غازَلْتُها، فتَبَسَّمَتْ لِي ضَاحِكَةْ
ورَمَتْ فُؤادِي بِالعُيونِ الفاتِكَةْ

قالتْ: أها.. يعنِي تغازلنِي كذا
أتحِبُّ أُنثَى دائمًا هِيَ ضانِكَةْ

فأجَبْتُها: إنّي أُحِبُّكِ مُدرِكًا
أنَّ الطّريقَ إلَيْكِ ليسَت سالِكَةْ

لكِنّنِي أهواكِ دُونَ مُبَرِّرٍ
مهما تَكُنْ أسلاكُ قلبكِ شائكَةْ

قالَتْ: أكُنْتَ تُحِبُّني أمْ لم تَكُنْ.
فأنَا فتاةٌ صلبَةٌ مُتماسِكَةْ

فأجَبتُ: للإنْسَانِ قسطٌ مِن هوًى
لَسْنَا لعلمِكِ ـ يا فتاةُ ـ ملائكَةْ

قالَتْ: ولكِنْ أنْتَ تعشَقُ غيرَنا
بلقيس، أروى، ريم، حفصة، عاتِكَةْ

فأجَبتُ: أعشَقهُنّ طبعًا، إنّما
دَومًا أقولُ: لِكُلِّ حُبٍّ مارِكَةْ

ولِكُلِّ أُنثى لَوْنُها ومَذاقُها
أحببتُ حتّى في اللّيالي الحالِكَةْ

قالَتْ: ألَستَ تخافُ ربَّكَ؟ قُلتُ: بل
لا تأمَنِي في الحُبِّ أكبرَ نَاسِكَةْ

ضَحِكَتْ وقالَتْ: وَيْكَأنّ نُفوسَنا
كانَتْ لزَيغِ نُفوسِنا مُتمالِكَةْ

واليومَ ما عادَتْ كما كانَتْ لنَا
ما للنّفوسِ على الهوى مُتَهالِكَةْ؟

قُلْتُ: اسمعيني، لَنْ نُكابِرَ مُطْلَقًا
اللهُ شاءَ لنَا الهوى لِيُبارِكَه

قالَتْ: فَسُبحانَ الّذي خلقَ الهوى
سُبحانَ مَنْ خلقَ الهوى وممالِكَه

فلتأخُذِينِي ـ يا فتاةُ ـ إلَيْكِ، أو
فلتترُكي ما أنتِ مِنّي تارِكَةْ

ضَحِكَتْ وَصَكَّتْ وَجْهَها، واستَغْفَرَتْ
وعُيُونُنَا في بَعضِها مُتَشَابِكَةْ










إبراهيم طلحة