مخاوف عدة من تهديد الذكاء الاصطناعي لمستقبل فرص العمل والإبداع الفني (رويترز)
قالت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) الأميركية إن القلق بدأ ينتاب الفنانين من تغول الذكاء الاصطناعي على الفن، وقد ينتهي الأمر بأن يحل محلهم.
وأضافت أن الشيء المفروغ منه أن الإنسان الآلي (الروبوت) سيتولى الوظائف التي كانت حكرا على البشر، مثل نقل منصات التحميل الثقيلة في المستودعات وفرز المواد المراد إعادة تدويرها. واليوم، فإن التقدم الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي يعني أن الروبوتات تزحف نحو الفن والفنانين أيضا.
وبدأت الأعمال الفنية الموَلَّدة بالذكاء الاصطناعي باستخدام نصوص بسيطة وجاهزة، تفوز بالمسابقات الفنية، وتزين أغلفة الكتب، وتروج للعروض المسرحية والموسيقية مثل باليه "كسارة البندق" من تأليف الموسيقي الروسي بيتر تشايكوفيسكي، وهي تطورات تجعل الفنانين قلقين بشأن مستقبلهم، طبقا للصحيفة الأميركية.
وقد يبدو التهديد الناجم من تغول الذكاء الاصطناعي ذا طابع شخصي بحت، فقد تم تدريب نموذج توليد الصور المسمى (Stable Diffusion) على التعرف على الأنماط والأساليب والعلاقات من خلال تحليل مليارات الصور التي تم جمعها من الإنترنت، إلى جانب نصوص تشرح محتوياتها.
ويُستخدم هذا النموذج -وفق موسوعة ويكيبيديا- في المقام الأول لإنشاء صور مفصلة مشروطة بأوصاف النص، على الرغم من أنه يمكن أيضا تطبيقه على مهام أخرى مثل التلوين والتلوين الخارجي وإنشاء ترجمات من صورة إلى صورة بتوجيه من موجه النص.
ومن بين الصور التي جرى إخضاع نموذج التوليد للتدريب عليها، أعمال غريغ روتكوفسكي، وهو فنان بولندي متخصص في المشاهد الخيالية التي تصور التنانين والكائنات السحرية.
وقد أتاحت مشاهدة أعمال روتكوفسكي إلى جانب اسمه، للذكاء الاصطناعي تعلم أسلوبه بكفاءة، حتى أن اسمه -عندما صدر نموذج توليد الصور (Stable Diffusion)- بات صفة تُلصق بالمستخدمين الذين أرادوا إنشاء صور خيالية حالمة.
ولاحظ أحد الفنانين أن صور السيلفي الغريبة الملتقطة عبر تطبيق "لينزا" (Lensa)، تحاكي ما تعلمه الذكاء الاصطناعي من البيانات التي تدرب عليها.
وفي ذلك يقول غريغ روتكوفسكي إن "قواعد البيانات تلك أنشئت دون أي موافقة أو إذن من الفنانين". ويضيف أنه، منذ ظهور مولدات الصور، لم يتلق سوى عدد أقل بكثير من طلبات المؤلفين الجدد الذين يريدون منه تصميم أغلفة لرواياتهم الخيالية. ويعد "لينزا" من أفضل برامج تحرير وتعديل الصور وتعديل التصميمات.
وفي غضون ذلك، تمكنت "ستابيليتي إيه آي"، (Stability AI) -وهي الشركة التي طورت نموذج توليد الصور المشار إليه أعلاه- مؤخرا من جمع 101 مليون دولار من مستثمرين لترتفع قيمتها الآن فوق مليار دولار.
ووفقا لأستاذ علوم الحاسوب، بن جاو، فإن الفنانين يخشون من أي عمل جديد لهم على الإنترنت، رغم أنها الوسيلة التي يلجأ معظمهم إليها للترويج. وقد دفع ذلك جاو وفريقا من الباحثين في علوم الحاسوب بجامعة شيكاغو، إلى تصميم أداة تسمى "غليز" (Glaze)، تهدف إلى إعاقة نماذج الذكاء الاصطناعي عن تعلم أسلوب فنان بعينه.