اشتكى الفنان التشكيلي السوري خالد الخاني عن سرقة لوحته التي كانت بعنوان (الراقصة) من قصر اليونسكو الثقافي ببيروت التابع لهيئة الأمم المتحدة, على إثر المعرض الجماعي الذي ضم 28 فنان من أهم التشكيليين السوريين, والذي نظَّمته صالة السيد في إطار تظاهرة (بيروت عاصمة الكتاب العالمي).
وحول هذه المشكلة يستفيض الخاني بالشرح لسيريانيوز ويقول "ارتأى غاليري السيد أن أشارك بمهرجان ثقافي هام جداً ضم أهم التشكيليين السوريين, وأصرّت مديرته إلهام السيد على مشاركتي بالمعرض, وفعلاً وافقت على المشاركة رغم وجود معرض خاص بي في أبو ظبي في نفس التوقيت بحكم الصداقة التي تجمعني بصالة السيد", مضيفاً "كونه لا يوجد لوحات لدي بسبب معرض أبو ظبي اضطرت أن أشارك بلوحة (الراقصة) ولوحة أخرى أيضاً, وبعد أن سلّمت الصالة اللوحات أعطوني أوراق ثبوتية حُدّد عليها السعر والقياس تثبت أن الصالة استلمت اللوحات".
لوحة الراقصة
ويتابع الخاني "سافرت مع الهام ومجموعة من الفنانين التشكيليين وبعض المساعدين إلى بيروت وتم تحميل اللوحات بفانات بعد أن اخذوا موافقة وزارة الثقافة السورية لنقل اللوحات", مضيفاً "يوم الافتتاح كانت إلهام مرتبكة جداً لان هناك لوحتين سرقتا إحداهما لي والأخرى للفنان السوري زهير حسيب, وهنا طلبت أنا أن نحضر الشرطة لتنظيم ضبط بالسرقة لأننا نتعامل مع منظمة عالمية, ولم يمانع المسؤولون عن اليونسكو ذلك ولكن إلهام أصرت على عدم تنظيم ضبط ".
ويتفاجأ الخاني من الأسلوب الذي تعاملت به مديرة صالة السيد ويقول "أصبحت تفاوض على سرقة اللوحات وتنفي أن اللوحات سرقت داخل قصر اليونسكو, وتقول أن اللوحات فقدت ولم تسرق, ولكن ما الفرق إن كانت اللوحات اختفت سواء خارج القصر أو داخله, وخاصة أن الأوراق تثبت أن اللوحات عبرت الحدود السورية".
ويضيف " طلبت منا إلهام أن لا نعلن عن السرقة وعندما نشر الخبر في إحدى الصحف السورية تم نفي الخبر في اليوم الثاني مباشرة, وقالت إلهام أننا ادعينا سرقة اللوحات وان الموضوع لعبة افتعلناها لأننا نريد أن نحقِّق شهرة من سرقة اللوحتين", مضيفاً "العبارة كانت مستفزة جداً لان الفن له علاقة بالفنان نفسه أما الصالة فهي بزنس تفتح وتغلق في أي وقت".
ويتابع الخاني "بعد الحادثة راجعناها بالخطأ الذي ارتكبته, نفت ذلك وقالت إنها لم تقصد أي إساءة ولم تشعر بأنها وجهت أي أذى لنا, وأصبح هناك بلبلة في الوسط الفني ما أساء لي أمام الفنانين وشوّه صورتي, كما أن الموضوع سبب لي غيرة من الآخرين, وأصبح نصف الفنانين يتمنون أن تسرق لوحاتهم ليشعروا بالأهمية".
أما بالنسبة للحقوق المادية والمعنوية التي ترتّبت على السرقة يقول الخاني "طلبنا منها نشر اعتذار فنشرت اعتذار مقتضب جداً ولم يوضح القصة نهائيا", ويتابع "بالنهاية طالبناها بحقوقنا المادية التي قررنا أن نعطيها لجمعية أيتام وبعدها قررت أن تحاسبنا بأسعار وزارة الثقافة, وبعد أن اتصل بها المحامي الخاص بي وأنذرها برفع دعوى وإغلاق الصالة إن لم تدفع سعر اللوحة وافقت أخيراً على تخصيص مبلغ وفق حساباتها لا أدري ما هو ولكني رفضت أن أستلمه".
وكانت إلهام السيد صرحت لوسائل إعلام سورية محلية عن الحادثة وقالت إن "اللوحات لم تدخل قصر اليونسكو فعندما قمنا بإدخال اللوحات الى القاعة ، كانت لوحتا زهير حسيب وخالد الخاني غير موجودتين, وعندما أخبرت المسؤولين في قصر اليونسكو، قالوا إنه لا يمكن أن يُفقَد كتاب
نموذج من لوحات الفنان الخاني
عندهم", لافتة إلى أنها "رفضت تنظيم ضبط شرطة لأنها غير موجودة في بلدها، وليس في وسعها أن تثير قضية، لأنهم يجب أن يراجعوها ويسألوها ويستفسروا".
وتضيف السيد "لا علاقة لي بالأقاويل, فزهير حسيب وخالد الخاني ليسا مجرد فنانين، بل هما صديقان للصالة ومتعايشان معنا دائماً, وكلُّ القصة أنه لم ينبغِ أن يقال، إنَّ اللوحات سرقت في قصر اليونسكو", مؤكدة أن "حقوق الفنانين زهير حسيب وخالد الخاني، المادية والمعنوية محفوظة".
يشار إلى أن الفنان خالد الخاني من مواليد حماه 1975, تخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق/ قسم التصوير عام 2000, وحصل على دبلوم في التصوير الزيتي عام 2001, أقام مجموعة من المعارض الفردية والجماعية في عدد من الدول العربية والأجنبية, وأعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية ضمن مجموعات خاصة.