«ثاني أصغر كواكب المجموعة الشمسية».. هل تدب الحياة على «المريخ»؟
رجل يرتدي بدلة فضاء ويحمل صخرة صغيرة على سطح كوكب المريخ
على بُعد ما يفوق الـ 228 مليون كم عن الشمس، يمكن لرواد الفضاء إيجاد الكوكب الأحمر، الذي يُعد ثاني أصغر كواكب المجموعة الشمسية، بعد كوكب عطارد، وعند مشاهدته من بين الكواكب يمكنكم إيجاده رابعًا من ناحية الشمس، وفي التقرير التالي نوضح لكم أهم المعلومات عن كوكب المريخ أو كما يطلق عليه «الكوكب الأحمر».
خصائص كوكب المريخ
كوكب المريخ الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة من كوكب الأرض، لديه طبيعة مختلفة، حيث إن طبقة الغلاف الجوي للكوكب تتكون من مادة ثاني أكسيد الكربون، ومن خواصها أنها باردة ورقيقة للغاية، لذا تمنع وجود المياه على سطحه، وهو التالي بعد كوكب الأرض بقطر يبلغ قرابة الـ 6800 كم، لنجد أن حجمه تقريبًا نصف حجم الأرض.
اكتشف العلماء أن هناك ماء على سطح كوكب المريخ، ولكنها متجمدة، كون الصخور الخاصة بالقشرة الخارجية للكوكب تجعل تربته صانعة للثلوج، ويُعد هذا الأمر من أغرب المعلومات عن كوكب المريخ، بخلاف ذلك يحتوي غلافه على بخار الماء، ومساحة اليابسة على الكوكب تتساوى تمامًا مع تلك الموجودة على كوكب الأرض، حيث غن ثلثي مساحة كوكب الأرض مغطاة بالمياه، ولكن المريخ يخلو تمامًا من المياه، لذا فإنهما يتساويا في مساحة اليابسة فقط.
مركبة فضائية تُراقب الأجواء على كوكب المريخ
الهواء على سطح المريخ لديه نفس كثافة الهواء على كوكب الأرض، ولكن الضغط الجوي على سطح المريخ يصل إلى 75% فقط من مقدار الضغط الجوي على الكرة الأرضية، فالهواء على سطح الكوكب الأحمر يتكون من 95% من غاز ثاني أكسيد الكربون، 3% من غاز النيتروجين، وكذا 1.6% من غاز الأرجون، وتتبقى نسبة بسيطة للغاية وهي نسبة الأكسجين والماء.
من أهم المعلومات عن كوكب المريخ أيضًا هو عدد الساعات على سطح الكوكب الأحمر حيث تختلف عنها في الأرض، حيث يصل عدد ساعات اليوم على المريخ 24.6 ساعة، لذا فإن عدد أيام السنة كاملة على المريخ تصل إلى 687 يومًا أرضيًا، ويحتوي «الكوكب الأحمر» على أكبر بركان عُرف بالنظام الشمسي حتى الآن، كما أن هذا الكوكب به قمران.
يعتقد علماء أمريكيون قدموا دراسة استقصائية حديثة، أن تكوين الكوكب الأحمر، يعود في الأساس إلى نواتج الاضمحلال المشعة التي خلفتها النيازك، ويرون أنه كوكب لم يستطع أن يستكمل نموه بشكل كامل، وذلك عقب نجاته من بعض الاصطدامات التي تعرض لها عبر الأجرام السماوية، والتي نسمع عنها في المجموعة الشمسية منذ بداية تكوين الكوكب، ويرى العلماء أن تلك التأثيرات تُفسر جيدًا صغر حجم الكوكب الأحمر مقارنة مع باقي الكواكب الأقرب.
لا زالت هناك معلومات عن كوكب المريخ أكثر إثارة، هناك ميلان في محور دوران الكوكب الأحمر بزاوية 52.2 درجة عن مستوى دورانه حول الشمس، لذا فإن فصول السنة الأربعة تتعاقب عليه بشكل أطول من تعاقبها على كوكب الأرض، ويعود ذلك لكون الغلاف الجوي للمريخ رقيق للغاية، بما يُقلل من كميات الحرارة المحتبسة داخله، فيما أن ابتعاد الكوكب عن الشمس له تأثير أيضًا كونه يأخذ وقتًا أطول في إتمام مداره كاملًا.
