للمرة الأولى.. دراسة تكشف اوجه الشبهة بين أدمغة طياري F16 ورواد الفضاء
{منوعات:الفرات نيوز} للمرة الأولى، خلصت دراسة علمية أجريت في بلجيكا، ونُشرت نتائجها الأربعاء، إلى أن هناك أوجه تشابه كبيرة في التغيرات التي تطرأ على أدمغة طياري مقاتلات F16 وأدمغة رواد الفضاء، مما يقود للتخطيط المستقبلي الجيد للرحلات الفضائية الطويلة بحسب ما أكده الباحث الأول بالدراسة، فلوريس وييتس من جامعة أنتويرب.
الدراسة المتخصصة في علم وظائف الأعضاء والتي نشرت في دورية فرونتيرز العلمية الشهيرة، تركزت على محاولة استكشاف الألغاز العميقة للفضاء، من خلال فحص أدمغة الطيارين على المقاتلات من طراز F16، وخلصت إلى أن لها الكثير من القواسم المشتركة مع رواد الفضاء من حيث التكيف مع مستويات الجاذبية المتغيرة ومعالجة المعلومات الحسية المتضاربة بسرعة.
وخلال الدراسة التي شارك فيها 7 باحثين متخصصين في علم وظائف الأعضاء بعدة جامعات ومعاهد بلجيكية، كشفت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن الطيارين الذين لديهم المزيد من الخبرة في الطيران أظهروا أنماط اتصال دماغية محددة في المناطق المتعلقة بمعالجة المعلومات الحسية، كما أظهروا اختلافات في اتصال الدماغ مقارنة بغير الطيارين.
وأكدت الدراسة أن ذلك سيساعد على فهم آثار رحلات الفضاء على الدماغ وقد تساعد في توفير برامج تدريب أفضل للطيارين أو رواد الفضاء.
الباحث الأول في الدراسة، فلوريس وييتس، من جامعة أنتويرب ببلجيكا، أوضح أن سبب القيام بتلك الدراسة على مقاتلي F16 هو أن وجود رواد الفضاء نادر، ومن ثم افترضنا أن دراسة الدماغ لدى أعضاء مهنة مشابهة إلى حد ما قد توفر الإجابات التي نحتاج إليها بشأن التغيرات التي تطرأ على الدماغ في الفضاء.
وأشار إلى أن هناك تشابه إلى حد ما بين الضغوط والمتغيرات التي تتعرض لها الدماغ بسبب ظروف الفضاء، وبين تلك التي تتعرض لها أدمغة المقاتلين الذين يقومون بمهام كثيرة ويطيرون لساعات أطول.
وأكد أن من أوجه التشابه المثيرة للاهتمام بين طياري المقاتلات ورواد الفضاء، التعرض لنفس لمستويات الضغط المتغيرة، والحاجة إلى تفسير المعلومات المرئية القادمة من حركات الرأس والتسارع والمعروفة باسم المعلومات الخاصة بالنظام الدهليزي المتحكم في حركة توازن الجسم.
وتابع أنه بناء على ذلك فمن خلال تحديد خصائص الاتصال في أدمغة الطيارين المقاتلين فيمكن معرفة المزيد عن التغيرات التي تطرأ على أدمغة رواد الفضاء خلال الرحلة حتى قبل قيامهم بها، مما يوفر الجهد والمال خلال التخطيط لرحلات الفضاء بشكل مبني على رؤية واضحة.
وبحسب فلوريس وييتس، فمن أجل إثبات تلك الحقائق، قام هو وزملاؤه الباحثين بإجراء الدراسة على 10 طيارين مقاتلين من سلاح الجو البلجيكي، إلى جانب مجموعة أخرى مكونة من 10 غير طيارين، وأجروا فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغتهم، موضحا أن تلك أول دراسة على الإطلاق للاتصال الوظيفي للدماغ في الطيارين المقاتلين.
ومن النتائج التي توصلت لها الدراسة وفقا لفلوريس وييتس، أنه تم رصد اختلافات في اتصال الدماغ بين الطيارين ذوي الخبرة والأقل خبرة، مما يشير إلى أن تغييرات الدماغ تحدث مع زيادة عدد ساعات الطيران، وتضمنت هذه الاختلافات اتصالاً أقل في مناطق معينة من الدماغ يعالج المعلومات الحسية، وهذا يعني تكيف الدماغ للتعامل مع الظروف القاسية التي حدثت أثناء الرحلة.
وخلال الدراسة أيضا أظهر الطيارون المتمرسون زيادة في الاتصال بالمناطق الأمامية من الدماغ والتي من المحتمل أن تكون مسؤولة عن المتطلبات المعرفية لتحليق طائرة نفاثة معقدة.
وختم فلوريس وييتس بأنه عند المقارنة بين الطيارين وغير الطيارين، وجدنا "أن مناطق الدماغ التي تعالج المعلومات الدهليزية والبصرية كانت أكثر ارتباطًا في الطيارين، وهذا يوضح حاجة الطيارين لخصائص معينة للتعامل مع معالجة المنبهات البصرية والدهليزية المتعددة والمتضاربة أحيانا في وقت واحد، ولإعطاء الأولوية للمحفزات الأكثر أهمية، مثل قراءة أدوات قمرة القيادة".