كويكب إيتوكاوا يبلغ طوله 500 متر، ويبعد عن كوكب الأرض بنحو مليوني كيلومتر (جامعة كيرتن)
أجرى فريق دولي من العلماء دراسة على كويكب "إيتوكاوا" بقيادة جامعة كيرتن (Curtin University) الأسترالية، وحسبما جاء في البيان الصحفي، الذي أصدرته الجامعة في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، فإن الدراسة التي شملت فحص متانة وعمر كويكب "إيتوكاوا" (Itokawa)، يمكن أن تسهم في إنقاذ كوكب الأرض من اصطدام الكويكبات الأخرى.
ودرس الفريق 3 عينات من جسيمات غبار صغيرة تم جمعها من سطح كويكب إيتوكاوا وجلبها إلى الأرض بواسطة المسبار "هايابوسا 1″، التابع لوكالة الفضاء اليابانية.
وأضاف البيان أن كويكب إيتوكاوا يبلغ طوله 500 متر، ويبعد عن كوكب الأرض بنحو مليوني كيلومتر، ويبدو مثل كومة من أنقاض الغبار الفضائي وركام الصخور والحصى والفراغ، والتي تتماسك معا بواسطة الجاذبية، ولهذا يتسم بمقاومته الشديدة للتصادم، وبالتالي كان من الصعب تدميره من قبل الكويكبات الأخرى.
وبحسب الدراسة التي نُشرت في دورية "بروسيدينجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز" (PNAS)، فإن إيتوكاوا تشكل منذ أكثر من 4.2 مليارات عام، مما يجعله أقدم بـ10 مرات من الكويكبات الصلبة ذات الحجم المماثل، إذ إن عمر النظام الشمسي يبلغ 4.57 مليارات عام، ويُعتقد أن عمر الكويكبات الصلبة يصل إلى مئات الملايين من السنين، وتتفتت تدريجيا عن طريق الاصطدامات المستمرة.


كويكب إيتوكاوا يشبه وسادة فضائية عملاقة تكونت قبل 4.2 مليارات عام من الركام الفضائي (المرصد الأوروبي الجنوبي)

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور فريد جوردان، مدير مرفق نظائر الأرغون (Argon Isotope)، في غرب أستراليا، وهو جزء من مركز جون دي ليتر (John de Laeter Centre) ومدرسة علوم الأرض والكواكب في جامعة كيرتن، إن الاصطدام الكبير الذي دمر سلف كويكب إيتوكاوا، وكان من نوعية الكويكبات المتجانسة (monolithic asteroids) كان قد حدث قبل 4.2 مليارات عام على الأقل، والذي أدى إلى تشكل إيتوكاوا.
ويعزو العلماء فترة البقاء الطويلة المذهلة لكويكب بحجم إيتوكاوا إلى طبيعته الممتصة للصدمات، والناشئة عن المادة الركامية التي يتكون منها، والتي جعلت من إيتوكاوا أشبه بوسادة فضائية عملاقة يصعب تدميرها، حيث إن الكويكب مصنوع بالكامل من الجلاميد والصخور السائبة، ونصفه تقريبا مساحة من الفراغ.
يقول جوردان إن "الكويكبات التي تتكون من كومة من الأنقاض، شديدة المرونة في مواجهة الضربات المستمرة التي تواجهها، ومن المرجح أن تكون أكثر وفرة مما كان يُفترض سابقا، وبالتالي فإن هذا يعني أننا بحاجة إلى طرق جديدة للتعامل مع مثل هذه الكويكبات في مسار تصادمها المحتمل مع الأرض".

نتائج تحليل عينات الكويكب

استخدم الفريق العلمي تقنيتين لتحليل عينات الكويكب: التقنية الأولى، تسمى حيود تشكل الإلكترون (Electron Backscattered Diffraction)، وهي تقنية توصيف مجهري بلوري، تعتمد على المجهر الإلكتروني الماسح، وتستخدم عادة في دراسة المواد البلورية، وقد تمكن الباحثون بواسطة هذه التقنية من قياس ما إذا كان الكويكب قد تعرض للاصطدام، وذلك من خلال تحليل الهياكل البلورية في العينات، بحثا عن التشوهات الناتجة عن الاصطدام.


اكتشاف خصائص كويكب "إيتوكاوا" يمكن أن يساعد في حماية الأرض من اصطدام الكويكبات (غيتي)

أما الطريقة الثانية فتعرف باسم تأريخ الأرغون-أرغون (argon-argon dating)، وهي طريقة قياس الإشعاع الصادر من عنصر الأرغون، وتستخدم لمعرفة تأريخ اصطدام الكويكب، وتتطلب شق العينة إلى نصفين: نصف لتعيين البوتاسيوم ونصف لتعيين الأرغون.
وحول نتائج استخدام طريقتي تحليل العينات، قال البروفيسور نيك تيمز المؤلف المشارك، من مدرسة كيرتن لعلوم الأرض والكواكب، إن متانة الكويكبات من نوعية كومة الأنقاض لم تكن معروفة من قبل، حيث إنه لم يكن معروفا ما إذا كانت قادرة عن الدفاع والتصدي للكويكبات المهاجمة، مما هدد القدرة على تصميم إستراتيجيات دفاعية في حالة اندفاع الكويكبات نحو الأرض.

وأضاف "انطلاقا من ذلك، فقد شرعنا في الإجابة عما إذا كانت كويكبات كومة الأنقاض هذه، لديها قدرة على مقاومة الصدمات أو ما إذا كانت تتفتت عند أدنى ضربة". ويتابع تيمز "الآن بعد تحليلنا وفحصنا لعينات الغبار، اكتشفنا أن بقاء الكويكب على قيد الحياة في النظام الشمسي طوال تاريخه تقريبا، عائد إلى صلابته وقدرته على مقاومة الكويكبات أو الأجرام السماوية الأخرى مثل النيازك والتصدي لها".