صاحبة نوبل للسلام أولكساندرا ماتفيتشوك: "بوتين لا يخاف من الناتو بل من الحرية وسيحاكم على جرائمه في أوكرانيا"

نشرت في: 19/02/2023

فرانس 24

في حوار حصري مع فرانس24، تروي لنا أولكساندرا ماتفيتشوك، الحائزة على جائزة نوبل للسلام للعام 2022 ورئيسة المركز الأوكراني للحريات المدنية الذي يوثق جرائم الحرب في بلادها، عذابات ومآس وفظائع تقشعر لها الأبدان يتعرض لها مواطنوها منذ بدء الغزو الروسي قبل عام. كما تجيب على أسئلتنا حول حالة حقوق الإنسان في المناطق التي ضمتها موسكو، وأيضا قضية الأطفال المرحّلين ودور المرأة في المعارك وعن السلام.

مضى على الغزو الروسي لأوكرانيا عام، تبدلت فيه خطط الحرب واستراتيجياتها أكثر من مرة. فبعد أن كانت مجرد عملية عسكرية أعلن عنها في 24 فبراير/شباط 2022 الرئيس فلاديمير بوتين مع أهداف مسطّرة مسبقا، ها هي قد تحولت إلى حرب استنزاف لا يعرف أحد متى ستضع أوزارها.
وفيما تتغير تكتيكات قادة الجيش وخطب السياسيين من المعسكرين: من جهة روسيا التي تستمر في قضم الأراضي الأوكرانية مبررة ذلك بحجج متناقضة، ومن جهة أخرى الغرب الذي يمد كييف بالأسلحة، وتتضارب مواقفه من قضية تسليح كييف خصوصا فيما يتعلق بالدبابات والأسلحة الثقيلة، فإن معاناة المدنيين ومنهم الأطفال والنساء لم تتبدل، بل تتفاقم وتتعاظم، وفق ما توثق المنظمات غير الحكومية الناشطة في الميدان.


من بين تلك المنظمات، المركز الأوكراني للحريات المدنية، الذي يوثق مدعوما بمنظمات أخرى، جرائم الحرب التي ترتكب في أوكرانيا.
  • جرائم وفظائع وصدمة الخبراء الأمميين

وكانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن أوكرانيا خلصت في 23 سبتمبر/أيلول 2022، إلى أن جرائم حرب قد ارتكبت في هذا البلد بعد الغزو الروسي. بناء على تحقيقات أجرتها اللجنة حول الأحداث التي وقعت في مناطق كييف، تشيرنيهيف، خاركيف وسومي.
وأفادت
اللجنة في بيان بأنها وثقت انتهاكات مثل الاستخدام غير القانوني للأسلحة المتفجرة، الهجمات العشوائية، والإعدامات، والتعذيب وسوء المعاملة، والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي. كما أفادت اللجنة بحدوث انتهاك لحقوق الأطفال.

وصرح رئيس اللجنة، إريك موس: "لقد أصبنا بالصدمة من جراء العدد الكبير من الإعدامات في المناطق التي زرناها. نحن قلقون بشأن المعاناة التي سببها النزاع المسلح الدولي في أوكرانيا على السكان المدنيين".
من جانبه، يلعب المركز الأوكراني للحريات المدنية CCL وهو منظمة غير حكومية دورا رائدا في مجال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في أوكرانيا، وهو أيضا من الجهات الفاعلة في مجال صناعة الرأي العام والسياسة العامة ودعم نشاط المجتمع المدني، والمشاركة في الجهود الدولية لتعزيز حقوق الإنسان في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.


وقد برزت المنظمة في 2013 مع توثيقها لانتهاكات حقوق الإنسان ودورها في تقديم المساعدة القانونية للمتظاهرين إثر القمع العنيف لاحتجاجات ما يعرف بالثورة البرتقالية أو الميدان الأوروبي بكييف ضد الرئيس السابقفيكتور يانوكوفيتش.
  • من هي أولكساندرا ماتفيتشوك؟

تترأس أولكساندرا ماتفيتشوك المركز الأوكراني للحريات المدنية الذي تأسس في 2007 ومقره كييف، وهدفه ترسيخ حقوق الإنسان والديمقراطية والتضامن في أوكرانيا ومنطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وعلاوة على حصولها على جائزة نوبل للسلام تكريما لجهودها في توثيق جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان والترويج لدور المجتمع المدني في تحقيق السلام والديمقراطية، حسب ما قالت في حينه رئيسة لجنة نوبل النرويجية بيريت ريس، فهي حائزة أيضا على جائزة المدافع عن الديمقراطية في 2016 من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا OSCE. وفي 1 ديسمبر/كانون الأول 2022 حلّت الأولى في تصنيف الصحيفة البريطانية فاينانشال تايمز Financial Times للنساء الأكثر تأثيرا بالعالم.
وفي 6 ديسمبر/كانون الأول 2022، حازت أولكساندرا ماتفيتشوك على جائزة هيلاري رودهام كلينتون Hillary Rodham Clinton Award التي تمنح سنويا لكل من يساهم في تعزيز حقوق المرأة. كما حصلت في 2022 على جائزة رايت لايفليهود Right Livelihood Award لجهودها في مجال حقوق الإنسان.


