الموت أو الأحرى أن نسمّيه رفيقنا الَّذي لا نراه هذا ما يقولهُ القُوَّل ولكنَّا نراه!
نرى الموتَ في شوارعنا وفي شاشاتِ التلفاز نراهُ في الفناجينِ وفي اليقظةِ والأحلام نراهُ بعدَ كلَّ كلمةً نقولها بشأن النظام ، الموتُ رفيقنا الّذي نلعبُ ويلاعبنا دائماً الموتُ هو "سمفونيتنا" الوحيدة الَّتي تُعادَ الفَ مرّةٍ في اليومِ ولا تُمَل!
وعلى خلافِ سائرِ الشعوب الَّتي تنتهي حياتُها بالموت فنحنُ تبدأُ بِه ، حياتنا دفترُ ذكرياتٍ يختمُ بتوقيعِ الممات!
وعلى خلاف بعضهم(بالأخص أنظمتنا) فإنّنا نشعرُ بالموت عندما يموتُ لنا أحد سواء كان هذا قريباً لنا أو حتَّى مواطنٌ لا نعرفهُ(على الأقل هذا شعور الشرفاء) ولكنّا لا نموت! وهذا ما يثيرُ عُجبهُم وعُجابهم كيف لمخلوقٍ من صلصالٍ من حمأٍ مسنون أن لا يموت!؟ نحنُ لا نموتُ لأنَّا عاهَدنا الموت بموتِنا على أن لا ينسانا!
ولكنَّ الحقيقة نحنُ نموتُ كلَّ يومٍ كلّ ساعة وكلَّ ثانية ولكنَّا نتظاهرُ عكسَ الوقائعِ ومجراها! أو الأصح لا نموتُ مادّياً أمَّا معنويّاً فكلّنا ميّتون!
نعم إنَّها الحقيقة وأعرفُ أنَّها مؤلمة وغير مقبولة ولكن لطالما كانت كذلَك ،
نحنُ لا نعطي فقط أرواحنا قبل الميعاد وإنّما نعطي أماني الطفولة والذكريات السعيدة
لا زال يعيشُ بداخلي ذلكَ الطفلُ الَّذي أحبَّ أن يكون عازفاً ولكنَّهُ ماتَ قبل أن يحصل ذلك لاشكَّ يا عزيزي أنَّكَ الآن تعزفُ في الجنّة وقد حصلتَ على وساماً من لجنة الملائكة!
...
وختاماً ؛ عزيزي الموت لا أعرفُ ماذا تريدُ من الطفل حينما تقتلُ أمنيّته وتترك الباغي يقتلُ كيفما وحيثما يريد؟!
على كلٍ فكلُّنا راحِلون هذا طريقنا أو دعنا نعترف بمنتهى البساطة هذا ما نريدهُ في زمنِ الكلاب!
العيلامي