اللسان الحلو يطلّع الحَيّه من الزاغور
يُضرب ُ للرجل ِ يتلطف ُ في الوصول ِ إلى حاجته ِ بكلام ٍ لطيف ٍ ، وقول جميل و " الزاغور " : هو جُحر ُ الحية تختبئ فيه او اي شيء مشابه له.
يرتبط هذا المثل بقصه من الخيال ولكن فيها حكمة جميلة .
ويروى أن... رجلا كان يعيش في بيت قديم البنيان مع زوجته وولده . وكان في البيت حيّة تعيش في جحر في أحد حيطانه منذ أمد بعيد . وكان الرجل يكره أن تعيش الحيّة في بيته ، ويخشى منها على ولده . وفي ذات يوم رأى الرجل الحيّة تهمّ بدخول جحرها ، فأسرع إليها ليقتلها ، ولكنها استطاعت أن تفلت منه ، وأن تدخل جحرها فتنجو بحياتها . ومنذ ذلك اليوم أضمرت الحيّة للرجل وأهل بيته شرا .
وفي صباح ذات يوم ، رأت الحيّة ربة البيت تعدّ الفطور لزوجها وولدها ، فتضع اللبن في أواني ، ثم تصفّ تلك الأ واني على منضدة الطعام . فرأت الفرصة مواتية للإنتقام من الرجل وأهل بيته ، فجاءت إلى اللبن فذرفت فيه من السم الزعاف مايكفي لقتل أناس كثيرين . ثم عادت إلى جحرها فدخلت فيه .
وبعد مدة وجيزة استيقظ الرجل من نومه ، فسمعت الحيّة زوجته تلومه على كراهيته للحيّة ومحاولة قتله لها . وقالت له : (( إنت هوايه غلطان .. هاذي الحيّة ساكنة ويانا من سنين .. وصارت واحدة من أهل البيت .. وآني أحبها مثل ما أحب ولدي )) . فأجابها : (( والله يامرة .. آني هم متندم على عملي .. ومن الآن فصاعدا راح أعامل الحيّة مثل ماتعامليها إنتِ .. وأحبها مثل ما تحبيها )) . وكانت الحيّة تنصت لما قاله الرجل وزوجته ، فلقي ذلك القول منها قبولا حسنا ، وندمت على ما فعلت من ذرف السم في أواني الحليب . فأسرعت خارجة من جحرها ، وذهبت إلى حيث يوجد بعض الرماد ، فتمرغت فيه . ثم راحت إلى أواني الحليب فجعلت تغطس في الأواني آنية بعد آنية حتى لوّثت الحليب كله بالرماد ، فصار غير قابل للشرب ، وأنقذت تلك العائلة من موت محتّم . ثم علمت المرأة بأمر الحية مع الحليب ، وخروجها من جحرها لتلوّثه . كما علمت أن الحيّة إنما فعلت ذلك بعد استماعها لكلامها وكلام زوجها . فقالت في ذلك :
{ اللسان الحلو ... يطلّع الحيّة من الزاغور } .
ثم علم الناس بذلك الأمر ، فعجبوا من فعل الكلام الطيب ، والقول المعروف في الناس . وذهب ذلك القول مثلا
الامثال البغداديه