يا غافيًا فَوْقَ رَصِيفِ الحَياةْأُنْظُرْ نَضيرَ الفِعْلِ حُسنَ الصَّفاتْ

حارَتْ به الآلام في دَهْشَةٍ
لَـمَّـا رأتْ قَيْدًا يُريدُ الصَّلاةْ

أَمَّ قُيودَ السِّجْنِ في نُسكِهِ
في ظُلمةٍ يخافُ منها المَماتْ

فعَطَّرَ المسجونُ أصفادَهُ
مِنْ جَنّةِ الخُلْدِ وأُمِّ الحَياةْ

وابتهلتْ سَلاسِلٌ قَيَّدتْ
رِجْلَيهِ أنْ ينْجو وذي الجَامِعاتْ

تَضَرَّعَ السجنُ له داعيًا
أنْ يَحفَظَ الإمامَ بَغْيَ البُغاةْ

يُساقُ من حَبْسٍ الى غَيرهِ
يتبعُهُ النُّورُ كضَوءِ السُّراةْ

تراهُ في محرابهِ خاشِعًا
يقولُ للدُّنيا دَعي التُّرَّهاتْ

يجري دَمُ الرُّسغِ وَمِنْ صَفْدِهِ
يراهُ نبعًا صافيًا كالفُراتْ

يَذكُرُ جَدًّا ذادَ عَنْ دينهِ
بساحةِ الهَيجا بتلكَ الفَلاةْ

إذْ قَالَ كلا يا سُيوفُ اضربي
فإنَّني الحامي بوجهِ الطُّغاةْ

لمّا اتى السِّنديُّ في سُمِّهِ
ودَسَّهُ في طُعمهِ .. أيَّ عاتْ

أردى بهِ وكاظِمًا غَيظَهُ
ويرتقي للهِ رَبِّ الهِباتْ

نعشٌ لَهُ يخافُ مِنْهُ البَغا
وفوقَ جسرٍ باسِقُ المَكرُماتْ

ما دارتِ الشمسُ بَقىٰ خالدًا
وهذهِ الأنامُ فانٍ وآتْ








لؤي عبدالامير