مقتل مستوطنين إسرائيليين اثنين وإحراق منازل فلسطينيين بعد مساع في العقبة لخفض التصعيد

نشرت في: 27/02/2023

نص:فرانس24تابِع

قتل مستوطنان إسرائيليان بالرصاص في هجوم بالضفة الغربية المحتلة الأحد. فيما ذكرت مصادر إعلامية فلسطينية أن مستوطنين يطالبون بالانتقام أحرقوا عشرات المنازل في منطقة حوارة مساء. وجاء هذا الحادث بعد اجتماع في العقبة الأردنية بين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين تعهدوا في ختامه بـ"منع المزيد من العنف".

أعلن مسؤولون إسرائيليون الأحد مقتل مستوطنين اثنين بالرصاص في هجوم "إرهابي فلسطيني" في الضفة الغربية المحتلة.
وقال بيان مشترك صدر عن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "في هذا اليوم الصعب (...) قتل مواطنان إسرائيليان في هجوم إرهابي فلسطيني".
ووقع إطلاق النار الذي استهدف مركبة عند مفترق طرق قرب قرية حوارة بين مدينتي نابلس ورام الله في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب متحدث باسم خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء لوكالة الأنباء الفرنسية، تم نقل مصابين اثنين إلى المستشفى قبل أن يعلن عن وفاتهما لاحقا.

وأكد الجيش الإسرائيلي "ملاحقة الإرهابيين وإغلاق المنطقة".
ورصد مصور وكالة الأنباء الفرنسية قوات الأمن الإسرائيلية التي انتشرت على طول الطريق وشرعت في تفتيش المركبات العابرة.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية أن القتيلين هما الشقيقان اليهوديان هلل (22 عاما) وياغيل (20 عاما) يانيف من مستوطنة "هار براخا".
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن مستوطنين يطالبون بالانتقام أحرقوا عشرات المنازل في حوارة مساء.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية أن فلسطينيا في الـ37 هو سامح أقطش قُتل بالرصاص مساء في قرية زعترة جنوب مدينة نابلس.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على هذه المعلومة حتى الآن لكنه أعلن في بيان إجلاء عشرات الفلسطينيين من منازلهم المهددة بالحرائق في حوارة.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن 98 شخصا تلقوا العلاج جراء هذه الحوادث، معظمهم من الاختناق بعد تنشقهم الغاز المسيل للدموع. وأشارت أجهزة الإسعاف الإسرائيلية إلى سقوط ثلاثة جرحى إسرائيليين بعد تعرضهم لرشق بالحجارة.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي في فيديو نشره مكتبه إلى التزام الهدوء.
وقال بنيامين نتانياهو "أطلب منكم، على الرغم من أن الدماء لا تزال ساخنة والرؤوس حامية، عدم إحقاق العدالة بأيديكم وترك قوات الأمن تنجز مهمتها".
وأصدر مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بيانا اتهم فيه إسرائيل بـ"حماية الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون" في هذه المنطقة من الضفة الغربية.
عقب الهجوم، دعا وزير الاستيطان في الحكومة الإسرائيلية أوريت ستروك "الوفد الإسرائيلي للعودة فورا" من اجتماع العقبة.
وستروك وبن غفير وزيران في الحكومة الإسرائيلية التي توصف بأنها الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية والتي أدت اليمين الدستورية أواخر العام الماضي.
من جهتها، رحبت حركة الجهاد الإسلامي بالهجوم.
وقالت في بيان "تبارك حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين العملية البطولية وسط بلدة حوارة بنابلس والتي أدت إلى مقتل اثنين من قطعان المستوطنين الصهاينة".
دوليا، نددت وزارة الخارجية الفرنسية "بشدة" بالهجوم، داعية "جميع الأطراف إلى تجنب تأجيج العنف والمساهمة في وقف التصعيد"، بحسب ما أوردت في بيان.
التزام بالتهدئة
يأتي الهجوم بعد أيام عدة من العملية العسكرية الإسرائيلية الأربعاء في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية والتي أدت إلى مقتل 11 فلسطينيا وجرح أكثر من 80 بالرصاص الحي.
ومنذ مطلع العام الحالي، أودت أعمال العنف والمواجهات بـ62 فلسطينيا بينهم مقاتلون ومدنيون بعضهم قصر، و11 إسرائيليا بينهم ثلاثة قاصرين، فضلا عن امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
واستدعى التصعيد الدامي بين الجانبين دعوات لوقف العنف.
وفي العقبة على البحر الأحمر، بحث ممثلون للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الأحد "التهدئة" بعد أشهر من العنف الدامي.
وأورد بيان وزعته وزارة الخارجية الأردنية في ختام الاجتماع أن "الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أكدا التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما (...) وجددا التأكيد على ضرورة الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف".
ويعتبر الاجتماع بين الجانبين الأول من نوعه منذ سنوات، إذ إن مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ العام 2014.

فرانس24/ أ ف ب