الأمم المتحدة تعول على جيش ليبيا لتأمين بيئة الانتخابات
الإثنين 2023/3/13
لقاء المبعوث الأممي وقائد الجيش الليبي
عوّلت الأمم المتحدة على جيش ليبيا في توفير بيئة أمنية مواتية لإجراء انتخابات من المنتظر أن تحل أزمتها وتقودها إلى الاستقرار.
جاء ذلك خلال لقاء جرى، اليوم الاثنين، بين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثتها للدعم لدى ليبيا عبد الله باتيلي، في مقر قيادة الجيش الليبي في مدينة بنغازي شرقي ليبيا.
وعقب اللقاء قال باتيلي: "التقيت اليوم بقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في بنغازي حيث شرحتُ له مبادراتي الرامية للجمع بين القادة الليبيين بما في ذلك رئيسا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة من أجل إيجاد مخرج من المأزق السياسي الذي طال أمده ".
بدوره أعرب المشير حفتر عن "دعمه المستمر" لجهود باتيلي في العملية السياسية وللعمل المهم الذي تقوم به اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" من أجل توفير بيئة أمنية مواتية " وفق سلسلة تغريدات للمبعوث الأممي.
ومنذ عامين وضمن المسار الأمني لحل الأزمة الليبية الذي ترعاه الأمم المتحدة يجري العسكريون الليبيون المنخرطون في اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" المشكلة من خمسة عسكريين يمثلون الجيش الليبي في شرق البلاد ونظائرهم في المؤسسة العسكرية في غربها مباحثات مكثفة.
تلك المباحثات التي انطلقت بعد توقيع أعضاء اللجنة الممثلين لأطراف النزاع العسكري على اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف قبل عامين يهدف إلى السعي لتنفيذ بنود ذلك الاتفاق والتي منها إخراج المرتزقة من البلاد والمقاتلين الأجانب إضافة لتوحيد المؤسسة العسكرية.
وعن لقاء اليوم أيضا أصدرت قيادة الجيش الليبي بيانا مقتضبا قالت فيه إن "القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة ابوالقاسم حفتر اجتمع بمقر القيادة العامة - بنغازي مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي".
وقام المبعوث وفق البيان " بإطلاع القائد العام بالخطة الأممية لبعثة الأمم المتحدة في المرحلة القادمة والتي ستقود لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتم التأكيد على أهمية دعم جهود مجلس النواب والدولة لاستكمال القاعدة الدستورية".
لقاء باتيلي وباشاغا
وضمن لقاءاته التي يجريها في شرق البلاد منذ أول أمس اجتمع باتيلي في وقت سابق اليوم أيضا مع رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا.
وعقب الاجتماع أصدر باشاغا بيانا دعا فيه باتيلي والمجتمع الدولي إلى "ضرورة بذل مزيد من الجهود الدولية لتسهيل التقارب بين مجلسي النواب والأعلى للدولة لتسريع وتيرة التوافقات التشريعية لقوانين الانتخابات"، وذلك بعد أن رحب بمبادرة باتيلي الأخيرة.
وبعد نحو عام كامل على إطلاق الأمم المتحدة لمبادرة هادفة لحل الازمة الليبية دون تحقق الهدف أعلن باتيلي في خلال إحاطته أمام مجلس الأمن في 27 فبراير/ شباط الماضي عن مبادرة جديدة تحمل ذات الهدف عبر بلوغ الانتخابات العام الجاري 2023.
وفي حين اكتفى باتيلي آنذاك بإعلان عن عزمه تشكيل لجنة رفيعة المستوى ضمن مبادرته الجديدة دون ذكر تفاصيل قال في مؤتمره الصحفي السبت أن مبادرته" تهدف إلى توسيع الحوار والجمع بين الأطراف الليبية لتمكينها من تجاوز الركود الحالي وقيادة البلاد نحو الانتخابات".
وأضاف "سيتم تشكيل فريق رفيع المستوى لن تختاره البعثة بل الدوائر الحكومية والاجتماعية والجهات المعنية هي من سترشح من ينوب عنها وستقوم البعثة بتسيير المفاوضات من أجل التوصل لحل وسط".
وتابع باتيلي: "سيطلب من الأطراف الليبية التفاوض مباشرة أو من خلال ممثليهم عبر لجنة رفيعة المستوى وستتولى لجنة "5+5" إجراء الحوارات الأمنية لتهيئة الأجواء للانتخابات الرئاسية ".
وتشهد ليبيا أزمة سياسية خانقة تتمثل في صراع بين حكومتين الأولى كلفها مجلس النواب مطلع العام الماضي برئاسة فتحي باشاغا والثانية حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية والتي يصر رئيسها عبد الحميد الدبيبة على عدم تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.
ولحل تلك الأزمة أطلقت الأمم المتحدة مبادرة سابقة تقضي بتشكيل لجنة مشتركة من مجلس النواب ومجلس الدولة للتوافق حول قاعدة دستورية تقود البلاد إلى انتخابات في أقرب وقت ممكن.
وبعد مباحثات جرت في العاصمة المصرية القاهرة من 19 يونيو/حزيران الماضي إلى 13 أبريل/نيسان الماضي وفق ثلاث جولات لم تفلح اللجنة في تحقيق الهدف والتوافق حول بعض بنود القاعدة الدستورية والمتمثلة في شروط الترشح للانتخابات الرئاسية.
ولتجاوز ذلك نحو حل الازمة أقر مجلس النواب الليبي في 7 فبراير/شباط المنقضي التعديل الـ13 للإعلان الدستوري الليبي (دستور مؤقت كتب بعد الإطاحة بحكم معمر القذافي عام 2011) ليكون تلك "القاعدة الدستورية " التي سيجري عبرها الانتخابات.