إلى محبي اللغة العربية إليكم جلسة خاصة
لمحكمة الأحوال النحوية
محاكمة الفعل المضارع
المشهد الأول :
يتقدم الفعل الماضي وفعل الأمر بشكوى ضد الفعل المضارع في المحكمة .... !!!
فيقولان : سيادة القاضي...نحن الثلاثة إخوة أشقاء...عاهدنا الله على البناء ...
في جميع الأحوال والأجواء.
القاضي: هذا شئ في غاية الجمال ...لكن أين الإشكال ؟
الماضي والأمر : المشكلة تكمن في المضارع فهو أخونا وليس له إخوة سوانا.
لكننا نتهمه بالخيانة ...!
القاضي : وما سبب هذا الاتهام ؟ هل خرج عن النظام ؟
الماضي والأمر : لقد عاش حياته بدهاء...متنقلا بين الإعراب والبناء ...
فلا نعرف إن كان معنا أم مع الأعداء .!!
القاضي: يتم استدعاء المضارع في الحال ..لسماع ما لديه من الأقوال .
المشهد الثاني :
يدخل الفعل المضارع... واثقا قويا كالمصارع
القاضي : أيها المضارع لماذا لا تثبت على حال ؟ هل لديك من أقوال ؟
المضارع : أنا ألتزم البناء في حالتين بالتحديد...إذا اتصلت بي نون النسوة أو نون التوكيد ..
القاضي : [ وهو ينظر باستغراب ] ولماذا تحولت إلى الإعراب ؟
المضارع : كنت أعيش مع إخوتي في سعادة وهناء ...ورضيت مثلهما بالبناء ...
ولكنهما عاملاني مثل الأغراب فانتقلت من البناء إلى الإعراب.
القاضي : تحدث وبكل جراءة ....ما سبب هذه الإساءة ؟
المضارع : لقد رزقني الله من فضله العديد... فانتقلت إلى بيت جديد...
[وهو الإعراب] وتخلت عني نون النسوة ونون التوكيد
الماضي و الأمر:ـ سيادة القاضي هو الذي تركنا وسبب لنا الخراب ...ولم يكتف بذلك
بل تنقل بين حالات الإعراب...ما بين الرفع والنصب والجزم مما أفقدنا الصواب .
القاضي : هذه مسألة تحتاج لمناقشة مستقلة.. لمعرفة السبب والعلة ...!!!
والإتيان بالأدلة .
المشهد الثالث :
القاضي :ـ أيها المضارع لماذا تتنقل بين الرفع و النصب و الجزم ؟
لماذا لا تثبت على حال واحدة وتتصف بالحزم ؟
المضارع : هناك أمور غامضة تحتاج إلى التوضيح سأخبرك بها إن أعطيتني التصريح سيادة القاضي .
القاضي : أراك تتحدث بلسان فصيح ... فقل ما عندك بلا نقد ولا تجريح .
المضارع : عندما انتقلت إلى الإعراب تزوجت ثلاث زوجات
الأولى كانت رقيقة الإحساس...جعلتني (مرفوع) الرأس بين الناس لكنها لم تنجب أولاد.
القاضي: وما قصة الزوجة الثانية ؟
المضارع: كانت في غاية الروعة والجمال ...وجعلتني (منصوبا) بين الأفعال
ورزقني الله منها خمس فتيات أقصد (أدوات)
_ تعليق : (الأدوات أكثر من ذلك)
القاضي : وما أسماء هذه الأدوات بالتفصيل؟
المضارع: (أن،لن،كي،حتى،لام التعليل)
القاضي: هل يمكن أن تجمعهم لنا في مثال من الواقع أو الخيال ؟
المضارع:ـ (لن)يقبل المؤمن (أن) يقلد أباه (حتى)يكون صالحاً في الحياة .
(كي) يرضي عنه الله... (لـ)ينال رحمته و رضاه .
القاضي : كلام جميل... لكن ما قصة زوجتك الثالثة بالتفصيل ؟
المضارع: كانت من بنات العائلات ... وجعلتني (مجزوما) بكل الحالات...
ورزقني الله منها بأربع فتيات أقصد (أدوات) .
القاضي : وما هذه الأدوات ؟
المضارع : هي (لم ، لما ، لام الأمر ، لا الناهية.)(هناك أدوات ..أخري)
القاضي : هل تستطيع أن تجمعها في مثال...من الواقع أو الخيال ؟
المضارع : (لا) تعجل ، في طلب الأرزاق ...و (لـ)تتمسك بالأخلاق ...
لأنك (لم)تشرك بالله على الإطلاق... و (لما) تأتك بقية الأرزاق...
المشهد الرابع :
الماضي والأمر: ولكن هناك إشكال آخر فالمضارع يأتي صحيح الآخر ...
أو معتل الآخر ...!!!
فهو يتغير بين الصحيح و المعتل بطريقة تجعل العاقل يختل ...
القاضي: وما الفرق بين صحيح الآخر ومعتل الآخر ؟
المضارع:ـ هذا سهل يسير وحسب الحرف الأخير فإن كان (الألف) أو (الواو) أو (الياء). أكون معتل الآخر يا أحباء...وإن كان غير ذلك فأنا صحيح الآخر .
القاضي :ـ هل يمكن أن تلخص أقوالك في قول مفيد ...حتى نتعلم منك ونستفيد ...
المضارع : سيادة القاضي أنا ألتزم البناء في حالتين بالتحديد ...عندما تتصل بي نون النسوة أو نون التوكيد . وخلاف ذلك أكون معربا فأنصب بأدوات النصب وأجزم بأدوات الجزم وأرفع إذا لم يسبقني ناصب ولا جازم ولا فرق في ذلك بين الصحيح والمعتل .
القاضي : اذكر لنا علامات إعرابك بالتفصيل حتى نحفظ لك هذا الجميل .
المضارع : عندما أكون صحيح الآخر أرفع بالضمة الظاهرة وأنصب بالفتحة الظاهرة وأجزم بالسكون .
وعندما أكون مبنيا يكون البناء على السكون مع نون النسوة وعلى الفتح مع نون التوكيد والله على ما أقول شهيد.
القاضي: حكمت المحكمة ببراءة الفعل المضارع من جميع التهم المنسوبة إليه ...
وبقاء الحال على ما هو عليه .
رُفعت الجلسة