سفير السلام ..مراقب عام
مستشار قانوني
تاريخ التسجيل: April-2020
الدولة: العراق.. الديوانية
الجنس: ذكر
المشاركات: 24,585 المواضيع: 1,453
صوتيات:
2
سوالف عراقية:
4
مزاجي: مبتسم
المهنة: الحقوقي
أكلتي المفضلة: الباجه.. الكباب.. سمك مشوي
موبايلي: هواوي =Y9 مع ريل مي 51
آخر نشاط: منذ 7 ساعات
(المخدة) منل مونو دراما الكاتب الفنان الديواني العراقي العربي (سعد هدابي) رحمه الله
نص مونودرما (( المخـــــــــــدة )))
مونودراما
المخدة
سعد هدابي
(( احتاج الى جهد عظيم لافهم الواقع الذي يكتبني ))
الشخصيات ـــــــــــــــــــــــــ **
بهلول
(الخطاب المسرحي )
مجموعة كبيرة من الوسائد وسط مكان العرض وبشكل عشوائي وكأنه صورة تعكس ما حدث قبل حين من شجار مكرور .. ياتي من داخل تلك الوسائد صوت الممثل ( بهلول ) وهو يمده ساقه فقط من بين الوسائد ويتحدث غارقا بالضحك
الملتاع ...
بهلول : دعيني ارقد بسلام .. كفاك عبثا بي ... اوه ... يا الهي ... ليس لي مزاج انا متعب .. ومهموم .. كفاك مشاكسة ... قلت كفى الا تفهمين ..!!
( يظهر بهلول من بين الوسائد فقط يديه كمن يحاول خنق انسان )
بهلول : قسما ... سأرتكب جريمة بحقك .. وسأدخل السجن .. وسأشنق امام الملأ نعم ... سأجهز عليك هكذا واعتصر انفاسك حتى الموت ... كفي عن مغازلتي .. اريد ان انام .... يا الهي ... اريد ان انام يا ناس ...
( يركل بهلول الوسائد دفعة واحدة حتى تتوزع بمكان العرض )
بهلول : كفى قلت ...
( يمسك بهلول برأسه )
انها تسكن رأسي ... تحتل ذاكرتي ... تغازل سنوات عمري المسفوح عند ارصفة القهر ... ( ينفجر ضاحكا ) .. يا لها من فكرة ما انفكت تلاحقني ليل نهار .. في ليالي الصيف الساخنة.. وفي الشتاءات الباردة ... ما ان اضع رأسي على احدى هذه الوسائد حتى تعصف بي وتمطرني بالكوابيس اللعينة تلك الفكرة البغيضة .. يا الهي الا تنتهي هذه الافكار يوما ..؟
( يقوم بهلول بجمع الوسائد واحدة فوق الاخرى ومن بين الوسائد هنالك وسادة صغيرة .. يحتضنها بهلول مثل طفل ويترنم مع مؤثر
بكاء طفل حديث الولادة )
انها اول وسادة ... اول مشوار في رحلة العمر ... ما زلت اشم فيها رائحة حليب امي وهي تزرع وسادتي بالدموع كلما غاب ابي عن البيت ...
( يرمي بهلول بالوسادة في فضاء المكان كمن يداعب طفلا .. وينبعث
مؤثر ضحكات طفل .. لحظات ويترك بهلول الوسادة لتستقر على
راسه فتجمد حركته حتى لا تسقط )
وسادة تحفظ موضع راسي الرخوة ..تلك الرأس التي لا تعرف من لغة الحياة غير ترانيم ام مفجوعة بالعوز ... هنا في هذه الوسادة ... اذنت امي وكبرت لأكون من الاولياء الصالحين ... ومضت الايام ... غاب ابي ورحلت امي ... فبكتني الوسادة .. اول مرة اسمع فيها وسادة تبكي وحدتي واغترابي ... حتى صارت تسرد لي الحكايا ...الف شتاء وشتاء وهي تقص على مسامعي الحكايا حتى اشتد عودي فصرت افتش عن وسادة اخرى .. وسادة تسع رأسي الملغمة بالخوف .. والسؤال .. وسادة كأنها مرآة ارى فيها نفسي .. لا ان تراني صغيرا ... وفي اللحظة التي غادرتني طفولتي .. نشبت لي مخالب .. فما كان مني الا ان اجهز على تلك الوسادة في ليلة ظلماء عند اختفاء القمر .. وخنقتها ....