وإلى جانب نشرها بشكل دوري لتقارير حول انتهاكات القوات الروسية لحقوق الإنسان في أوكرانيا، على منصات التواصل الاجتماعي، فهي تشارك في العديد من المؤتمرات الدولية مثل دافوس، وتحاضر عن حق بلادها في الحصول على أسلحة للتصدي للغزو الروسي وتحرير المناطق المحتلة.

وكانت قد قالت أمام مجلس أوروبا في 26 يناير/كانون الثاني 2023، إنه يجب تحقيق العدالة لكل ضحايا الحرب في أوكرانيا، في المقابل، تعهدت الأمينة العامة للمجلس ماريا بيجينوفيتش بوريتش بتقديم الدعم الكامل لأوكرانيا خلال اجتماعها مع ماتفيتشوك، مثنية على دورها في توثيق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب.
للعودة على أجواء الحرب منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، والوقوف على حالة حقوق الإنسان في أوكرانيا والمناطق التي ضمتها موسكو، وأيضا حول قضية الأطفال الأوكرانيين المرحّلين قسرا من قبل الروس، ودور المرأة وسبل تحقيق السلام بين البلدين، حاورنا أولكساندرا ماتفيتشوك رئيسة المركز الأوكراني للحريات المدنية.

  • ما الذي تعنيه لك جائزة نوبل للسلام في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا؟

منذ مدة طويلة، لم يكن صوت المدافعين عن حقوق الإنسان في منطقتنا يُسمع. يمكننا أن نقول، إن البلد الذي يقتل الصحافيين ويسجن النشطاء ويفرق المظاهرات السلمية، يشكّل تهديدا ليس فقط لمواطنيه، بل للعالم أجمع. روسيا هي مثال حي. رغم ذلك، فقد استمر العالم المتحضر في مصافحة بوتين وإتمام الأنشطة التجارية مع روسيا كالسابق. لقد ارتكب الجيش الروسي جرائم حرب في الشيشان ومولدوفا وجورجيا ومالي وليبيا وسوريا. لم تُعاقب روسيا أبدا على كل ذلك. يعتقد الروس أنهم يستطيعون فعل كل ما يريدون. لهذا فقد لفتت جائزة نوبل للسلام من ثمة انتباه العالم إلى صوت المدافعين عن حقوق الإنسان.
  • ما هي جرائم الحرب التي وثقتموها حتى الآن؟

يقوم مركز الحريات المدنية فعليا بتوثيق جرائم الحرب (عبر عدة دول ينشط فيها) منذ تسع سنوات. لقد كنا أول منظمة لحقوق الإنسان تنشئ مجموعات متنقلة وترسلها إلى شبه جزيرة القرم، حينما دخل الجيش الروسي إلى هناك، وأيضا إلى إقليمي دونيتسك ولوغانسك. لاحقا، احتلت روسيا هذه الأراضي. نحن نركز خصوصا على المحاكمات غير القانونية للمدنيين. لقد تواصلت شخصيا مع مئة شخص نجوا من الأسر الروسي. لقد وصفوا لي الطريقة التي تعرضوا بها للضرب، الاغتصاب، والصعق الكهربائي لأعضائهم التناسلية، ولخلع أظافرهم، وحفر ركبهم، وإجبارهم على الكتابة بدمائهم. لقد وصفت لي إحدى السيدات الطريقة التي تم بها حفر عينيها بالملعقة. منذ بدء الغزو الروسي الشامل العام الماضي، واجهنا عددا غير مسبوق من جرائم الحرب. في ظرف عشرة أشهر فقط، وثقت جهودنا المشتركة 31 ألف حالة من جرائم الحرب.
  • كيف تقوم المنظمات غير الحكومية بتوثيق جرائم الحرب في أوكرانيا؟

