لا أستطيع إخبارك بما أشعر به،
أنا شخص يخاف من إظهار مشاعره،
ولا يستطيع البوح بها
أو التعبير عنها
أو حتى يتركها واضحة على ملامحه.
أقوم بتخبيئتها
وأستبدل ملامح أخرى بملامحي الحقيقية.
وهذا ما يجعلني أحياناً أحبّ فكرة التنكر.
ولدتُ في قرية،
ونشأتُ في قرية،
وكبرتُ في قرية،
ربما لهذا السبب أصبحتُ جافّاً،
ولا أستطيع التملّص من هذه الغلاظة.
أشعر بخجل شديد
وغير مبرّر
حين أحسّ بدمعة تطرق باب عيني للنزول
عند موقف ما،
وأشعر بشيء ما أجهله
يقف أمام وجهي
ليمنعني من الابتسامة في أحايين كثيرة،
وبيد تكبّلني
لكي لا أفتح ذراعي
من بعيد لطفل يركض نحوي
بعد عودتي من سفر طويل،
كنت خلاله أفتقده بشده.
أقف جامداً سواء كنت حزيناً أو سعيداً،
منهاراً أو منتشياً،
مندهشاً أو لامبالياً،
لا أحد يستطيع تمييز ذلك من ملامحي وتصرفاتي،
أما حديثي فمن المستحيل حدوثه.
ولا أستطيع التظاهر بعكس ذلك.
لا أفاخر بل أتألم،
أنني أشعر بحمل يجبر رأسي على الانحناء لثقله،
لفرط المشاعر المتراكمة
التي أحملها.
عمر العمودي