تغاضي ام تكديس
هل حصل يوم أن لاحظت شيئاً غريباً في اخيك أو صديقك لم ترتح له
وقلت حسناً لنتغاضى عن ذلك فهو صديقي ؟
هل حصل يوم أن قام أحدهم بعبور دائرتك الشخصية ولكنك تغاضيت لكي لا تكون قاسياً معه ؟
ما أثر ذلك على الأسرة ؟
لنفرق أولا بين المسامحة
وبين التغاضي
المسامحة هي خلق حسن ومما أمر به ديننا
وخصوصا في جو الأسرة
عن رسول الله في وصف شر النساء
(ولا تقبل منه -زوجها-عذرا ولا تغفر له ذنبا )
فطبعا المسامحة على الزلات وقبول العذر وغفران الذنب
هذا من خلق ديننا ومن وصايا نبينا وآله عليهم الصلاة والسلام
لكنه يختلف عن التغاضي
التغاضي ببساطة أن تلحظ أمر فتغض بصرك عنه وإن كان ليس جيداً أو يمثل بطاقة إنذار
قلنا سابقاً أن علاقة الزواج هي أخص علاقات الإنسان بغيره
يعني كيف ذلك؟
_يعني مثل أن تقف إمام مرآة فحين تلحظ أن هنالك مشكلة في شكلك ستقول أن هنالك مشكلة وتبادر في عمل الإجراءات التي من شأنها تفتيت المشكلة
لن تلحظ مثلا كدمة في منتصف وجهك وتقول لا يوجد شيء لنكمل يومنا!
كذلك ملاحظة المشكلات الصغيرة التي تمثل تجاوز خط احمر أو بطاقة إنذار لديك قد يقوم به شريكك بشكل عفوي .
فانت هنا في مفترق طريقين إما أن ترسم خطوط خريطتك مثل تشخيص وجود كدمة على وجهك في المرآة وتطرح الحلول وتضع الإجراءات مع الآخر وتتجاوزون هذه العرقلة او
او تقول لا بأس لنغض الطرف ،لابد من وضع التنازلات(سيأتي عليها الكلام)، لا يمكن أن نطرح المشكلة سيصدم الآخر وقد يُحبط، لنصبر على البلاء ، لابد من ذلك وووو
غير ذلك من الأعذار الواهية.
وهنا ستأتي النتيجة الكارثية المعاكسة تماماً لأهداف المتغاضي
فأنت اليوم تلحظ أن التصرف الفلاني ليس صحيحا من قبل الآخر لكن تغض الطرف
بعد فترة تكرر نفس الأمر تتغاضى أيضاً
بعد فترة أخرى حصلت مشكلة تم التغاضي أيضا
بعد ذلك انفجرت مشكلة اكبر وتحول الطرفين إلى طرفي نزاع!
كل يرى الآخر غير منطقي
هذه السلوكيات التي نتعامل معها بسطحية كلها تكدس تدريجيا في عقلنا الباطن لكنها يقينا ستنفجر
طبعا يكون الطرف المتغاضي يتوقع نتيجة تغاضيه أن يكون الآخر ممتن له ويغير من أسلوبه
بينما الطرف الآخر يرى اسلوب التغاضي سلوكاً غريبا مستفزاً ،فيبدي لا شعورياً سلوك معاكس
بالتالي يرى المتغاضي هذا تصرفا معاكس للمنطق فهو يتوقع الحسنى لكن يأتيه العكس
هذه المشاكل المعقدة التي غالبا ما نراها في أسرنا حيث ترى الطرفين كل يدعي الضرر ،نتيجته عدم حل المشكلات الصغيرة في نصف ساعة من الحديث وما نسميه بالفضفضة بتعبيرنا في العراق
طبعا نفسيا كل إنسان بعد عملية "الفضفضة" بخصوص المواضيع الإيجابية والسلبية يكون أكثر ارتياحاً وقد تكون النساء سكيلوجياً اقرب لهذه الحلول بسبب التكوين النفساني ،وايضا هذا الأمر قد يستجيب له الرجال لكونهم يميلون إلى عقلية حل المشكلات فهذا يمثل حلا لمشكلة صغيرة .