بمجذافينِ مِن ورقِ الوداعِ
وسُنبلتينِ مِن حقلِ الجياعِ

أشقُّ الغيمَ ، نوحُ نبيُّ غَيبي
ويعقوبي يؤذِّنُ للشراعِ

ببابِ الأُحجياتِ حشَرتُ رأسي
ولم أكُ قبلُ أؤمِنُ بالصداعِ

رأيتُ الأرضَ مِن أعلى ، وروحي
تردِّدُ لم يكن للموتِ داعي ..!

سآخذُ فكرةً مِن ثمّ أغفو
كما الأطفالِ قدرَ المُستطاعِ

هنا فقهُ الملائكةِ القدامى
هناكَ هناكَ مملكةُ الشياعِ

هنا جبلُ الكليمِ بلا كلامٍ
هناكَ بيوتُ أربابِ الخداعِ

هنا سفرُ الحقيقةِ والتجلّي
هناكَ الواقعيةُ للرعاعِ

بأرضِ الليِّنينَ أرى قلوباً
تفرُّ أمامَ قطعانِ الضباعِ

بعِلمِ الإلتقاطِ رسَبتُ عجزاً
لأنَّ السُمّ حُسن الإستماعِ

أُخَيِّرُ في ٱندثاري طيرَ عقلي
أبالموتِ البطيءِ أمِ الضياعِ ؟

يُجِيبُ الوحيُ " لي ربٌّ جميلٌ "
وفيما عندهُ فضُّ النزاعِ

فما وصلَ النخيلُ إليهِ يوماً
ولم يَخفَ الذي خلفَ القناعِ

دُعاكَ عصاكَ ، هَشٌ ما تراهُ
وما أدراكَ ما جُدُرُ القلاعِ

تخرُّ بدعوةِ المظلومِ إن ما
بهمْ وصلَ التعسُّفُ للنخاعِ

وإني قد دسَستُ بكلِّ رحلٍ
لهمْ يا يوسفَ الشكوى صواعي

فلو أوراقيَ البيضاء تحكي
لقالت ما أفاضَ بهِ يراعي

ولو أكتافيَ السمراء طَودٌ
لمالت نحوَ مَن يلوي ذراعي

سننتزعُ المَظالِمَ ذاتَ يومٍ
معاً مِن بينِ أنيابِ السِباعِ







نجيب المنذر