في يوم من الأيام اشتكى ساكنو المنزل من شيء غريب وعجيب للغاية يحدث معهم على الدوام، كلما هموا بتجهيز الطعام وجدوه مختفيا، وكلما أحضروا شيئا جديدا لا يجدوه في موضعه ويختفي تماما من المنزل بأكمله.
وجدوا كل ما يحدث معهم يخلو من تفسير منطقي، باتت الأشياء التي تحدث معهم يعجز أي عقل عن تصديقها أو إدراكها على الإطلاق، لقد بات رب الأسرة عاجزا عن فعل أي شيء تجاه أولاده وبناته الذين قد ارتسمت على وجوههم علامات الخوف والفزع والقلق والريبة من كل ما هو قادم!
وفي يوم من الأيام قرر أن يستشير كل من يراه حكيما في أمره، وكل من سرد على مسامعه ما يحدث معه ومع أبنائه وجده يشور عليه بأن يحضر شيخا متمكنا لمعرفة السبب الحقيقي وراء كل ما يحدث، والجميع أجمعوا أن ما يحدث معه له علاقة بالجن والعفاريت.
وبالفعل اقتنع الرجل بنصحهم وأحضر شيخا، وكانت المفاجأة عندما ظهرت والدتهم وجلست بمنتصف الصالة ترتدي ملابس نوم فاضحة!
والدتهم من الأساس توفيت من عامين في حادث سير، وتوفيت بعيدا عن المنزل، أخذ عليها الشيخ عهدا بألا تعود لمضايقاتهم مجددا؛ وما إن رحل الشيخ حتى عادت للمضايقات من جديد؛ وعندما تحدثت مع ابنتها الكبرى عن سبب كل ما تفعله، أخبرتها بأن والدها يريد الزواج عليها، في الأساس هي متوفية ولكنها لا تطيق أن يتزوج عليها زوجها.
ولم تتوقف عن إزعاجهم والظهور لهم إلا بعدما تراجع زوجها عن فكرة الزواج كليا وللأبد؛ بات الرجل المسكين يتهيأها في كل وقت وكل حين، لقد علمه عفريتها الأدب بعد وفاته