معلومات غريبة عن كوكب المريخ
هل تعلم مما يتكون كوكب المريخ؟ الكوكب الأحمر يتكون من مجموعة أخاديد، صخور وبراكين، كما يحتوي على الكثير من الحفر المتناثرة في أرجاء الكوكب، فيما يتكون الكوكب من الغبار الأحمر، وهو العامل المسيطر على سطح الكوكب بأكمله، الغريب في الأمر أن المريخ يحتوي على رياح وغيوم مشابهة لتلك الموجودة على الأرض، وربما يتعرض الكوكب إلى عواصف ترابية باللون الأحمر عندما تهُب الرياح قوية، وربما تتحول تلك العواصف إلى أعاصير يمكنها أن تُغطي الكوكب كاملًا.
رجل فضاء يبحث عن حياة على سطح كوكب المريخ
ومن أغرب المعلومات عن كوكب المريخ أيضًا أنه عندما تسقط صخرة على سطح الكوكب الأحمر فإنها تصل إلى أرضية الكوكب بطريقة أبطأ من تلك التي تسقط فيها الصخرة على سطح الأرض، ويعود ذلك إلى أن الجاذبية على سطح المريخ قدّرها العلماء بثلث الجاذبية الأرضية، ويُعد وزن الأشياء على المريخ أقل من وزنها على سطح الأرض.
البراكين على كوكب المريخ هي الأضخم ما بين كواكب المجموعة الشمسية بأكملها، لكنها متشابهة، البركان الأشهر هو «جبل أوليمبوس» والذي يعتبره العلماء الأكبر وهو خامل تمامًا، ويرتفع أكثر من 25 كم فوق سطح الكوكب الأحمر، فهو 3 أضعاف طول جبل إيفرست، فيما تبلغ قطر فوهته أكثر من 600 كم.
شكل كوكب المريخ
من ضمن المعلومات عن كوكب المريخ، سبب تسميته بالكوكب الأحمر، ويعود ذلك في الأساس إلى الغبار الأحمر الذي يُغطي تقريبًا سطح الكوكب بالكامل، فتربته مائلة للاحمرار، وذلك بفعل غبار أكسيد الحديد الثلاثي، فهي أشبه إلى لون صدأ الحديد، وتعود أصل اسم الكوكب إلى كلمة «أمرخ» وهو الشيء الذي تغطيه البقع الحمراء.
يتكون كوكب المريخ من الكثير من الحفر، ويتكون من سهول شمالية تسببت فيها تدفقات الحمم البركانية، ولكن مع الوقت أكد العلماء أن أرضية الكوكب الأحمر باتت الآن أكثر رطوبة بعد تأثير النيزك، وفيما يخص عدد أقمار كوكب المريخ فإن الكوكب الأحمر كان على سطحه 3 أقمار، القمر الأكبر تحلل وبقي اثنان، لكن هما صغيران للغاية وشكلهما غير منتظم.
إن احتمالية وجود حياة فوق سطح المريخ، يُعد موضوع شائك ويهم العلماء بطريقة كبيرة على مدار الأزمنة، ويعود السبب الرئيس لهذا الأمر كونه متشابه مع كوكب الأرض إلى حد كبير، ولكن حتى هذه اللحظة لم يستطع العلماء أن يعثروا على دليل واحد لوجود حياة سابقة أو آنية على سطح المريخ، ولكن هناك مجموعة أدلة متراكمة تكشف شكل الكوكب تُظهر أن بيئة الكوكب الأحمر القديمة كان بها ماء، وربما يجعلها ذلك صالحة لعيش البكتيريا، ولكن يقول العلماء إن وجود ظروف صالحة للسكن لا يعني بالضرورة وجود حياة على سطحه.
ولكن الآن يؤكد العلماء استحالة العيش على سطح المريخ، كون هواءه لا يحتوي على القدر الكافي من الأكسجين اللازم لتنفس الإنسان، وأن 95% من الهواء على المريخ متكون من ثاني أكسيد الكربون، ولكن يعود الرأي الآخر للحديث عن أن الماء هو الشيء الرئيس الذي تحتاجه الكائنات الحية من أجل البقاء، لذا فإن أي علامة على وجود ماء في سطح المريخ فإن هذا يعني إمكانية وجود حياة في يوم ما.
استكمالًا لما نسرده من معلومات عن كوكب المريخ، فإنه بحسب العلماء لا زال سباق الوصول إلى الكوكب الأحمر لاستكمال عمليات استكشافه مستمرة، حتى بعد مرور 83 عامًا على المحاولة الأولى التي أطلقها الاتحاد السوفيتي آنذاك ولكنها باءت بالفشل وهي رحلة مركبة «كورابل 5»، وأُطلقت عام 1960، وتوالت بعدها المحاولات حتى نجحت وكالة «ناسا» الأمريكية في أن تكون أولى الدول التي وصلت المريخ، كما أن الصين والإمارات أيضًا نجحا في الوصول إلى الكوكب.