خرج شاب مع عمه في يوم من الأيام ليلا للقيام ببعض المهام، والتي كانت تتمثل في سقيا الأرض، ولكنهما عانيا من بعض الصعوبات إذ أن الغفير على هذه الأراضي والمكلف من حكومة الدولة كان يمنع الجميع من الري ليلا لأسباب ليست واضحة لأحد!
أصر الشاب على ري أرضه لئلا يخسرها، أقنع عمه بأن كل ما عليهما فعله هو تجنب الغفير على قدر المستطاع، وفي حال رؤيته لهما سيتكلفان بدفع الغرامة والتي كانت مبلغا ضخما للغاية.

وبالفعل وصلا سويا، وقبل أن يشرعا في ري الأرض رأى الشاب الغفير من بعيد، فأشار لعمه ولم يجدا أمامهما إلا المياه، وكانت الدنيا في شتاء قارص والبرودة كادت تأكل جزءاً من جسدهما، وفي نهاية المطاف، دخل الغفير حجرته والتي ليس بها إلا مدخل واحد، والذي كان قابع أمام عيني الشاب وعمه، وانتظرا طويلا في المياه وأسنانهما كانت تصتك على بعضها البعض.

وفي نهاية المطاف قرر الشاب أن يخرج مع عمه من المياه، بل وقرر أيضا أن يذهب بنفسه للغفير ليحرر له محضرا بالغرامة؛ ولكن الشاب وعمه فوجئ كل منهما عندما وجدا الحجرة خاوية على عروشها، لقد كان مجرد خيال!

لم يكن خيالا لقد كان عفريتا من الجن، ضايق الغفير فرحل وتمثل في هيئته ليضايق كل من يأتي له، وكانت ليلة لا تنسى بالنسبة للشاب وعمه على ما حدث معهما من الجني!