نحن نضطلع بمسؤولية كبيرة لكن هناك فجوة. حيث إن النظام القانوني الأوكراني مثقل بالكم الهائل من الإجراءات التي تتعلق بجرائم الحرب. حتى إن أفضل مكتب لمدع عام في العالم سيكون غير قادر على التحقيق بكفاءة في ظل عشرات الآلاف من الإجراءات الجنائية. خصوصا في أوقات الحرب الشاملة، وعندما تُرتكب جرائم الحرب المختلفة مرارا وتكرارا بشكل يومي. لهذا السبب، فقد جمعنا جهودنا مع العشرات من المنظمات الأخرى وأطلقنا "محكمة من أجل بوتين". معا، أنشأنا شبكة من الموثقين المحليين في جميع أنحاء أوكرانيا، والذين يجمعون الآن المعلومات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الأراضي المحتلة. لقد سطّرنا هدفا طموحا يكمن في توثيق كل جريمة ارتكبت حتى في أصغر قرية وعبر كل محافظة، تكون قد تأثرت بالعدوان الروسي. نقوم الآن بتسجيل هذه الجرائم حتى يتسنى، عاجلا أم آجلا، تقديم جميع الروس الذين ارتكبوا هذه الجرائم، وكذلك بوتين وبقية أعضاء القيادة السياسية العليا والقيادة العسكرية العليا، إلى القضاء. تساعد المعلومات التي نجمعها في التحقيق المحلي. علاوة على ذلك، نحن نتعاون بشكل وثيق مع المحكمة الجنائية الدولية، ولجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، وآلية موسكو التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمقرر الخاص للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، والوكالات الأخرى التابعة للمنظمات الدولية.
  • كيف كان شعورك في الرابع والعشرين من فبراير/شباط 2022؟

أستطيع أن أتذكر صباح يوم 24 فبراير/شباط. كان الجو لا يزال مظلما عندما دق أحدهم على بابنا. كنت أتساءل من يمكن أن يأتي في هذا الوقت المبكر جدا من الصباح! ذهب زوجي لفتح الباب فيما كنت أنظر إلى هاتفي حيث رأيت دزينة من المكالمات الفائتة. اتصلت بآخر رقم اتصل بي، وهكذا اكتشفت بأن القوات الروسية قد غزت أراضي أوكرانيا وبدأت في قصف مدننا. أتذكر أنني كنت هادئة للغاية. لعدة أشهر قبل الهجوم الروسي، كان الجميع يناقش ما إذا كان سيحدث أم لا. كان الكرملين ينفي كل شيء. ثم وقع الأسوأ. لقد كان من المستحيل الاتصال بسيارة أجرة للوصول إلى المكتب، لذلك قررت أنا وزوجي السير حتى وسط المدينة. غادرنا شقتنا، وتوقف زوجي للحظة وقال إننا عشنا سنوات سعيدة في بيتنا. لم تكن لدينا أي فكرة عما إذا كان بإمكاننا العودة إلى المنزل ورؤية بعضنا البعض مرة أخرى. ودعت زوجي، وأمسكت بحقيبة الطوارئ الخاصة بي واتجهت إلى منطقة أخرى في كييف، حيث كنت أنا وفريقي نعيش ونعمل معا طوال الفترة التي انتشرت فيها القوات الروسية قرب كييف.
  • ما هو الدور الذي تلعبه المرأة الأوكرانية في المعارك؟

بعد الغزو مباشرة، أجلت المنظمات الدولية موظفيها، إلا أن الناس العاديين بقوا وبدأوا في القيام بأشياء غير عادية. كان من بينهم الكثير من النسوة. لقد كانت النساء اللواتي انضممن إلى القوات المسلحة الأوكرانية، هن اللائي أخرجن الناس من المدن المدمرة، وساعدن الناس على النجاة فيما كانوا تحت نيران المدفعية؛ كما أنقذن الأشخاص المحاصرين تحت أنقاض المباني السكنية؛ وهن اللواتي اخترقن الحصار لإيصال المساعدات الإنسانية. النساء هن في طليعة هذه المعركة من أجل الحرية والديمقراطية. ما زلت أبحث عن الكلمات المناسبة لوصف دور المرأة في هذه الحرب. لكن هذا مثال واضح، فالشجاعة ليس لها جنس.
  • ما مصير الأطفال الأوكرانيين الذين قام الروس بترحيلهم؟

هذا السؤال هو من بين الأكثر إيلاما في هذه الحرب. فبالحديث عن الأطفال المرحّلين، يمكن لنا أن نصنف ثلاث فئات منهم على الأقل. الفئة الأولى تشمل الأطفال الذين تم ترحيلهم قسرا برفقة والديهم. الفئة الثانية تشمل الأطفال الذين ليس لديهم آباء والذين كانوا يقيمون في مؤسسات الدولة بالمناطق التي استولت عليها روسيا. والفئة الثالثة تشمل الأطفال الذين قُتل آباؤهم أو أُسروا من قبل الروس. لدى أوكرانيا فرصة ضئيلة لتتبع مصير الأطفال المرحّلين وإرجاعهم إلى ديارهم. لكن بإمكان اللجنة الدولية للصليب الأحمر واليونيسيف ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان معالجة هذه القضية بشكل أكثر فاعلية، حيث لا يزال لديهم مكاتب تمثيلية في الأراضي الروسية. بالمقابل، فإن المدافعين عن حقوق الإنسان والمتطوعين الروس هم من يغامر بمحاولة معالجة هذه القضية على مسؤوليتهم ولوحدهم. لسوء الحظ، لا يمكنهم التواصل إلا مع الأشخاص البالغين، حيث يُمنعون من الوصول إلى الأطفال بدون تواجد والديهم. طبيعة هذه الحرب هي كونها إبادة جماعية. الترحيل القسري، وتبني الأطفال الأوكرانيين، وتربيتهم كأشخاص روس هي سياسة خططت لها روسيا مسبقا.
  • ما هي حالة حقوق الإنسان في المناطق التي ضمتها روسيا؟