( يقوم بخنق الوسادة الصغيرة )
كانت تصرخ ... تتوسل ... تبكي بين يدي ... وكنت عنيدا وجاحدا فلم اصغ الى حشرجاتها حتى لفظت انفاسها ... وجلست الليل بطوله اصنع وسادة اخرى وسادة تتناغم وصباي وانا افتش عن انا .. لكنها كانت وسادة خرساء للأسف ... لا تجيد غير فن الايماءة ... لكم حشوتها صراخا في الليالي الموحشة بيد انها لم تسمعني ... لكم رسمت على مخملها امنياتي واحلامي البريئة ... لكم عضضت على تجاعيدها بأسناني عندما كنت الوذ بها فلم تستجب .. لكم كنت أتمنى ان كنت اريد ان تكون مرآة لي .. لكنني فشلت .. حاولت ان اعلمها القراءة والكتابة .. لكنني فشلت .. فما كان مني الا ان ارمي بها من تلك الشرفة .. كان منظرها مريعا لحظة ان سقطت وافترشت الارض .. وان هي الا لحظات حتى تجمعت الوسائد حولها من كل حدب وصوب ... حتى ان سيارات الاسعاف والمطافئ اقبلت مهرولة ... وكانت جميع الوسائد تنظر الى شرفتي بحنق وغضب .. خفت ليلتها ان يزج بي في السجن .. او مستشفى الامراض العقلية .. جن جنوني ليلتها .. حتى اني سمعت احدى الوسائد الشمطاوات وقد تقيأت كل ما كانت تختزن في جوفها من
حشوات وراحت تقول ...
( يقلد صوت الوسادة )
بهلول هذا المعتوه المتجبر لا يجيد فن التعامل مع وسادته ... انه رجعي متخلف وبدوي ... هيا ... هيا القوا به من ذات الشرفة ليكون عبرة للأخرين .... وصرخت وسادة اخرى بدينة وهي تنثر القطن من احشائها وتنوح ..
( يقلد الوسادة )
هذا البهلول لا رحمة في قلبه ... انه الجاني والمجنون ... خذوه الى المصح لعله يفيق من حماقاته ... وازداد عدد الوسائد امام شرفتي ضراوة وقبل ان ينبلج الفجر تم تشييع وسادتي الخرساء من قبل الوسائد الغاضبة الى مأواها الأخير .. ومن ثم اعلن الاعتصام ..ورفعت الشعارات .. واحتشدت وسائل الاعلام امام شرفتي .. وان هي الا لحظات حتى رأيت صورتي وقد تناقلتها اغلب المحطات الفضائية مع سيرة ما انزل الله بها من سلطان .. فما كان مني الا ان انزوي في زاوية معتمة وانا ارتجف كمثل جرذ مذعور ... فكرت ان اكفر عن خطيئتي وان افعل شيئا ... وفي اليوم التالي ذهبت الى الاسواق وانا اروم اقتناء وسادة جديدة .. بحثت طويلا حتى اقتنيت وسادة وردية اللون ...
( يختار بهلول وسادة من بين الوسائد )
أحببت ان اختبرها قبل ان اغادر المحل .. افترشت الارض امام الناس ... وغفوت وكان الناس يهزأون مني .. وصاحب المحل استثمر الامر بشكل تجاري ووضع لافتة على جسدي معلنا عن وصول بضاعة جديدة.. وان ما يحدث هو مجرد اعلان مدفوع الثمن وكنت انا اطلق الشخير ببلاهة .. .. وراحت عدسات الموبايلات تصورني وباقل من ساعة صارت صوري تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي تماما كمثل فتاة اعلان ... ياه ... اتذكر اني عشت معها اجمل ايام شبابي تلك الوسادة الناعمة ... كانت وسادة من مرايا ...
( يقوم بهلول بمراقصة الوسادة )
لكم راقصتها ... كانت وسادة جميلة ... لها ضفائر من ذهب ... وعطر كوني .. وملمس ناعم ... لكم نمت بين ذراعيها ... واطلقت العنان لخيالي بان يسافر بي بعيدا عن هذا العالم ... كنت ادخر تحتها اخطر اسراري واعتى عذاباتي .. كانت اما وزوجة وحبيبة ..وفي يوم من الايام صحوت فلم اجدها .. اختفت ... يا الهي .. اين اختفت ..؟ ربما نفرت مني ..!! نشرت خبرا في الصحف والمجلات ولم اعثر عليها ... بكيت كثيرا .. لقد اخذت مني كل ما ادخرت فيها من مواجع ... وكل ماكنت اعانيه من اغتراب .. يا اه ...لكم غفوت بين ذراعيها ونحن جياع ... لكم كنت اقذف بها بين الاسرة واركلها دون ان تبدي اية ردة فعل ...كانت وديعة .. وتمتص غضبي وارهاصاتي وحماقاتي التي لا تنتهي ... لكنها اختفت الان ... ها أنذا رجل بلا وسادة وبلا ليل ... وبلا غفوات لم انم من بعدها ثانية واحدة .. ارقني اختفاؤ ها الغريب وفي يوم من الايام قرأت في احدى الصحف ان وسادتي ماتت غرقا عند السواحل البعيدة بعد ان قررت ان تهاجر.. الى اين لا ادري ... لكم آلمني منظرها وهي بين الصخور تتقاذفها الامواج فنشرت نعيا في ذات الصحيفة واقمت عزاء لها ... ثم شيعتها بشكل رمزي .. وارتكنت في بيتي اندب حظي العاثر .. فاذا بالباب تطرق بشدة .. طرقات كأنها سيل من الرعود ... وسمعت صوتا يزمجر ...
