بعض الدارسين لشعر العرب الجاهلي المتأملين في حكمة ذكر النساء أول القصائد توهم أن ذكرها من أثر عقيدة بدائية غابرة
فزعم أن العرب عبدوا المرأة باعتبارها رمزاً للخصوبة وهذا افتراء عظيم له أثره في فهم القرآن وفهم حجج التوحيد على مشركي العرب .
العرب أرادوا نسبة الولد لله نسبة تكريم لا منازعة فقد أنفوا من أن ينسبوا له ولداً ينازع أباه كما عهدوا في الأبناء الذكور فارتضوا لله سبحانه البنات_ تعالى الله عن إفكهم _ ليتوصلوا إلى الاستشفاع بهم عند الله فالأب لا يرد شفاعة ابنته ( وقد جرى مثل هذا في حكاياتهم من استجارة بنساء القوم فإنهن لرحمة آبائهن لهن وكرمهن عليهم لا يردون شفاعتهن بخلاف الأولاد الذكور وأنت خبير أن العرب اشتكت من عقوق الأبناء لا من عقوق البنات لما بين الولد وأبيه من مناكدة إذ لا يجتمع فحلان في قطيع ) .
وأوقعهم الشيطان في جعل البنات لله دون البنين وهو ما لا يرضونه لأنفسهم
ثم في تنقص رحمة الله وعلمه عن طريق الاستشفاع بالملائكة إذ كامل الرحمة والعلم لا تحتاج معه إلى شافع .
ثم في تنقص قدرته وربوبيته إذ جعلوه لا يرد شفاعة خلقه .
ثم في صرف العبادة لخلقه إذ جعلوهم بمنزلة من لا يردّ أمره وشفاعته .
ثم في اجترائهم على معاصي الله بحجة وجود الشفيع المزعوم فأرادوا أن يعصى الله الخالق المنعم ويستجار من عقابه بالشفيع المتوهم .
نسبة ولد ، ودعوى شفاعة ، وشرك في العبادة ، وجرأة على العصيان ، وأمن من العقاب، ظلمات مضاعفة والحمد لله على الهداية .
ولا غرابة أن يكون هذا أصل عبادة سائر الأقوام للإناث فإن كان ولابد قياس فقس الفراعنة والهنود واليونان على العرب لا العكس .
وما يفعله بعض المفتونين بعلم الآثار من ربط بين أصنام العرب وآلهة الأمم الأخرى منهج مطموس إذ لا يستبعد أن تتشابه الأصنام في أسمائها وأشكالها وتختلف قصة كل أمة في عبادتها وهذا لو سلمنا التشابه المتوهم .
* لم أكد أفرغ من كتابة هذا حتى وجدت أحدهم يذكر في وأد البنات أنه من جنس تقديم القرابين من العذراوات فتحسست مسدسي كما يقال .
منقول