لحظة توزيع جوائز النسخة 13 من جائزة الطيب الصالح للإبداع الكتابي" (المصدر: الجهة المنظمة للجائزة)
مع انتصاف فبراير/شباط من كل عام، يتذكر أهل الثقافة والأدب -والسودانيون منهم على وجه الخصوص- رحيل عبقري الرواية العربية الراحل الطيب صالح.
هذا الموعد جعلته شركة "زين" للاتصالات ميقاتا لملتقى ثقافي كبير، بإطلاقها جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، والتي أتمت عقدها الأول هذا العام، لتثبت موقعها كواحدة من أهم الجوائز الأدبية في المنطقة.
وأعلنت الجائزة أمس الأربعاء أسماء الفائزين في دورتها رقم 13 بالخرطوم، وهم كالتالي: في مجال الرواية علياء هيكل من مصر عن روايتها "الخروج من البئر" وجاء ثانيا السوداني منصور الصويم عن روايته "طُحلب أزرق" بينما حل ثالثا المصري عادل سعد عن روايته "الكُحكُح، وما الدنيا إلا مسرح كبير".
وفي محور القصة القصيرة، فاز بالجائزة العراقي ميثم هاشم طاهر عن مجموعته القصصية "وشّام النمور) وتبعته المصريتان أميمة عز الدين عن مجموعتها القصصية "الموتى لا يستقبلون الصباح" ثم أسماء عواد عن مجموعتها القصصية "امرأة الحَجر".
وفي محور الدراسات النقدية، الذي خصص لنقد الشعر العربي والأفريقي، فاز بالجائزة الناقد المغربي عبد الرحيم وهابي عن دراسة "شعرية الأرض عند محمد مفتاح الفيتوري".
وحل ثانيا الثاني المصري أحمد الصغير عن دراسة "التحليل السيمائي- دراسة ديوان: أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت" للشاعر محمد عفيفي مطر، وبالمركز الثالث السودانية بشري مهدي خريف عن دراسة "الأنساق الثقافية الأفريقية في الشعر العربي.. دراسة في دواوين صلاح أحمد إبراهيم".
وتبلغ قيمة الجائزة في كل فرع 15 ألف دولار للمركز الأول، 10 آلاف للثاني، 8 آلاف للمركز الثالث.
وكانت الجائزة -التي تأسست عام 2010 وتقدم سنويا للأعمال الإبداعية غير المنشورة- قد تلقت بهذه الدورة أكثر من 700 عمل في فروعها الثلاثة من داخل السودان وخارجه.
وقد أعلن مجلس أمناء الجائزة أن المحور الثالث المتغير في الدورة القادمة سيكون في الترجمة.
الطيب صالح
يذكر أن صالح أديب وروائي سوداني، عمل في الإذاعة البريطانية، وبعدها انتقل إلى قطر ليتسلم منصب المدير العام لوكالة الأخبار والإعلام القطرية، وكتب عام 1966 روايته الأشهر "موسم الهجرة إلى الشمال" التي ترجمت خلال سنوات لاحقة إلى الإنجليزية وبعدها إلى أكثر من 30 لغة، ولطالما تم وصفه من قبل النقاد والأدباء العرب بعبقري الرواية العربية.
وعام 2002 أعلنت الأكاديمية العربية للآداب الواقعة في دمشق أن "موسم الهجرة إلى الشمال" هي الرواية العربية الأكثر أهمية بالقرن العشرين، كما تم اختيارها من بين أفضل 100 رواية في التاريخ، حيث تم التصويت عليها من قبل 54 كاتبا من بلدان مختلفة في استطلاع للكتاب عام 2002.
توفي صالح يوم 18 فبراير/شباط 2009 عن عمر ناهز 80 عاما بعد معاناته من فشل كلوي في مشفى بلندن، ونقل جثمانه إلى السودان ودفن في مقبرة البكري بأم درمان يوم 20 فبراير/شباط بحضور أكثر من 1500 شخص.