( يقلد الصوت )
يا سيد بهلول....!! انت أيها البهلول الطيب ... افتح الباب قبل ان احطمه .
ترددت كثيرا في ان افتح الباب .. كان الصوت مريعا .. وان هي الا زمجرة حادة حتى وجدتني وانا افتح الباب دون شعور ... ورأيت جاري عبد الودود .. كانت عيناه تتطايران شهبا ..وكانه قادما من مهبط الجحيم .. حدق بي مثل ذئب مسعور ثم كشر عن انيابه السوداء من فرط ماكان يدخن من تبغ رخيص ... وقال مزمجرا وهو يحمل بين يديه وسادة صعلوكة لها رائحة تزكم الانوف ...
( بهلول يقلد الجار )
لقد ادميت قلبي ايها البهلول ... لا تدري ما حل بي وانا اقرأ نعيك في الصحيفة ..اللهم اجعلها خاتمة الاحزان ..اه يا بهلول .. أيها الجار الطيب .. لم اجد امامي غير هذه الوسادة المتواضعة .. ما رأيك يا جاري المنكوب ان تضعها تحت راسك بدلا عن سابقتها ... خذ يا بهلول ...انها وسادة ورثتها عن جدتي ..
( ينفجر بهلول ضاحكا ويختار وسادة اخرى )
كانت وسادة من لهب ودخان .. ملأت البيت برائحة نتنة حتى شعرت اني اعيش في سلة قمامة ... كانت وسادة تستحم بعذاباتي .. وتثمل كل مساء بقدح من حيرتي بها ..حاولت ان اطهرها بشتى انواع المطهرات والمطيبات لكنها بقيت مثلما هي .. صعلوكة تنثر الاشمئزاز ... كانت تعبث في اشيائي وتفتش في ذاكرتي .. كانت مثل قرد .. تتقافز في كل مكان ... في السطوح وعلى الاسيجة ... وسكان العمارة منها يستغيثون .. انها بليادشو بامتياز ..فما كان مني الا ان اربطها الى السرير بسلسلة لأني خفت من الفضيحة ..وجلست عندها وصرت احدثها عما اعانيه .. وكيف اني كنت قد دخلت السجن بتهمة باطلة . وعن مشروعي الفكري ..قلت لها قفي الى جانبي ... دوني ما اتقيأ من افكار في مناماتي .. لكنها بدلا من ذلك دونت كوابيسي وبخاصة الكابوس الذي كنت اعانيه وانا اتقمص شخصية صاحب الفخامة ... لقد وشت بي عند اول اختبار وسقطت في بئر خيانتها .. لقد نشرت كل خصوصياتي وقادتني الى حتفي .. فحين كنت اصحو اجدني بين يدي جلادي في زنزانة معتمة وسط حفل من التعذيب ..وكانت هي تهمس له فيزداد سخطا على جسدي.. لكم صدمت حين اكتشفت ان الجلاد هو جاري عبد الودود نفسه ... يا للكارثة ...!! وكان عبد الودود ينهال على جسدي بالسياط ويصرخ ... يومها شعرت انا مستهدف ...
( يقلد صوت عبد الودود )
سأنتف ريشك يا بهلول ... وسأجعلك عبرة للحالمين ... كيف لك ان تحلم بما يعد خطا احمرا... كنا على يقين انك كنت تخطط الى شيء خطير .. فما كان منا الا ان نحشو تلك الوسادة بالكاميرات وشتى انواع اجهزة التنصت فبانت حقيقتك ايها المغفل .. صرخت وانا اتلظى بين حمم تلك السياط ..
يا عبد الودود .. كن ودودا بالله عليك ... يا عبد الودود لا يحاسب المرء على احلامه وكوابيسه .. اتق الله يا رجل ...
