في السنوات الأخيرة، تشير الدلائل إلى أنه قد يكون هناك شيء ما كامن في أطراف النظام الشمسي، ويتوقع العلماء أنه شيء كبير، وربما مظلم جدا. سُمي هذا الشيء المظلم الكبير "الكوكب إكس" أو "الكوكب التاسع".
تقترح دراسة طريقةً جديدة لفحص فرضية الكوكب التاسع والكشف عن خصائصه الأساسية (ناسا)
يعد اكتشاف كوكب جديد في نظامنا الشمسي فرصة مثيرة لعلماء الفلك، ويمكن أن يوفر وجودُ تَوابِع تدور حول الكوكب التاسع المفترض في المجموعة الشمسية معلومات قيّمة حول هذا الكوكب الغامض ويساعدنا على فهم نظامنا الشمسي بهيئة جديدة.
ومن خلال اعتماد نموذج معياري للكوكب التاسع، أظهرت دراسة جديدة أنه حتى لو كان الكوكب التاسع جسما مظلما، فإن تأثير المد والجزر يمكن أن يسخّن توابع الكوكب بشكل كبير، ويعطي تدفقا لاسلكيا حراريا كافيا لعمليات رصدها فلكيا.
وتقترح الدراسة -المنشورة على خادم ما قبل الطباعة في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، وماثلة للنشر في دورية "ذا أستروفيزيكس جورنال" (The Astrophysical Journal)- طريقة جديدة غير مباشرة لفحص فرضية الكوكب التاسع والكشف عن الخصائص الأساسية له.
استُدل على وجود الكوكب التاسع من خلال بعض المدارات الغريبة في حزام كايبر (ناسا)
رحلة البحث عن الكوكب التاسع
في السنوات الأخيرة، تشير الدلائل إلى أنه قد يكون هناك شيء ما كامن في أطراف النظام الشمسي، ويتوقع العلماء أنه شيء كبير، وربما مظلم جدا. سُمي هذا الشيء المظلم الكبير "الكوكب إكس" أو "الكوكب التاسع"، واستُدل على وجوده من خلال بعض المدارات العنقودية الغريبة التي تم اكتشافها في أجسام صغيرة في حزام كايبِر (Kuiper belt) الخارجي.
ويحتوي هذا الحزام الذي يتكون من الأجسام المتجمدة والصخور على 3 كواكب قزمة على الأقل، ويتوقع الفلكيون وجود 100 ألف جسم في الحزام بقُطر أكبر من 50 كيلومترا، علاوة على مليارات المذنبات التي تدور هناك.
والكوكب التاسع هو كوكب افتراضي في المنطقة الخارجية من النظام الشمسي. ويشير الباحثون إلى أنه من الممكن أن يكون نواة لكوكب عملاق طرده المشتري من مداره الأصلي خلال نشأة النظام الشمسي. ويقترح آخرون أن هذا الكوكب استولى عليه نجم آخر.
وفي العقد الماضي، بدأت عمليات المحاكاة العددية للكشف عن احتمال وجوده في نظامنا الشمسي. ويُفترض أن يدور الكوكب التاسع -إذا كان موجودا- حول الشمس في مكان ما، يبعد عنها بين 400 و800 مرة ضعف المسافة بين الأرض والشمس. ويمكن أن يوفر سيناريو الكوكب التاسع شرحا ممتازا للتكتل في العناصر المدارية لأجسام حزام كايبِر.
يمكننا الآن البحث عن الكوكب التاسع حتى لو كان جسما مظلما ولديه نظام توابع (غيتي)
سيظل تخمينا فقط ما لم يُرصد
وتشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن الكوكب التاسع يمكن أن يكون جسما مظلما، مثل الثقب الأسود البدائي. وفي حقيقة الأمر، لم تكتشف الكوكبَ التاسع ماسحاتُ السماء مثل مستكشف الأشعة تحت الحمراء عريض المجال "وايس" ونظام الاستجابة السريع وتلسكوب المسح البانورامي "بان ستارز".
ورغم أن العلماء كانوا يبحثون عنه، فإنه استعصى على الجميع حتى الآن. ولذلك، سيظل وجود الكوكب التاسع تخمينا فقط ما لم يتم رصده.
وقد يكون الكوكب التاسع جسما مظلما؛ مثل ثقب أسود، وفي هذه الحال لن ينبعث منه أي ضوء، كما أنه سيكون صغيرا للغاية، ومن المستحيل عمليا اكتشافه.
وفي الدراسة الجديدة، يعتقد عالم الفلك "مان هو تشان" من جامعة "هونغ كونغ" التعليمية الصينية أننا لا نزال قادرين على تحديد موقعه على أي حال.
ووفق العالِم الصيني فإن هناك احتمالا كبيرا أن يكون الكوكب المفترض قد التقط بعض التوابع، ووجد أنه سيكون أكثر غرابة إذا لم يحدث ذلك. ووفقا لحساباته، ففي المتوسط، يُفترض أن يلتقط جسم بكتلة الكوكب التاسع 20 جسما بحجم 140 كيلومترا أو أكبر.
وتلك القطع من الصخور الجليدية لن تكون قابلة للاكتشاف بمفردها، لكن تفاعل الجاذبية مع جسم أكثر ضخامة يمكن أن يغير ذلك، إذا كان القمر كبيرا بدرجة كافية؛ على سبيل المثال، أكبر من 100 كيلومتر.
طريقة فعّالة في الوقت المناسب
يقول العالِم الصيني في تقرير نشر على موقع "ساينس ألرت" (Science Alert) إنه شيء يمكننا البحث عنه الآن، و"إذا كان الكوكب التاسع جسما مظلما ولديه نظام تَوابع، فيمكن أن نراقب الإشارات الحرارية المحتملة التي تنبعث من التوابع الآن".
وفسّر العالِم الأمر بأن التوابع التي يتم التقاطها بواسطة كوكب تميل إلى أن تكون لها مدارات غير منتظمة بيضاوية الشكل. وهذا يعني أن ضغوط الجاذبية الموضوعة على القمر تتغير مع تحركه بالقرب من الكوكب وبعيدا عنه، مما يؤدي إلى شده عندما تكون قوة الجاذبية عالية.
هذه الضغوط المتغيرة باستمرار تسخن القمر من الداخل، وتتبدد الحرارة على شكل إشعاع حراري، ولهذا يجب أن تكون هذه التغيرات الناجمة عن ضغوط الجاذبية قابلة للرصد والاكتشاف كإشارة لاسلكية.
ويضيف "لذلك، ستكون هذه طريقة فعالة، وقد أتت في الوقت المناسب لتأكيد فرضية الكوكب التاسع والتحقق مما إذا كان جسما مظلما أم لا".