قالت العرب: "إذا عُرف السبب بَطُل العجب!" واعتماداً على هذه القاعدة الصحيحة فلو أن الأهل بحثوا في سلوك أطفالهم على الأسباب لتمكنوا من وضع أيديهم على علاجها بشكل ناجع. القلق واحد من المظاهر التي يعاني منها الأطفال من سنة إلى خمس سنوات ولا يقف الأهل عادة على أسباب ذلك القلق فيخفقون بالتالي في علاجه.
الدكتورة ابتهاج طلبة، عميدة كلية رياض الأطفال بالقاهرة، تقف على أكثر أسباب قلق الأطفال، ومظاهره، وسبل علاجه.
أما أهم أسبابه فالتهديد المستمر للطفل كلما أتى أمراً لا يرضى عنه الوالدان. وتكرار تعرضه لمواقف الخوف والخطر نتيجة قسوة أحد الوالدين أو كرهه له. وقد ينتقل القلق للطفل من تصرفات الأم أو الأب المصاب بالقلق. ويبرز فشل الطفل المتكرر دون أن يجد من يساعده ويوجهه كسبب للقلق.
أما مظاهر القلق عند الطفل فهي كثرة البكاء، وإظهار النشاط الزائد أو الإنزواء. وقد ينام الطفل القلق بعمق لكن نومه مضطرب بكثرة حركة الأطراف. وغالبا ما يشكو الطفل القلق من فقدان الشهية ويعاني من الإمساك. كما أن استمرار مص الأصبع وقرض الأظافر يدلان على قلق الطفل.
وبالانتقال للعلاج فتقول الدكتورة ابتهاج: الحب والحنان هما العلاجان المجديان والوحيدان لقلق الأطفال؛ فمع الحب الحقيقي للطفل وإشعاره بأنه موضع التقدير والقبول.. وإتاحة الفرصة له ليكون آمناً سعيداً.. يزول كل الخوف والقلق.