( يمسك بهلول بالوسادة )
فاغمي علي ... وكنت اسمع بين الحين والاخر حشرجات نتنة ولهاث مريع .. نظرت .. رأيت عبد الودود وهو يحاول ان يغتصب وسادتي .. شعرت بالعار والهزيمة ... هجمت عل عبد الودود لإنقاذ تلك الصعلوكة .. لكنها بصقت في وجهي ..
( يقلد بهلول صوت الوسادة )
تفووو عليك يا بهلول وعلى الساعة التي رايتك فيها ... !!
( يضع بهلول الوسادة تحت قدميه ويدوس عليها )
كم هو مؤلم ان لا تكون لك وسادة كما تتمنى ... وسادة تمنحك هدنة مع صخب الحياة .. وسادة لا تنظر الى اشيائك من ثقب الباب ... ولا تطعنك في ظهرك ان ادبرت ... ولا تعرف طريقا للخيانة .. اين نضع رؤوسنا التي ابتليت بالأرق... والتفكير الذي لا انقطاع فيه ... اريد وسادة صافية السريرة كدمعة ام .. يا الهي ... اين يمكن ان اضع راسي هذه الليلة .. عانيت حتى ادمنت المهدءات ولم اصطد ساعة نوم واحدة .. وغابت الاحلام عني .. فتشت في قبو بيتنا القديم المتهالك ... عثرت على وسادة لأمي التي غادرتني قبل ان ادرك حلمي ...
( يختار بهلول وسادة اخرى )
: وضعت رأسي عندها .. تسللت الى راسي كل احلام طفولتي .. سمعت دعاء امي عند الفجر .. وعند الظهيرة والمساءات ... تشبعت راسي الى الحد الذي خيل الي انني اتعبد مثل كاهن في محراب .. وسادة تعلمك كيف تموت وانت زاهد عن امور الدنيا وليس امامك الا ان تنتظر موتك .. صرخت ... اريد وسادة لا تملي عليه كيف اكون .. لأني لا اريد ان اكون الا انا فغادرت القبو .. واقفلت عليها فهدأت رأسي وقررت ان لا اعود الى ذلك القبو ثانية .
( يرمي بهلول بالوسادة ويغرق بالضحك )
غادرت بيتي ذات مساء ولا ادري اين ستكون وجهتي ... فجأة تسمرت كمن صعق بأمر مباغت .. وعند الرصيف عثرت على بقايا وسادة ربما غادرها صاحبها للعالم الاخر ...او ربما كانت سقط من متاع متسول كان قد مر من هنا .. هكذا ظننت .. بل هكذا خيل لي .. كانت الوسادة تبكي وتتمرغ على الارض وكأن امر الم بها ... دنوت منها بتردد وحذر .. حملتها بين يدي ... قالت اينك يا بهلول ؟ قلت لها من انت ايتها الوسادة التي لا وسادة فيها ..وهل تعرفينني ؟ قالت ومن لا يعرف البهلول المسكين الذي لا وسادة تشاطره ايامه ..؟ كلنا يا بهلول مرهونون بأقدارنا ...انت في بحثك الدائم عن وسادة وانا في بحثي الدائم عن رأس ..!! رأس اتبحثين عن رأس حقا ايتها الوسادة ... قالت هذا عملنا يا بهلول .. لا وسادة بلا رأس .. ولا رأس بلا وسادة ... شعرت انها وسادة ملغمة بالأسرار .. قلت لها واين انت من اخر راس كان يتوسد بقاياك قالت بكية .. يرحمه الله .. فجفلت منها ماذا ...؟ قالت ... لقد مات على هذا الرصيف قبل ساعات وتم دفنه من قبل الاخيار من الناس وتركوني وحيدة ... انا ارمل يا بهلول .. قلت اعانك الله على ما حدث .. قالت هيا يا بهلول ..هيا وافترش الرصيف ونم بين ذراعي واطرد عني وحشة الفراق ...ارأيت وسادة بلا رأس .؟ ضع رأسك في حجري .. هنا يا بهلول حصادك وفير ولن تشقى ابدا .. وكل ما هو مطلوب منك ان تمنح كرامتك اجازة مفتوحة من دون ان تلتفت اليها وسأعلمك فن الطريقة المثلى في ان تمد يدك وتترنم ببعض كلمات ما انزل الله بها من سلطان وستغنم .. ماذا ....؟ اغنم ..؟ قالت الوسادة في غنج فاضح ... هذا الرصيف بئر نفط يا بهلول .
