معرض "مقتنيات" يهدف لإلهام المجتمع المحلي بأهمية الخيول في تاريخ العرب والإسلام
الدوحة- بقطعه النادرة وكتبه التاريخية ومقتنياته الملهمة التي تبث روح الأصالة في نفوس الزوار، نجح معرض "مقتنيات" في إظهار المكانة العظيمة التي حظيت بها الخيول في الثقافة العربية، والتي ازدادت مع ظهور الإسلام، بعد ذكرها في القرآن الكريم والحديث الشريف.
المعرض، الذي نُظم على هامش "مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية"، تضمّن 3 أقسام رئيسة: الأول ضم قطعا تراثية نادرة للفروسية القطرية، والثاني اشتمل على وثائق تاريخية لنسل وتوصيف الجياد القطرية، والثالث احتوى على مجموعة كتب عن سمات وتاريخ الخيل العربية في الجاهلية والإسلام.
بنت طويسة أول خيل تم تسجليها في قطر عام 1989
ولم تجسّد مقتنيات المعرض أهمية الخيول العربية كونها تعكس مكانة مالكيها وحسب، بل تعكس أيضا قيمة سلالتها وصفاتها الجسمانية وسماتها الجمالية، لذلك حرص العرب عبر العصور على نقاء سلالات خيولهم، والحفاظ على أنسابها، التي كادت تندثر لولا جهود بعض الأفراد والعائلات والحكام العرب في منطقة الخليج.
وغاية المعرض إلهام المجتمع المحلي بأهمية الخيول في تاريخ العرب والإسلام، وإشراكه في كيفية الحفاظ على سلالاتها وأنسابها، وتشجيع الجمهور من مختلف الأعمار على ممارسة هذه الرياضة.
الخيول تحظى بمكانة عظيمة في الثقافة العربية وزادت مع ظهور الإسلام
قطع نادرة
صالات المعرض الثلاث حكت قصصا ملهمة من تاريخ الفروسية العربية والقطرية.
الصالة الأولى تضمنت مجموعة من القطع التراثية النادرة والمقتنيات التاريخية للفروسية القطرية من متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني. وتجلّت المقتنيات، التي تعود غالبيتها إلى القرنين التاسع عشر والعشرين، في أدوات ولوازم الخيل التي تنتمي إلى كثير من البلدان العربية وغير العربية. فإلى جانب دولة قطر، هناك مقتنيات من اليمن والعراق والجزائر والمغرب وسوريا والهند.
واشتملت المقتنيات المعروضة على عديد من الأدوات الخاصة بالخيول، منها الحدوات، والسروج واللجام، والركاب، وأسلحة وأحذية الفرسان، فضلا عن قطع السجاد التي تستخدم غطاء على ظهر الحصان أسفل السرج.
وبرز في الصالة آلة تصليح حدوات الخيل من قطر تعود إلى القرن التاسع عشر، فضلا عن بندقية مكسوّة بالخشب والبرونز والحديد من اليمن تعود إلى القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى سرج من الجزائر يعود إلى القرن العشرين، مصنوع من الجلد المقوى بالخشب والبرونز والذهب وبخيوط من الفضة.
المعرض ضم أدوات ومقتنيات من دول مختلفة \
بنت طويسة
أما الصالة الثانية، فضمّت وثائق ومستندات تاريخية من نادي السباق والفروسية تؤرخ نسل وسمات الخيل في دولة قطر، أبرزها وثيقة أول خيل تم تسجيلها في دولة قطر باسم "بنت طويسة"، وكانت لأمير دولة قطر الأسبق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.
وبنت طويسة -المولودة عام 1967- هي أول خيل تم تسجليها في قطر عام 1989 من جانب إدارة تسجيل الخيل وكتاب الأنساب، وهي من الخيول العربية الأصيلة للأم "طويسة" والأب "حرقان".
وضمت الصالة أيضا وثيقة عن ثالث خيل تم تسجيلها في قطر باسم "بنت الصقلاوية" لمالكها سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وخامس خيل تم تسجيله باسم "ابن وذنان" لمالكها أمير دولة قطر الأسبق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.
واحتوت الصالة، أيضا، على شهادتي نسب الخيل "عاشور" لعام 1971، و"عكاظ" لعام 1981، وهما موثقتان من الإدارة العامة للخيول العربية في الجمعية الزراعية المصرية، ولهما 6 أجيال متعاقبة من الخيل العربية الأصيلة، وقد تم جلبهما إلى دولة قطر.
كما ضمت الصالة كتاب أنساب الخيل العربية الأصيلة لدولة قطر، من 5 أجزاء، الذي أعدّته لجنة تسجيل الخيل العربية في نادي السباق والفروسية عام 1991.
آلة تصليح حدوات الخيل تعود للقرن التاسع عشر
أنساب الخيل
وأخيرا، حوت الصالة الثالثة المجموعة التراثية في مكتبة قطر الوطنية عن الخيول العربية، التي ضمت بعض المراجع والكتب التاريخية القيمة عن أنساب الخيل العربية الأصيلة في تاريخ العرب ودولة قطر، أبرزها كتاب "سمات الخيول العربية الأصيلة" الذي أصدرته جمعية الخيول العربية الأصيلة في ستينيات القرن الماضي، بهدف التعرف على السلالات النقية للخيول العربية الأصيلة.
وضمت الصالة كتاب "أنساب الخيل في الجاهلية والإسلام وأخبارها" لأبي المنذر هشام الكلبي الملقب بابن الكلبي، وكتاب "أسماء خيل العرب وأنسابها وذكر فرسانها" لأبي محمد الأعرابي الملقّب بالأسود الغندجاني، ويعد معجما هجائيا بأسماء خيل العرب وأنسابها وفرسانها في الجاهلية والإسلام مقرونة بما يتصل بها من أخبار، وما قيل فيها من أشعار تؤكد عمق العاطفة والروابط بين الفارس العربي وخيله.
كتاب أنساب الخيل العربية الأصيلة لدولة قطر يضم 5 أجزاء
كما احتوت الصالة على كتاب "كامل الصناعتين البيطرة والزردقة"، الذي يتناول في جزء منه أمراض الخيول وطرق مداواتها وعلاجاتها، فضلا عن كتاب "أصول الخيل العربية" و"الفروسية"، وكتاب "الخيول العربية الأصيلة وسلالاتها" من تأليف البريطانية ليدي وينتويرث التي تعد من أشهر مربي الخيول العربية الأصيلة من بداية القرن العشرين وحتى منتصفه، وكانت مرجعا في سلالات الخيول العربية الأصيلة.
وأتاحت الكتب والمصادر التاريخية المعروضة في الصالة الثالثة الوصول إلى الدراسات التحليلية والوراثية حول الخيول، بغية المساعدة في تحسين البحوث وزيادة عدد الدراسات حول تربية الخيول والمحافظة على سلالاتها، لا سيما النادرة منها.
ومهرجان كتارا الدولي للخيل العربية يعد من أضخم الفعاليات الرياضية في مجال الفروسية، بهدف تشجيع ملاك الخيل العربية الأصيلة في قطر وحضّهم على تطوير إنتاجهم من هذا النوع الفريد من الخيول، من خلال العناية بجمالها وتدريبها وتوفير البيئة المثالية لها، وهو ما يؤكد تميّز الجواد العربي الأصيل عن غيره من السلالات.