في الأراضي المحتلة، يرهّب الروس المدنيين في محاولة لإبقائهم تحت السيطرة. فإن حياة الأشخاص النشطين، مثل رؤساء البلديات والنشطاء والصحافيين والزعماء الدينيين والفنانين وغيرهم ممن يشكلون النخبة المحلية، هي مهددة. ففي الأراضي المحتلة، لا يملك الناس أي إمكانية لحماية أسرهم أو أنفسهم مهما كانت أنشطتهم. يجب أن تتذكر صور المدنيين الذين قتلوا في بوتشا، والذين تناثرت جثثهم في الشوارع حتى تحرير المدينة. لقد عثرنا على جثث لمدنيين قتلوا في ساحات منازلهم. في كل قرية محررة، نوثق قصصا عن عمليات اختطاف وتعذيب ارتكبها الروس. في كل منطقة محررة نكتشف مقابر جماعية لضحايا عذبوا حتى الموت. على سبيل المثال، دعونا نتذكر مؤلف أدب الأطفال فولوديمير فاكولينكو، الذي اعتقله الروس في إقليم خاركيف. كانت عائلته تأمل لفترة طويلة أن يكون في الأسر. لكن بعد أن تم اكتشاف مقابر جماعية في الغابة بعد تحرير إقليم خاركيف، أثبت تحديد الهوية أن فولوديمير دفن في القبر رقم 319.
  • ما هي رسالتك إلى العالم، روسيا، والأوكرانيين؟

أريد أن أذكّرك بالطريقة التي بدأت بها هذه الحرب. اندلعت هذه الحرب في فبراير/شباط 2014، وليس في فبراير/شباط 2022. حينها، كان أمام أوكرانيا فرصة لتحول ديمقراطي سريع بعد انهيار النظام الاستبدادي. لإيقافنا عن المضي في هذا الطريق، احتل بوتين شبه جزيرة القرم وبعض الأجزاء من إقليمي دونيتسك ولوغانسك. لأن بوتين لا يخاف من الناتو. بوتين يخاف من فكرة الحرية.
في هذه الحرب، يقاتل الأوكرانيون من أجل الحرية بكل معانيها. كما أنهم يدفعون ثمنا باهظا مقابل ذلك. تستخدم روسيا جرائم الحرب كأسلوب في الحرب. حيث يلحق الروس بالمدنيين معاناة شديدة بشكل عمدي في محاولة منهم لكسر المقاومة الشعبية واحتلال البلاد. في هذه الحالة، لا يجب لأحد أن يبقى محايدا فيما يخص انتهاكات القانون الدولي والألم البشري. دعونا نسمي الأشياء بأسمائها، في هذه الحالة فإن هذا ليس الحياد، بل اللامبالاة. أثبتت دروس التاريخ السابقة بأننا نعيش في عالم شديد الترابط: إذا فشلنا في وقف انتهاكات النظام الدولي، فإنها ستؤثر إن عاجلا أو آجلا على الجميع.

  • هل تؤمنين بإمكانية تحقيق السلام مع روسيا؟

لسوء الحظ، فإن معظم الروس يدعمون هذه الحرب. لأن بوتين يحكم البلاد ليس فقط عن طريق القمع والرقابة، ولكن أيضا من خلال تنفيذ عقد اجتماعي قائم على ما يسمى بالعظمة الروسية. لا يزال معظم الروس يتصورون أن عظمتهم هي في استعادة الإمبراطورية الروسية، وإن كان قسرا. يحتفظ الشعب الروسي بالثقافة الإمبريالية، وللإمبراطورية مركز، لكن ليس لها حدود أبدا. هذا يعني بأن بوتين لن يتوقف بمحض إرادته ما لم يوقفه أحد. انتصار أوكرانيا فقط يمكن أن يمنح روسيا فرصة لمستقبلها الديمقراطي. لهذا، فحين أسأل زملائي، من المدافعين الروس عن حقوق الإنسان، الذين تمت تصفية منظماتهم خلال الأسابيع الأخيرة، عن كيف يمكن لنا مساعدتهم! يجيبوني: "إن كنت تريدين المساعدة، يجب أن تنجحي". علينا إذا أن نكسب هذه المعركة الحضارية بين الاستبداد والديمقراطية.