ليس هناك فشل و إنما تغذية راجعة
ننبهر في الحياة بشيء ما، نتمعن تفاصيله ، وننجذب لكل ما يتصل به ، يوماً بعد يوم ننسج منه حلماً ، ننوي أن نكون جزءاً منه وإليه ، ويكبر الحلم ، يتطور ويتحسن كل يوم حتى يتحدد هدفاً حقيقياً ، ممكناً ، قابلاً للقياس ، و محددا بزمن.
ولكن شيئاً ما قد يحدث ، يهز إيماننا في إمكانية ذلك الحلم ، استحقاقنا له ، ومقدرتنا على تحقيقه ، صعوبة ربما أو إخفاق ، محاولة أو محاولات لم تنجح ، شهادة من شخص نثق برأيه تقول بأننا لن نستطيع ، فرصة لم نتمكن من استغلالها ، دعم كنا نرجوه لم نحصل عليه ، وخسارة في الأموال ربما.
حينها تدور الأرض بنا ، نشعر أن كل الناس تنظر إلينا بعين الشفقة ، وأننا لا نصلح لشيء في هذه الحياة ، و أنه كان خطئاً منذ البداية أن نخوض هذه التجربة ، وأن مَن حولنا لم يقفوا معنا كما يجب ، وأن الحياة ليست دائماً كما نريد لها أن تكون.
ولو قرأنا العبارة الماضية مرة أخرى لتأكد لنا أن كل ما نشعر به ونفكر فيه في تلك اللحظات إنما هو في خيالنا فقط ، فلم يحدث يوماً أن شعرنا بدوران الأرض ، والناس تنظر إلينا دائماً ولم نكلف نفسنا يوماً عناء تفسير نظراتهم إلينا لأن ذلك مما لا يُعلم ، والتجارب هي أعظم مورد للخبرات ، والمعلومات ، والمعرفة الحقيقية ، ومَن حولنا مرتبكون مثلنا تماماً لأنهم يحبوننا ، ويعرفون جيداً ما يعنيه لنا ذلك الحلم ، والحياة كانت وما تزال مرآة لظنوننا ، ونتيجة توكلنا على الله وجهدنا.
وفي المرة القادمة حين نخوض تجربة أخرى ، سنلاحظ كيف أننا أصبحنا أقدر على مواجهة الصعاب ، حل المشكلات بل وتفاديها ، سنرى كيف أننا أصبحنا مدرَبين ، مُتقنين ، خبراء.
فليس هناك فشل وإنما هي تغذية راجعة ، تبني فينا بقدر ما تأخذ منا ، وتقربنا من أهدافنا بقدر ما نظنها تبعدنا.