اليوم شعرتُ بوحدتي أحسست بالحزن في غرف الانتظار التي لا يجلس فيها أحد سمعت استياء المسمار الوحيد المثبت على الجدار دون أن يمسك شيئًا وتعرفت لماذا يكون البرواز هادئًا على الحائط بهذا الشكل؟! ولماذا يعلّقه الناس في مجالسهم؟! اليوم لم يصاحبني أحد لم يرن هاتفي لم أجد مكالمات فائتة لم تصلني شعارات جديدة لم تصلني رسائل تجارية عن آخر العروض والتخفيضات لم يقترح تويتر علي متابعة أشخاصًا جُدد لم يقل أن هناك أشخاصًا يشبهوني لم تطرأ فكرة جديدة في مخيلتي لم يفزعني متهوّر في طريقي لم يأت الشيطان ويفسد صلاتي لم أجد زحامًا في المقهى الذي أزوره دائمًا لم يتغيّر طعم الحبق في كأسي ولم أحرص على معرفة الوقت حتى هذه اللحظة
اليوم! اليوم أمسيتُ وحيدًا !
أنا لا أرحل عن أحد بسهولة لكن ثمة أشياء لو حدثت لن تجدني أمامك مثل أن تشعرني أنني شخص عابر في حياتك يمكنك الاستغناء عنه أو استبداله أو أن تحاول مقارنتي بأي شخص مهما كان لن أطيق فكرة أن أخوض صراعًا مع أحد لأجل الحفاظ على مكانتي في قلبك ولن أتحمل فكرة أن يكون وجودي كغيابي بالنسبة لك لا قيمة له لن تجدني أن أنكرت يوما معروفا حدث بيننا ولن تجدني أن استهنت بحزني وتعبي وهمومي مهما كانت تافهةً وعادية بالنسبة لك سأرحل عنك حين أراك تستغل غفراني لأخطائك من أجل الحفاظ على علاقتنا ولن نبقى معًا أن هنت عليك في الخصام وقسوت في كلماتك وقت العتاب ورفضت أن تعتذر بكبرياء وجفاء قلب لا يعرف الحب لن تجدني أن عاملتني بقسوة بلا سبب أو أن تحب دائما أن أعطيك الحب بينما تبخل علي بأبسط الكلمات اللينة، لن تجدني حين أشعر بأنني لست محور حياتك وعالمك، ولن تجدني أن مسست كرامتي وكبريائي لن تجدني أن لم تحبني الحب الذي أستحقه