ألكاظمُ الغيظَ والفادي لشيعتِهِ
إذ خالفوا الأمرَ حتَّى أوْغلوا تِيها
أبكيهِ من طيِّبٍ يبكي لطيْبَتِهِ
شوقاً لفاطمةَ الزهرا وهاديها
في بصرةٍ ثمَّ في بغدادَ عذَّبَهُ
منْ سفَّهَ الحقَّ والآياتِ تسفيها
ما جُبُّ يوسفَ في داجي غيابتِهِ
كليلِ زنزانةٍ موسى غدا فيها
وحوتُ يونُسَ يبدو واسعاً رَحِباً
أمامَ ضيقِ طواميرٍ يُقاسيها
أمسى خيالاً يسيلُ النزف من يدهِ
حالَ القنوتِ وثِقْلُ القيدِ يُحْنيها
شدُّوا ثلاثينَ رطلاً من سلاسِلِهِمْ
بساقِهِ فقضى يشكو مآسيها
ما همَّهُ شتْمُهُ لكن إذا شُتِمتْ
خيرُ النِّساء دعا بالموتِ باريها :
يا منْ تُخلِّصُ روحاً منْ عُرى جسدٍ
خلِّصْ عُبيدَكَ منْ قُضبانِ طاغيها
أبكيهِ والتمرُ في الإفطارِ فطَّرهُ
سُمَّاً تسلَّلَ للأحشاءِ يَفْريها
جسرُ "الرصافةِ" بل جسرُ "الجنازةِ" كمْ
عليهِ شيعتهُ عجَّتْ بواكيها
يا ليتَها حضرتْ في الطفِّ حينَ على
صدرِ الحسينِ غدتْ تجري عواديها
رضُّوا أضالِعَهُ فَهْوَ ابنُ فاطمةٍ
وماتَ يشكو الظَّما فهْوَ ابنُ ساقيها..
علي عسيلي العاملي