لماذا أنتِ؟

أنا مطمئنٌّ
أريدكِ فقط، أن تعرفي هذا
أحبُّ أن تدركي مدى مقدرتكِ
في السيطرة على العواصف
التي تحدث داخلي.

أنا أدركُ ذلك جيّدًا، لكنني لا أعرف لماذا؟

لم أجد إجابةً ثابتةً
عن هذا السؤالِ الذي يرافقني
في كلّ خطوةٍ، وابتسامةٍ، وضحكةٍ، وأغنية ..

في كل التفاتةٍ، ومناجاةٍ، وتأمّل ..
دائمًا أجدُهُ أمامي، باحثًا عن إجابتِهِ
"لماذا أنتِ؟"

ولأنني لم أستطع الإجابةَ، أنا أيضاً أتساءل
"لماذا أنتِ؟!"

لماذا أنتِ، عند الذهاب إليكِ لا أنظر للمسافةِ
ولا أهتم بالعوائق،
ولا أبالي بالخطر،
ولا أحسب حساباً للطريق؟!

وأنا المتوجّسُ من الكلمةِ،
والمتردّدُ من النظرةِ،
والمرتابُ من كلّ قطعةِ أرضٍ أضعُ عليها قدمي،
والجبانُ الجبانُ أمامَ المجازفات!

لماذا أنتِ، عند سماع هتافكِ بٱسمي،
أحبُّ ذاتي، وأجلُّها
وأنا أوّلُ أعدائي وأعتاهم،
وأبغضَهم لنفسي!

لماذا أنتِ فقط، من أرى نفسي في نوني عينيها،
وأنا الذي حطّمت مرايا عديدةً للحياة،
لم أجدني فيها ..
حتّى جزمتُ بكوني شفّافاً لا أُرى؟!

لماذا أنتِ، حين أسألُكِ
لا أكونُ أريدُ إجابةً، بقدرِ ما أريدُكِ؟!

.