تبن!》
العيلامي