( يضحك بهلول )
ماذا تقولين ..؟؟ بئر نفط ...؟ انا بهلول ابن عباد الشمس .. احمل في جيبي ثلاث شهادات .. اجلس متسولا ..؟ قالت انت واهم ايها البهلول ... ان هذا الرصيف سيمنحك مالم تمنحك اياه كل شهادات الكون ... كن عاقلا واعرف من اين تؤكل الكتف .. التسول مهنة ينبغي على العارفين التبحر في اصولها ... انظر حولك يا بهلول .
( يمسك بهلول براسه وهو ينظر )
يا الهي ... ما هذا ..؟ ... كان الرصيف يعج بكل مالم اتخيل ... رصيف من اياد .. وعيون مغمضة ...ووجوه مسفوحة الكرامة ..الكل يترنم لله يا محسنين ..رصيف يمتد من شمال الفقر الى جنوبه ...رصيف كل شيء فيه يباع .. كل شيء كان يعاني الإهانة والقهر ..والأنكى من كل هذا هي اللحظة التي رأيت فيها معلمي وهو يمد يده وراح يتوكأ على وسادته ..
( يسقط بهلول على الأرض بين الوسائد كمن تلقى صفعة )
سقطت من طولي لحظتها .. زحفت اليه ... قبلت يديه .. همست في اذنه دار دور .. لكنه لم يكن يسمعني .. كان مصادرا ... صرخت بأعلى صوتي ( قف للمعلم وفه التبجيلا ) ... تعسا لامة يحكمها أراذلها .. تحيا الارصفة ... تعيش الوسائد ... تسقط الاحلام ... والايام ..
( يهدأ بهلول قليلا )
لم يكن يسمعني ... كانت وسادته تبحر به الى حيث لا يدري .. كان كمن هو مسلوب الإرادة واليقين ..
( يطلق بهلول الضحكات الملتاعة )
ضحكت مني تلك الوسادة وقالت ساخرة ... فتش في جوفي يا بهلول ..مد يدك لتتأكد من صدق ما اقول ... مددت يدي فاذا بالوسادة محشوة بشتى انواع العملات الصعبة ... وبعض العملات المحلية .. صعقت ... قالت الوسادة هيا خذني لنمرح بعيدا عن هذا الرصيف ... قادتني هي من يدي وذهبت بي ملهى ليلي ... هناك جلست الى جانبي عند لعبة الروليت وصارت تدفعني للمقامرة وتدس الاموال في جيبي ... كان المكان يغص بأصحاب الفخامات مع وسائد من مستوردة من ذهب ...كانوا يقامرون بكل شيء همست الوسادة في أذني ..
( يتحدث بهلول بصوت الوسادة )
هؤلاء يا بهلول جميعا من صنيعتي .. هؤلاء كانوا يفترشون الرصيف يوما ... لكنهم تنكروا لي واستوردوا وسائد من ذهب ..وعليك ان تلعب معهم وتلقنهم درسا ثأرا لكرامتي ... انني يا بهلول احفظ الطريقة التي يفكرون فيها وستكسب لا محال قلت لها انت جنية ... ضحكت وقالت انا مجرد وسادة اتنقل بين الرؤوس كمثل نحلة ضحكت كثيرا ... وعند الفجر كنت قد خسرت كل ما كانت تدخر الوسادة .. حزنت ... ضحكت هي .. وقالت هلم بنا الى ذات الرصيف لنعوض ما خسرناه وغدا نأتي ونلعب من جديد ... وهكذا وجدتني عند الرصيف وانا امد يدي بماء الوجه
( يتخذ بهلول و ضع المتسول )
لله يا محسنين ... اعطونا مما اعطاكم الرب ... لم اكن مقنعا .. مما تسبب في انزعاج واضح للوسادة .. وقالت تعسا لحظي العاثر .. انت يا بهلول لا تنفع في شيء ...اعتقني يا رجل .. قلت لماذا ...؟ قالت ان للخسة سبيلا لا يعرفه الا الراسخون في الوضاعة .. وانت لم تزل تعلق بك بقايا كرامة ... قلت وما العمل ... قالت اما ان تسفح كرامتك جهرا وبلا حياء عند هذا الرصيف وتعلن افلاسك او تنسحب .. انا وانت امام مفترق الطرق أيها البهلول .. وان هي الا لحظات حتى مر من امامي رجل بهي الطلعة تحسبه وجيها ونظر لي .. ثم قال لي اتبعيني هذه الوسادة يا سيد بهلول ... ماذا ..؟ وما انت فاعل بها يا رجل .. قال لأتوكأ عليها عند هذا..