لا شَكَّ أنَّ اللّيلَ سرٌّ أخطرُ
من كلِّ ما ينوي الضِّيا ويُفَكرُ
هوَ هاربٌ .. لغةُ الضِّياءِ فصيحةٌ
وظلامُهُ فيما يُريدُ مُشَفَّرُ
ولأجلِ ذاكَ يَنامُ كُلُّ مسالمٍ
كي لا يمرَّ عليهِ طرفٌ أحوَرُ
يلوي عنانَ السّاكناتِ كأنَّهُ
جنٌّ بجيناتِ الجِنانِ مُطَوَّرُ
ويَلفُّ أطرافَ الغيومِ بطلسمٍ
حيثُ ازدحامِ الشَّوقِ جمراً يمطرُ
يا ليلَ إنَّكَ من رهيفِ جوانحي
تبدو وفيكَ من الوَساوسِ بيدرُ
والرّوحُ ثَكلى ما بقيتَ كأنَّها
قُمريَّةٌ في بابِ همسِكَ تُنحرُ
قُلْ للحَداثَةِ صارَ شعري قائِماً
فيها ومنها للعمودِ المَعبرُ
ستار الزهيري